عملت القيادة الإماراتية جاهدة من أجل تمكين وتعزيز دور المرأة، حيث وضعت نصب عينيها توفير أطر تشريعية عامة ومرجعية إرشادية تستهدي بها كل المؤسسات الحكومية (الاتحادية والمحلية) والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في وضع خطط وبرامج عملها، من أجل توفير حياة كريمة للمرأة لجعلها متمكنة وريادية. وفي مجال التمثيل الخارجي بلغ عدد العاملات في السلك الدبلوماسي والقنصلي 175 سيدة مقابل 42 سيدة يعملن ضمن بعثات الدولة في العالم.
في الثامن من مارس 2015 أطلقت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، تزامناً مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي، الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات والتي تعتبر هادية المؤسسات حتى العام2021.
وأولت الدولة أهمية كبرى ـ وفق تقرير وزارة الخارجية والتعاون الدولي حول تمكين المرأة لعام 2015 ـ لمشاركة المرأة في السلك الدبلوماسي وفتحت باب تعيين الإماراتية في الخارجية كدبلوماسية داخل الدولة وخارجها، واستحدثت إجراءات للتوفيق بين المسؤوليات الأسرية والمهنية مكنّت بذلك المرأة الإماراتية من العمل في المجال السياسي.
وحالياً يوجد في السلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية والتعاون الدولي 5 سفيرات وهن: الشيخة نجلاء القاسمي سفيرة الدولة لدى جمهورية البرتغال، الدكتورة حصة عبدالله أحمد العتيبة سفيرة الدولة لدى المملكة الإسبانية وحفصة العلماء سفيرة الدولة لدى مونتينيغرو، والسفيرة لانا نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ونورة جمعة قنصل عام الدولة في ميلانو.
وتحتوي الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة على أربع أولويات أساسية، هي الحفاظ على استدامة الإنجازات التي تحققت للمرأة الإماراتية، والاستمرار في تحقيق المزيد من المكتسبات لها، والحفاظ على النسيج الاجتماعي وتماسكه من خلال تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة لبناء مجتمع قوي ومتماسك قادر على مواكبة التغيرات المستجدة، وتوفير مقومات الحياة الكريمة والآمنة والرفاه الاجتماعي بأسس عالية الجودة للمرأة وتنمية روح الريادة والمسؤولية، وتعزيز مكانة المرأة الإماراتية في المحافل الإقليمية والدولية.
وسيتم تنفيذ الأولويات الاستراتيجية الأربع على مرحلتين الأولى تمتد من 2015 إلى 2018، فيما تستغرق المرحلة الثانية الفترة من 2019 إلى 2021 وفي كل مرحلة من هاتين المرحلتين وضع لها أهداف محددة يتم تحقيقها من خلال سياسات واضحة.
ووفقاً لتقرير الوزارة تتولى المرأة مناصـــب رفيــــعة فـــي الخارجية إضافة إلى عملها في بعثـــات الدولة في الخارج، حيث حققت مشاركتها في البـــعثات إنجازات متلاحقة شرفت الدولة.
ومن إنجازات المرأة الدبلوماسية تعيين آمنة المهيري نائب مدير إدارة حقوق الإنسان بوزارة الخارجية والتعاون الدولي وتعتبر أول عربية عضوة في لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان، وتم كذلك انتخاب أميرة الحفيتي – عضو بعثة الدولة لدى الأمم المتحدة – من قبل أعضاء المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة لعام 2016، نائباً لرئيس المكتب التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة لعام 2016 بالإضافة إلى تعيين هند العويس كأول إماراتية مستشارة أولى لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، كما تم ترشيح ريم الفلاسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة من قبل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتصبح عضوة عن دولة الإمارات في الفريق الاستشاري الرفيع المستوى المعني بمبادرة «كل امرأة كل طفل» والاستراتيجية العالمية لصحة النساء والأطفال والمراهقين في إطار جدول أعمال التنمية المستدامة 2030.
وتجدر الإشارة إلى أن العـــمل النسائي في الدولة انطلق منـــذ تباشير العام 1973 بعد أقل من عامين مـــن قيام الاتحاد حيث تأسست جمعية نهضة المرأة الظبيانية لتكون أول تجمع نسائي في الدولة، وتوالى بعد ذلك إنشاء الجمعيات في مختلف إمارات الدولة حتى رأت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ضرورة مواكبة الفكر الوحدوي للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، باني نهضة الدولة، فتأســـس الاتحاد النسائي العام سنة 1975 وضم كافة الجمعيات النسائية في الدولة.
وتعتبر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رائدة الحركة النسائية في دولة الإمارات، ويعود لسموها الفضل في تأسيس الاتحاد النسائي العام، فيما يتميز النهج الذي طرحته في مجال العمل النسائي بالتوازن بين السعي إلى الانفـــتاح على روح العصر وبين الحــــفاظ على الأصالة العربية والتقاليد الإسلامية، إيماناً من سموها بأن الحفاظ على الخصوصية الثقافية هو السبيل الوحيد لتحقيق التقدم المنشود.
أكد تقرير وزارة الخارجية أن شخصية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك مثال أعلى تحاول ابنة الإمارات الاقتداء به والسير على هداه، وذلك لما تتميز به سموها من تواضع ورحابة صدر وهدوء وقدرة على تنفيذ أعظم الأعمال، ومنذ أن بادرت سموها بإنشاء الاتحاد النسائي العام تمكنت من تحقيق نقلة نوعية في العمل النسائي وما زالت مساعي التطوير والخطط المستقبلية ترمي إلى إنجازات عديدة أخرى، حيث إن أحد أهم جوانب التميز في استراتيجية النهوض بالمرأة في الدولة أنها تستند إلى خطط محددة ذات أهداف واضحة للحاضر والمستقبل تقوم على تنفيذها مؤسسات فاعلة.
البيان