نفى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، أن تكون هناك نية لوفد الحكومة اليمنية الشرعية لتعليق مشاركته أو للانسحاب من المفاوضات الجارية بالكويت، محذراً في الوقت نفسه من أن تلك المفاوضات قد لا تصل لنتيجة، إذا ما استمر الانقلابيون في نهجهم الحالي الذي يهدد بتقويض عملية السلام برمتها، وليس المفاوضات فقط.
وقال المخلافي في اتصال هاتفي أجرته معه من القاهرة وكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ): «ليس من استراتيجيتنا ولا من أهدافنا أن ننسحب من المفاوضات ونقوضها…نحن مستمرون بالمفاوضات ونقوم بما علينا من التزامات.. ولكن التهديد بتقويضها سيكون نتيجة منطقية وطبيعية لاستمرار الطرف الآخر في خرق وقف إطلاق النار، وعدم التقدم في جداول المفاوضات الزمنية وبالتالي جعلها بلا جدوى».
ووصف المخلافي ما صرح به محمد عبد السلام رئيس وفد جماعة الحوثي عن وجود قوى تعرقل المشاورات السياسية الجارية بالكويت والدفع نحو تصعيد ميداني وتحشيد عسكري واسع في أكثر من محافظة ومدينة يمنية بأنه «ادعاءات كاذبة».
وقال موضحاً: «هم لا يعتبرون الهدنة مستقرة إلا إذا توقف طيران التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن…هم يعتبرون تحليقه حتى دون قصف، وبعد توقفه لفترة طويلة، خرقاً كبيراً للهدنة.. بينما يقومون هم بخرق تلك الهدنة آلاف المرات في كل المناطق باليمن». وأضاف: «هذه الجماعة تريد أن تستمر في قتل الشعب اليمني، ولا تريد ولا تسعى إلا لشيء واحد من هذه الهدنة وهو وقف طيران التحالف».
وتابع المخلافي: «خلال جلسة الخميس الصباحية، والتي خصصت لمناقشة عمل اللجان الثلاث التي شكلت مؤخراً، وهي لجنة إطلاق سراح المعتقلين، ولجنة الانسحاب وتسليم السلاح، ولجنة استعادة الدولة واستئناف العملية السياسية، لم يحدث أي تقدم بعمل تلك اللجنة الأخيرة، وذلك لرفضهم الحديث عن هذا المحور تحديداً، ورفضهم للأجندة التي قدمها المبعوث الأممي حولها، والمهام المحددة لها.. وعادوا بنا لنقطة الصفر، وقالوا، إنه لا نقاش لهم معنا (وفد الحكومة) إلا إذا توقف عمل طيران التحالف في بعض المناطق».
كان المخلافي- والذي يرأس وفد الحكومة اليمنية بمفاوضات الكويت- قد أشار في تغريداته على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) خلال اليومين الماضيين، إلى أن ما «يجري في تعز من قصف للمدنيين يؤكد إجرام جماعة الحوثي وصالح، وستكون له عواقب وخيمة على مسار السلام»، وهو ما فسره البعض بوجود نية لدى الوفد الحكومي للانسحاب من المفاوضات الجارية بالكويت منذ 21 إبريل الماضي.
وفي رده على تساؤل حول موقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من عملية استمرار المفاوضات، خاصة مع إعلان وفد الحكومة أكثر من مرة عدم تفاؤله بنتائجها بسبب كثرة خروقات الهدنة من قبل الانقلابيين، فضلاً عن عدم إحراز المفاوضات حتى الآن لأي نتائج ملموسة، أجاب المخلافي: «عندما نصدر بيانات أو تصريحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن أن هذا الأسلوب من الخرق والمماطلة يهدد سير المفاوضات وعملية السلام برمتها، ننتظر من المجتمع الدولي أن يتحرك لبحث الأمر».
وذكر: «ربما لا يزال المجتمع الدولي يرى أن هناك إمكانية لإحراز تقدم في مفاوضات الكويت.. والمبعوث الأممي يبذل جهداً كبيراً، وهناك تدخلات إقليمية ودولية كبيرة تحاول إلزام الطرف الآخر بما عليه من التزامات، ولكن كل ذلك لم يحقق أي تقدم حتى الآن». واستطرد قائلاً: «المجتمع الدولي يتوقع أنه لا يزال هناك وقت لاستكمال المفاوضات، وأنها قد تحتاج لأسبوعين إضافيين… ولكننا في كل الأحوال نرى أن الطرف الآخر ليس جاداً، وليس لديه استعداد للسلام؛ ولذا نقول، إن هذه المحادثات قد لا تصل لنتيجة».
واختتم المخلافي حديثه بالتنديد بالقصف «الهمجي» الذي تعرضت له تعز، الأربعاء، مشيراً إلى أن وفده لا يزال ينتظر من المبعوث الأممي ولجنة التهدئة موقفاً واضحاً حول ذلك القصف الذي طال منازل المدنيين، خاصة وأنه قد جاء بعد مطالبة وفد الحكومة اليمنية عقب قراره باستئناف المفاوضات، يوم الأربعاء الماضي، بتثبيت وقف إطلاق النار بتلك المدينة تحديداً؛ لكونها مدينة محاصرة.
وكان وفد الحكومة اليمنية، قد علق مشاركته بمفاوضات الكويت، لمدة ثلاثة أيام، في بداية مايو الجاري؛ رداً على خروقات الانقلابيين المستمرة، التي توّجت بالسيطرة على لواء العمالقة بمحافظة عمران، ونهب كامل عتاده العسكري.
وادّعى رئيس وفد الحوثيين إلى مفاوضات الكويت محمد عبد السلام، أن قوى لم يسمها ومن يمثلهم تعرقل مسار المشاورات السياسية الجارية في الكويت بالكثير من العراقيل والتعطيل، متعللين بالكثير من المبررات الواهية.
وزعم أن التصعيد الميداني الخطير المتمثل في التحشيد العسكري في فرضة نهم وصرواح في مأرب وذباب في تعز وشبوة.
الخليج