تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، تنشئ الهيئة مدينة سكنية للمتأثرين من الأعاصير في أرخبيل سقطرى اليمني.
وتم بالأمس وضع حجر الأساس للمدينة لإيواء المتضررين. وتتكون المدينة من 220 وحدة سكنية بمرافقها الصحية والتعليمية والخدمية الأخرى.

وأكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر أن توجيهات القيادة الرشيدة تأتي تعزيزا للمبادرات التنموية والإنسانية التي تضطلع بها دولة الإمارات على الساحة اليمنية التي تواجه تحديات إنسانية كبيرة.
وقال إن سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان يتابع تحركات الهيئة في اليمن ويوجه دائما بتكثيف الجهود الإغاثية والتنموية لتلبية احتياجات الأشقاء اليمنيين في المجالات كافة، مشيرا إلى أن الهيئة وضعت خطة طموحة لتعزيز استجابتها تجاه الأوضاع الإنسانية التي يشهدها أرخبيل سقطرى.
وأكد الفلاحي أن المدينة السكنية للمتأثرين في سقطري تعتبر خطوة متقدمة ونقلة نوعية في جهود الهلال الأحمر الإماراتي التنموية في الأرخبيل الذي يواجه تحديات إنسانية وتنموية كثيرة بسبب الكوارث الطبيعية التي يتعرض لها من حين لآخر.
وقال إن مبادرة الهيئة في هذا الصدد تأتي تجسيدا لمسؤوليتها الإنسانية تجاه الأشقاء في اليمن وتتويجا للعلاقات المتميزة بين البلدين وأواصر القربى التي تربط بين الشعبين الشقيقين.
وأضاف أن اليمن تعتبر من الساحات التي تعمل فيها الهيئة بقوة وتفرد لها مساحة كبيرة في خططها وبرامجها الإنسانية.
وإيذانا ببدء الخطوات العملية لإنشاء المدينة، قام وفد هيئة الهلال الأحمر -الذي زار الأرخبيل مؤخرا برئاسة محمد يوسف الفهيم نائب الأمين العام للخدمات المساندة- بوضع حجر الأساس للمدينة التي من المقرر أن ينتهي العمل فيها نهاية العام الجاري وبحضور العميد سالم عبدالله عيسى السقطري محافظ الأرخبيل وعدد من المسؤولين في المحافظة.
ويستفيد من الوحدات السكنية، التي ستوفرها المدينة، مئات الأسر المتضررة من إعصاري “ميغ” و”تشابالا” اللذين ضربا الأرخبيل في نوفمبر من العام الماضي وشملا مناطق استيرو وزاحق وفعرهو.
وأشاد العميد سالم السقطري بالجهود الإنسانية والتنموية التي تضطلع بها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بقيادة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان على الساحة اليمنية. وقال إن استجابة الهيئة للأوضاع الإنسانية الحالية في أرخبيل سقطرى فاقت كل التوقعات وتعتبر فاعلة ومؤثرة بكل المقاييس في إعادة الحياة إلى طبيعتها وما كانت عليه قبل الإعصار الأخير.
وأكد المحافظ أن مبادرات الهيئة، في هذا الصدد، تناولت قضايا رئيسية تحتاجها الساحة الإنسانية في الأرخبيل في الوقت الراهن خاصة في المجالات الإغاثية والصحية والتعليمية والخدمية الأخرى.
ولفت إلى أن تحركات الهيئة الميدانية توجودها اليومي وسط المتأثرين من الكارثة ومواكبتها لتطورات الأوضاع جعلها تحتل مكانة متقدمة بين المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن حاليا.
ونقل المحافظ إلى وفد الهيئة شكر وتقدير المحافظة وسكانها للمبادرات التي تنفذها الهيئة لتخفيف وطأة معاناة الأهالي وتحسين ظروفهم الإنسانية.
وقال إن الجزيرة شهدت أوضاعا سيئة بسبب الإعصار الذي أثر مباشرة على السكان ومرافق الجزيرة الحيوية كالصحة والتعليم وخدمات المياه والكهرباء إلى جانب تضرر جزء كبير من المنازل.
واستعرض الجهود والخطط التي وضعتها المحافظة لتأهيل تلك القطاعات وتعزيز الخدمات التي يحتاجها سكان الأرخبيل رغم الظروف التي تمر بها بلادهم حاليا مؤكدا أنهم يعتبرون الهلال الأحمر الإماراتي الشريك الدائم وأحد اهم الأعمدة التي ستقوم عليها عمليات البناء والإعمار في سقطرى لما له من خبرات ومبادرات سابقة في المجال الإنساني والإغاثي تجاه سكان الجزيرة.
من جانبه، قال محمد يوسف الفهيم إن الهيئة درست بعناية البرامج والمشاريع الحيوية التي شرعت في تنفيذها كونها تخدم قطاعات واسعة من المتضررين من الإعصار، مشيرا في هذا الصدد إلى اتفاقية التعاون التي وقعتها هيئة الهلال الأحمر مؤخرا مع محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية لتعزيز جهود التنمية والإعمار في الجزيرة حيث تمول الهيئة بموجب الاتفاقية وتنفذ عددا من البرامج الإنسانية والمشاريع التنموية.
وشدد الفهيم على أن الهيئة لن تدخر وسعا في مساندة الأشقاء وتقديم كل ما من شأنه أن يعزز تضامنها مع المتأثرين ويساهم في تحسين أوضاعهم الإنسانية.
وفي محور آخر، قام وفد الهلال الأحمر الإماراتي خلال زيارته لسقطرى يرافقه محافظ الأرخبيل وعدد من المسؤولين اليمنيين بتوزيع المساعدات الإنسانية والغذائية على المتأثرين في المناطق الأكثر تضررا في الجزيرة والتقى الوفد الأهالي واطلع على أوضاعهم الإنسانية وتعرف على احتياجاتهم المستقبلية.
كما قام الوفد بتوزيع عدد من القوارب التي وفرتها الهيئة للعاملين في مجال صيد الأسماك لمساعدتهم على استعادة نشاطهم الذي توقف بعد أن ابتلعت أمواج البحر العالية الناجمة عن الإعصار قواربهم.
وتعمل الهيئة أيضا على ترميم وتأهيل سوق السمك في الجزيرة والذي تأثر أيضا بسبب الإعصار إضافة إلى إنشاء كاسر للأمواج للحد من الأضرار التي تسببها الأعاصير التي تجتاح الأرخبيل من فترة لأخرى.
إلى ذلك، وصلت إلى سقطرى طائرة إغاثة جديدة سيرتها الهيئة ضمن جسرها الجوي لمساندة المتأثرين من الإعصار المداري وحملت الطائرة كميات كبيرة من الطرود الغذائية.
وكانت الهيئة قد بدأت برنامجها الإغاثي للضحايا والمتأثرين منذ اجتياح الإعصار لأرخبيل سقطرى وأدى إلى أضرار كبيرة في الممتلكات والبنية التحتية إلى جانب تشريد أعداد كبيرة من سكان الجزيرة.
ووفرت الهيئة -عبر جسرها الجوي- الاحتياجات الضرورية للمتأثرين خاصة في الناحية المعيشية وتعاقبت ووفود الهيئة على زيارة سقطرى واضطلعت بعدد من المهام الإنسانية.
وإلى جانب إشرافها على توزيع المساعدات على المتضررين، قامت بتفقد الأوضاع الإنسانية للمتأثرين ووقفت على حجم الأضرار التي خلفها الإعصار واطلعت على الاحتياجات الإنسانية الضرورية وعملت على توفيرها عبر جسر الجوي الذي لا يزال مستمرا لتخفيف معاناة المتضررين.
يذكر أن إعصار “ميغ” المداري كان قد ضرب أرخبيل سقطرى مطلع نوفمبر الماضي وذلك بعد أسبوع فقط من إعصار “تشابالا” الذي اجتاح الجزيرة في نهاية أكتوبر وتسبب في هطول أمطار غزيرة وفيضانات.

الاتحاد