سيطرت قوات من الجيش الليبي على مسافة 225 كيلومتراً بين مدينة زلة (جنوب شرقي العاصمة طرابلس)، ومدينة مرادة (غربي سرت) بعد معارك عنيفة مع قوات من فجر ليبيا استخدمت فيها ميليشيات مصراتة الطيران الحربي.. فيما تؤكد مصادر ليبية عسكرية اقتراب معركة سرت الكبرى.
وقالت غرفة عمليات معركة سرت الكبرى إن قواتها بسطت نفوذها على كامل المساحة الرابطة بين زلة ومرادة، فيما أكدت مصادر عسكرية ليبية لـ«البيان» أن اشتباكات عنيفة اندلعت غرب مدينة زلة بين قوات تابعة للجيش الليبي بقيادة هلال بوعمود وميلشيا الدروع بقيادة زياد بلعم أحد قادة «فجر ليبيا».
وأضافت المصادر أن قوة الدروع التابعة لمصراتة والقادمة من الجفرة، ومعها عناصر ما يسمى «مجلس شورى ثوار بنغازي»، الفارة من شرق البلاد، حاولت السيطرة على منطقة زلّة، بهدف السيطرة على حقول النفط المجاورة، وتعمدت قطع الكهرباء عن المدينة، فتصدت لها قوات الجيش بمساعدة الأهالي وطردتها من المكان.
وكشف مصدر مطلع من سرية مرادة المقاتلة عن معلومات تفيد بخروج رتل الأيام الماضية من طرابلس ومصراتة ووصوله إلى منطقة سوكنة في إحدى المناطق الزراعية ومنها إلى زلة، موضحاً أن معظم القوة تنتمي الى كتيبة حطين في مصراتة.
وقال مصدر من كتيبة بمصراتة إن طائرة حربية أقلعت من مطار الكلية الجوية بمصراتة في محاولة لقصف قوات الجيش ومنع تقدمها نحو المنطقة. وتحدثت المصادر عن إصابات خفيفة بين قوات الجيش التي أعلنت سيطرتها على منافذ المنطقة، بينما فر مسلحو «فجر ليبيا» نحو الغرب، حيث عادوا الى قواعدهم غرب الجفرة.
وأكدت مصادر من داخل القوات المسلحة الليبية بداية العد التنازلي لانطلاق معركة سرت الكبرى.
وغادرت عشرات الأسر الليبية المدينة الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي الذي قامت عناصر تابعة له باحتلال بعض المزارع بعد أن تركها أهلها في منطقة أبوزاهية والسواوة بمدخل مدينة سرت الشرقي وتمركزوا في بيوتها.
وبحسب مراقبين فإن «داعش» بات يميل إلى إفراغ المدينة من أهلها لتحويلها الى ساحة حرب ودمار، ولجهلها منطقة استنزاف للجيش الليبي والقوى المساندة.
وواصل التنظيم التمركز في داخل المدينة وضواحيها ورفع السواتر الترابية وتفخيخ المباني والمنشآت.
وكلف العقيد مفتاح المقريف الآمر الجديد لحرس المنشآت النفطية الرائد محمد بوخمادة لقيادة السرية المقاتلة للمشاركة في معركة سرت الكبرى ومساندة ألوية وكتائب القوات المسلحة الليبية وتحت إمرة القيادة العامة.
ووصلت السرية الثانية بقيادة الملازم ثاني محمد الكاسح إلى منطقة مرادة، حيث التحقت بغرفة عمليات تحرير سرت بعد ما تلقى الأوامر من أمر الكتيبة.
وقال أكرم بوحليقة الناطق باسم غرفة عمليات تحرير سرت التابعة للجيش الليبي إن «قوات الجيش لا تزال تتوافد على المنطقة وستكون خلال أيام بكامل جاهزيتها لإعلان بدء العملية العسكرية التي ستكون حاسمة للقضاء على الإرهاب في البلاد» مرجحا أن تنطلق المعركة أواخر الأسبوع الجاري.
في غضون ذلك، استقبلت مدن وقرى شرق ليبيا عدداً من أبنائها المحسوبين على النظام السابق ممن كانوا يعيشون خارج البلاد، وفتحت أحضانها للقيادات السياسية والعسكرية والأمنية السابقة ممن ينحدرون الى مناطق الغرب والجنوب والوسط.
وأعلنت مدينة البيضاء استعدادها لاستقبال صفية فركاش أرملة العقيد الراحل معمر القذافي وأحفادها في مسقط رأسها، بينما أصدر رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبدالله الثني قراراً يقضي برفع الحراسة عن أسر عدد من القادة العسكريين والمدنيين السابقين الموضوعين تحت قانون الحراسة المفروض على بعض قيادات النظام السابق.
ودعا المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية العجيلي البريني، السلطات التنفيذية إلى تطبيق قانون العفو العام الصادر عن البرلمان باعتباره «أحد العناصر الأساسية للمصالحة الوطنية الحقيقية».
وطالبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، محاكم الاستئناف بالعمل علي الإسراع في تنفيذ قانون العفو العام وإطلاق سراح جميع المعتقلين والسجناء بسجون الخاضعة لسلطة الهيئات القضائية في جميع أنحاء البلاد.

البيان