توج الفريق الأول لكرة القدم بنادي الوحدة بلقب كأس الخليج العربي، الذي استضاف أحداثه استاد آل مكتوم بنادي النصر وجمع طرفي المباراة الشباب والوحدة، وانتهى لصالح العنابي بهدف نظيف حمل توقيع البرازيلي دينلسون في الثانية «13» من عمر المباراة.
وعاش جمهور الوحدة فرحة عارمة عقب نهاية المباراة بمناسبة الفوز باللقب، وتحقيق بطولة هذا الموسم والعودة للعاصمة أبوظبي.
وحقق الوحدة طموحه باعتلاء منصة التتويج بعد فترة غياب استمرت 5 سنوات وتحديداً من آخر بطولة حصل عليها في عام 2011 بعد فوزه بكأس السوبر على حساب الجزيرة 7-6 بضربات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل الإيجابي 2-2، ولقاء أمس يعتبر النهائي الثاني الذي يخوضه الوحدة في البطولة بعد أن خاض النهائي الأول بمسماها القديم «كأس المحترفين» في موسم 2008-2009 وخسر أمام العين بهدف نظيف.
وتعد مواجهة الشباب هي الخامسة بين الفريقين في بطولة كأس الخليج العربي، إذ التقيا 4 مرات من قبل وتساويا في عدد مرات الفوز، حيث انتهى أول لقاءين بين الوحدة والشباب بالتعادل 3-3 وصفر-صفر في موسم 2008-2009، وفاز الشباب مرة بثلاثية نظيفة في الدور قبل النهائي لموسم 2010-2011، بينما فاز الوحدة في اللقاء الأخير الذي جمعهما في الدور الأول من البطولة الموسم الحالي بهدف مقابل لا شيء.
وحرص على حضور النهائي الشيخ أحمد بن ناصر بن زايد آل نهيان، وإبراهيم عبد الملك الأمين العام للهيئة العامة للشباب والرياضة، ويوسف السركال رئيس اتحاد كرة القدم، وسعيد حارب أمين عام مجلس دبي الرياضي، وعبيد الشامسي نائب رئيس اتحاد الكرة، ومحمد عمر رئيس لجنة الحكام باتحاد الكرة، وسامي القمزي رئيس مجلس إدارة نادي الشباب، وأحمد الرميثي رئيس شركة كرة القدم بنادي الوحدة، ومروان بن غليطة، وسهيل العريفي المدير التنفيذي للجنة المحترفين والاسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا.
وتحصل فريق الوحدة على جائزة مالية قدرها مليون و400 ألف درهم، بينما حصل فريق الشباب على مبلغ مليون و50 ألف درهم لحصوله على المركز الثاني.
دفع مدرب الشباب البرازيلي كايو جونيور بتشكيلة مكونة من: «سالم عبد الله، محمد عايض، محمد مرزوق، عزيز بيك حيدروف، كارلوس فيلانويفا، لوفانور أنريكي، داوود علي، مانع محمد، حسن إبراهيم، أحمد سليمان، بوتغوار»، وافتقد الأخضر لجهود اثنين من لاعبيه، هما محمود قاسم لنيله البطاقة الحمراء في مباراة الأهلي في الجولة 21 لدوري الخليج العربي.
وناصر مسعود بداعي الإصابة، وفي مقابل هذا الغياب شهدت تشكيلة الجوارح عودة الثلاثي الدولي المؤلف من حسن إبراهيم وداوود علي، وزميلهما الأوزبكي حيدروف بعد انتهاء مشاركتهم مع منتخبي الإمارات وأوزبكستان على التوالي في الجولة الختامية للدور الثاني من التصفيات المؤهلة لكأسي العالم وآسيا في روسيا والإمارات 2018 و2019 على التوالي.
ودفع مدرب الوحدة المكسيكي خافيير أغيري بتشكيلة مكون من: «عادل الحوسني، سلطان الغافري، حمدان الكمالي، فالديفيا، إسماعيل مطر، سبيستيان تيغالي، محمد الظاهري، شانج واو ريم، دينسلون بيريزا، محمد المنهالي، محمد العكبري»، ودخل العنابي المباراة مكتمل الصفوف بتواجد الرباعي الأجنبي وعودة المتألق إسماعيل مطر الذي شارك ضمن صفوف منتخبنا الوطني ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
جاءت بداية المباراة قوية وحماسية من قبل لاعبي الفريقين، وما أن أطلق حكم الساحة عادل النقبي صافرة البداية حتى أحرز البرازيلي دينلسون الهدف الأول للعنابي في الثانية 13 بعد أن تلقى تمريرة خاطفة من المحترف التشيلي خورجي فالديفيا، مرت من وسط مدافعي الشباب لتصل إلى أقدام دينلسون الذي أسرع بإسكانها شباك الجوارح في هدف سريع جداً وحاول الجوارح الرد سريعاً بهجمة مرتدة عن طريق ديغوار الذي تلقى تمريرة بينية رائعة وحاول تسديدها لكن تصدى لها حارس مرمى العنابي عادل الحوسني.
وتحصل الشباب على ركنية «6» نفذها حيدروف بطريقة خطرة، حيث سددها عرضية في مرمى العنابي لكن ارتقى لها حارس المرمى عادل الحوسني مبعداً الكرة عن مرماه لتتحول لركنية لم تثمر عن شيء.
وشكل المحترف التشيلي خورخي فالديفيا صانع ألعاب العنابي، مصدر إزعاج كبير لمدافعي الجوارح باختراقاته المتعددة سواء من منطقة خط الوسط، أو من الأطراف، وضاعت من محترف الشباب بوتغوار فرصة تحقيق هدف عندما تهيأت له كرة رائعة من زميله فيلانويفا، الذي سدد كرة علت مدافعي العنابي ووصلت لبوتغوار الذي تردد في تسديدها وشتتها دفاع الوحدة «12».
وكاد البرازيلي دينلسون أن يحرز الهدف الثاني للوحدة عندما هيأ له التشيلي فالديفيا كرة عرضية تسلمها دينلسون وسددها قوية مباشرة لكنها علت العارضة «14»، وعقب مرور الدقائق العشرين الأولى خفت حماس لاعبي الفريقين قليلاً، حيث انحصر اللعب في منتصف الملعب، وعمد لاعبو الجوارح إلى غلق الثغرات الدفاعية أمام مهاجمي الوحدة وفرض رقابة قوية على المحترف التشيلي فالديفيا، والمحنك إسماعيل مطر، وهداف الدوري تيغالي وركز لاعبو العنابي على الكرات البينية.
وتحصل لاعب الشباب أنريكي على البطاقة الصفراء في الدقيقة «25»، إثر احتكاكه مع لاعب العنابي شانج واو ريم، وأشهر حكم المباراة البطاقة الحمراء في وجه المحترف التشيلي خورخي فالديفيا في الدقيقة «44»، عقب تعديه على أحمد سليمان، لاعب الشباب من الخلف، ثم مواطنه التشيلي فيلانويفا، كما طرد الحكم مساعد مدرب العنابي خوان خارج الملعب قبل نهاية الشوط الأول بدقيقة واحدة، ليكمل العنابي المباراة بعشرة لاعبين، وسط حالة من الغضب بين جمهور نادي الوحدة.
وفي الحصة الثانية، حاول لاعبو الشباب ممارسة الضغط المبكر على مرمى العنابي بغية إحراز هدف التعادل وتقليص فارق الهدف مع الوحدة، واستغلال الأطراف والنقص العددي في صفوف العنابي، وكادت جهود الجوارح أن تثمر عن هدف عندما تلقى لوفانور أنريكي كرة عالية من الطرف الأيسر ليرتقي لها ويسددها رأسية ولا أروع لكن يقظة حارس العنابي حالت دون دخول الكرة المرمى «50»، وجاء رد الوحدة سريعاً بهجمة مرتدة بقيادة تيغالي الذي تلقى كرة طويلة من دفاع العنابي وينطلق بكرته وسط متابعة لصيقة من مدفعي الشباب إلا أن تيغالي سدد الكرة ضعيفة في يد حارس الجوارح «52».
وهطلت الأمطار في الحصة الثانية، إلا أنها لم تؤثر على أداء اللاعبين في المستطيل الأخضر، وللمرة الثانية راوغ تيغالي محترف الوحدة مدافعي الشباب محاولاً زيادة غلة فريقه من الأهداف وحاول الانفراد بالمرمى وسدد كرته لكنها جاءت ضعيفة بسبب عرقلة مدافعي الجوارح في سيناريو شبيه بالسيناريو الأول «56».
ودفع مدرب الشباب بمحمد جمعة بدلاً من أحمد سليمان «63»، وراشد حسن بدلاً من بوتغوار «72»، ودفع مدرب الوحدة باللاعب خليل إبراهيم بدلاً من محمد العكبري «68»، وأضاع البديل في صفوف الوحدة خليل إبراهيم فرصة إحراز هدف لفريقه عندما مر بنجاح من مدافعي الشباب وانفرد بحارس المرمى إلا أنه لم يسدد الكرة ومررها عرضية لتيغالي الذي كان بعيداً ففشل في اللحاق بالكرة وشتتها دفاع الشباب «76».
تقدم كأس الخليج العربي بطلا جديدا كل موسم، حيث فاز في النسخة الأولى التي أقيمت في موسم 2008-2009 العين على حساب الوحدة بهدف دون رد، وحصل على لقب النسخة الثانية في الموسم التالي الجزيرة على حساب عجمان بهدفين دون رد.
وابتسم الحظ في النسخة الثالثة التي اقيمت في موسم 2010-2011 لفريق الشباب عندما تغلب على العين بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
وقدمت النسخة الرابعة بطلا جديدا وهو الأهلي الذي تمكن من الفوز بها على حساب الشباب في نهائي مثير حسمته ركلات الترجيح (5-4) بعد أن انتهى الوقت القانوني بالتعادل بهدف لمثله، فيما ثأر عجمان من الجزيرة عندما تمكن من التغلب عليه في نهائي النسخة الخامسة في موسم 2012-2013 بهدفين مقابل هدف ثم توج به الاهلي في النسخة السادسة والنصر في النسخة السابعة والوحدة امس.
حطم البرازيلي دينلسون بيريرا رقم السنيغالي ابراهيما توريه مهاجم العميد سابقاً الذي كان يملك أسرع هدف في نهائي كأس الخليج العربي.
وتمكن بيريرا من افتتاح التسجيل في مباراة أمس، بعد مرور 13 ثانية فقط، في المقابل كان أسرع هدف في النهائي من نصيب توريه، وسجله في نهائي كأس الخليج العربي الموسم الماضي في مرمى الشارقة، فيما يملك مهاجم الجزيرة السابق البرازيلي أوليفيرا ثالث أسرع هدف وسجله في شباك عجمان في نهائي موسم 2012 – 2013.
شهد نهائي كأس الخليج العربي العديد من الفعاليات الشيقة في محاولة من قبل لجنة دوري المحترفين لجذب الجمهور للقاء النهائي، فضلاً عن إعطاء البطولة أهميتها التي تستحقها، حيث انطلقت الفعاليات المصاحبة قبل بداية المباراة بثلاث ساعات ومنها إقامة أوبريت غنائي بصوت المغني محمد المنهالي عقب انتهاء فترة إحماء اللاعبين قبل انطلاق المباراة بربع ساعة، كما أقيمت سحوبات على جوائز مادية وعينية مقدمة من الرعاة بين شوطي المباراة، كما جاء حفل الختام أنيقاً وبسيطاً وصاحبته الألعاب النارية لمدة دقيقتين.
وحرص جمهور العنابي على الزحف خلف فريقه قادماً من العاصمة أبوظبي إلى دانة الدنيا دبي من أجل مؤازرة ودعم فريقه، حيث حرص جمهور العنابي على الحضور مبكراً لتجنب الزحام، وفي المقابل لم يكن حضور الجمهور الشبابي قوياً، من جانبه أكد سهيل العريفي المدير التنفيذي للجنة دوري المحترفين: «إن مسابقة كأس الخليج العربي أصبحت تحظى باهتمام كبير وباتت تتمتع بقيمة كبيرة بين أندية الدولة.
أكد الشيخ أحمد بن ناصر بن زايد آل نهيان، القطب الوحداوي الكبير، أن العنابي استحق الفوز ببطولة كأس الخليج العربي لما يقدمه من مستوى عال هذا الموسم، وما قدمه اللاعبون من روح قتالية وإصرار على الفوز في النهائي أمام الشباب، مشيراً إلى أهمية البطولة كونها جاءت بعد فترة طويلة لم يتوج خلالها الوحدة بأي بطولة رغم خوضه أكثر من نهائي في السنوات الماضية.
وقال: «نهنئ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس الفخري لأندية العاصمة أبوظبي، ولسمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان الأب الروحي لجميع الوحداوية، ولسمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، رئيس نادي الوحدة، ولسمو الشيخ فلاح بن زايد آل نهيان، ولكل الوحداوية على هذا الفوز الغالي».
وأضاف: “أعتقد أن عودة الوحدة مجرد بداية للمنافسة بقوة واعتلاء منصات التتويج في البطولات خلال المواسم المقبلة، خصوصاً وأن الوحدة نادي بطولات واعتاد على التواجد في المقدمة دائماً.
والفريق قد يحتاج إلى تدعيم رغم أنه يمتلك مجموعة جيدة للغاية من اللاعبين، وأعتقد أن الموسم المقبل سيكون للوحدة تواجد قوي على مستوى البطولات.
ووجه الشيخ أحمد بن ناصر بن زايد آل نهيان، التحية والشكر للاعبين والجهاز الفني بقيادة المكسيكي خافيير أغيري على الجهود الكبيرة التي بذلوها من أجل الوصول إلى اللقب.
بارك أحمد الرميثي، رئيس مجلس إدارة شركة كرة القدم بنادي الوحدة، لسمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، رئيس النادي، لفوز العنابي ببطولة كأس الخليج العربي للمرة الأولى في تاريخه.
وأهدى البطولة لسمو رئيس النادي، مؤكداً أن دعم سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، ومتابعته المستمرة وتوفير كل متطلبات النجاح ساهمت في تحقيق اللقب الغالي.
، وقال «نهدي البطولة إلى سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، رئيس النادي وصاحب الأيادي البيضاء، والذي وقف ودعم الفريق بكل قوة في السنوات الماضية، كما أبارك لجماهير الوحدة الوفية والتي تستحق هذه الفرحة لمساندتها ووقوفها بقوة خلف الفريق وحرصت على التواجد وملء المدرجات رغم أجواء الطقس الممطرة، وجمهور السعادة هم دائماً العلامة الفارقة للفريق ولهم دور كبير فيما وصل إليه الوحدة بمؤازرتهم الدائمة للفريق».
وأضاف «الفرحة حلوة بالتأكيد خصوصاً وأن الفريق الحالي يضم جيلين مختلفين من اللاعبين، وأكبر المكاسب أن يشعر اللاعبون الشباب والواعدون بطعم البطولة ما يساهم في تعزيز ثقافة الفوز والبطولات لديهم».
وشدد على أن الفوز بكأس الخليج العربي ما هو إلا خطوة على طريق عودة الوحدة إلى التتويج بالبطولات من جديد، وقال «اللاعبون الصغار عليهم الاستفادة من هذا الفوز، وماذا يعني لهم الحصول على بطولة، ونحن من جانبنا كإدارة لشركة كرة القدم نحاول توفير كل متطلبات النجاح، ويبقى الجزء الأكبر على اللاعبين وأهمية الاستفادة من هذه البطولة لمزيد من بطولات أخرى في المواسم المقبلة خاصة وأن الوحدة يمتلك مجموعة كبيرة من العناصر الموهوبة والواعدة في كرة القدم الإماراتية».

زين جمهور الشباب المقاعد المخصصة له في استاد آل مكتوم بنادي النصر بتعليق العديد من العبارات التشجيعية للاعبين، أمثال: «الجوارح قصة عشق لا تنتهي»، و«دربك أخضر»، و«الجوارح قلب واحد وروح واحدة»، وذلك في محاولة من جانبهم لشحذ همم اللاعبين.

البيان