يعتزم المجلس الدولي للغة العربية إعداد استراتيجية وبلورة خطة لتقييم واقع اللغة العربية في دولنا، فضلاً عن إعداد حزمة دراسات وتقارير تتحدث عن جهود الدول والمؤسسات لدعم اللغة الأم، وسيتم تكليف باحثين من 72 دولة شاركت في المؤتمر الدولي للغة العربية على مدار خمس سنوات، لإصدار تقارير ترصد واقع تطبيق وتنمية اللغة الأم، ومن ثم تجميع تلك التقارير وإصدارها في ملف متكامل يعلن قريبا، بحسب ما أفاد به الدكتور علي عبدالله موسى المنسق العام للمجلس الدولي للغة العربية.
وأوضح الدكتور علي موسى أن قانون اللغة العربية والميثاق وتقرير «العربية لغة حياة» الذي تم إطلاقه خلال الدورات السابقة، استفادت منه الدول العربية في تخطيطها للنهوض بلغتنا الأم، وكانت بمثابة خارطة طريق للعاملين في مجال تعليم اللغة العربية للنهوض بمناهجها وطرائق تدريسها وتقييمها، إضافة إلى تشجيع ثقافة القراءة باللغة العربية.
ولفت الى أن دولة الإمارات لعبت دورا هاما في تكريس مكانه اللغة العربية والارتقاء والنهوض بها من خلال المبادرات التي أطلقتها القيادة الرشيدة لدعم اللغة، ما جعل من الإمارات مركزا لامتياز العربية، وتكريم المبدعين في استعمال اللغة العربية في تطوير التعريب والتعليم والتكنولوجيا والإعلام والمحافظة على التراث ونشر وإبراز المبادرات الناجحة في فئات الجائزة المختلفة لتمكين العاملين في ميدان اللغة العربية من الاستفادة منه، والارتقاء باللغة العربية وتشجيع المبادرات التي تسهم في تطويرها تعلماً وتعليماً واستخداماً، ونشر الوعي بأهمية المبادرات الشخصية والمؤسسية في تطوير استعمال اللغة العربية، وتشجيع الشباب وتحفيزهم للإبداع في تطوير استعمال اللغة العربية في الحياة، والتوسع في تعريب الكتب في ميادين المعرفة المختلفة للاستفادة من تجارب الثقافات العالمية.
وأفاد بأن هناك نمواً في عدد الأبحاث خلال الدورة الخامسة، حيث زادت من 725 في الدورة الماضية إلى 1167 بحثا، وحقق المجلس الدولي قفزة نوعية خلال الفترة الماضية، حيث ضم تحت مظلته 27 منظمة منها اليونسكو ومجلس التعاون وغيرها، جميعها يدعم ويساند اللغة العربية.
وعبر الموسى عن سعادته بمناسبة مرور خمسة أعوام على انعقاد المؤتمر الدولي للغة العربية وبالتحول التنظيمي والإداري الذي حققه المجلس بعد اعتماد نظامه الأساسي وهيكلته الإدارية الممثلة في «الجمعية العمومية» كأعلى سلطة تشريعية وإشرافية على المجلس، والتي ينبثق منها مجلس الإدارة الذي يتم انتخاب أعضائه من بين أعضاء الجمعية العمومية ليكون ممثلاً لجميع الفئات التي تحتويها الجمعية العمومية، هذا بالإضافة إلى الأمانة العامة التي تقوم بالتخطيط وتنفيذ السياسات والمشاريع والخطط التي يتم اعتمادها من قبل مجلس الإدارة والجمعية العمومية.
وقال: إن المجلس ما كان أن يحقق تطورا ويتشكل لولا الالتفافة الصادقة من العلماء والباحثين والمختصين والمهتمين والمسؤولين المعنيين باللغة العربية، الذين توافدوا من مختلف دول العالم للتضامن معها ودعمها والنهوض بها، وسوف تؤرخ هذه الفترة باعتبارها نقطة تحول مهمة في تاريخ المجلس الدولي للغة العربية ومؤتمره السنوي .
جاء ذلك على هامش فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الدولي الخامس للغة العربية، الذي انطلقت فعالياته أول من أمس في فندق البستان روتانا، وشهد اليوم الثاني تنفيذ 60 ندوة دارت محاورها حول التعريب وقضايا وموضوعات اللغة العربية ووسائل الإعلام، والحاسب الآلي، والبحث العلمي، والثنائية والتعدد اللغوي، والقواميس والمعاجم اللغوية، ودراسات النحو، وأقسام وشعب اللغة العربية، والخط العربي في التعليم واللغة.

البيان