كشف مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، العقيد سيف مهير المزروعي، عن إتاحة تسجيل المخالفات المرورية، التي يوثقها أفراد الجمهور بوساطة الكاميرات المثبتة في سياراتهم (جيرمان)، ويرسلونها عبر برنامج «كلنا شرطة»، الذي تلقى 12 ألفاً و431 مخالفة موثقة بالصور والفيديو عبر تطبيق شرطة دبي، خلال الثلث الأول من العام الجاري.
وقال لـصحيفة «الإمارات اليوم» إن هناك مراحل تدقيق على المخالفات التي ترد عبر الهاتف، حتى لو أبلغ عنها ضباط أو عسكريون، خصوصاً ذات الغرامات المشدّدة مثل التهور وتشكيل خطورة على الآخرين، مؤكداً أن نسبة الخطأ تكاد تكون معدومة، ولا يتم تسجيل المخالفة من دون اقتناع مرتكبها. وأبلغ سائقون «الإمارات اليوم» أنهم تلقوا مخالفات عبر برنامج «كلنا شرطة»، لكنهم لا يعرفون إذا كانت سجلت من قبل عسكريين أو مدنيين، متسائلين عن درجة الدقة في تسجيلها من قبل أشخاص ربما لا تكون لديهم دراية بقانون السير.
وفي التفاصيل، قال العقيد سيف مهير المزروعي، إن برنامج «كلنا شرطة» يمثل أهمية كبرى في منظومة الضبط المروري، لأنه يتيح لجميع أفراد المجتمع العمل كرجال الشرطة، وردع المخالفين والمتهورين، لافتاً إلى أن القائد العام لشرطة دبي حرص على تلافي الثغرات التي يمكن أن تؤدي إلى تسجيل مخالفات كيدية أو استهداف لأحد بإدراج آلية لتوثيق المخالفة بالصورة أو الفيديو وإرسالها بكل بساطة عبر تطبيق الهاتف الذكي. وأضاف: «هناك طرق للإبلاغ عن المخالفات عبر (كلنا شرطة)، منها بوساطة الهاتف، وتصنّف إلى نوعين، أحدهما يسجل بواسطة ضباط أو عسكريين، ويتم اعتماد المخالفة، لأن محرّرها لديه الضبطية القضائية، والنوع الثاني يرد من أفراد الجمهور، وفي هذه الحالة يتم الاتصال مباشرة بمرتكب المخالفة، والتأكد من وجوده في الموقع نفسه، وفي حالة إقراره يتم تسجيلها، أما لو أنكر، فيرسل إليه إشعار وتسجيل ملاحظة عليه.
وقال إنه يتم التدقيق على المخالفات ذات الغرامات المشددة، إذ «لا يمكن أن تسجل مخالفة ذات غرامة مشددة مثل التهور أو تعريض حياة الآخرين للخطر، بمجرد اتصال، حتى لو كان من ضابط أو عسكري»، لافتاً إلى أن الضابط المختص في برنامج «كلنا شرطة» يتولى إعداد تقرير حول الواقعة، وسؤال محرّر المخالفة تفصيلياً بشأن تصرف السائق المخالف، ثم يتم تكييفها قانونياً، أو بتخفيفها إلى مخالفات أقل.
وأشار إلى أن بعض الناس يعتقدون أن المخالفات سجلت عليهم بمجرد تلقيهم إشعاراً بذلك، وهذا غير حقيقي، لأن الهدف من الإشعار هو إبلاغ الشخص بأن عليه ملاحظة، وفي حالة ورود بلاغين إضافيين ضده من شخصين مختلفين، تسجل عليه مخالفة.
وأوضح أنه تم تسجيل 12 ألفاً و431 مخالفة موثقة خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، شملت 4831 مخالفة أرسلها أفراد من الجمهور، مقابل 7600 مخالفة وثقها عسكريون بالصور.
وأشار إلى أن شرطة دبي تحرص على الاستفادة من التقنيات الحديثة في البرنامج، ومنها إتاحة توثيق المخالفة بوساطة الكاميرات المثبتة في السيارات المعروفة باسم «جيرمن»، وكذلك من خلال التصوير بوساطة شخص يرافق السائق في المركبة أثناء سيرها، لافتاً إلى أنه يحظر كلياً تصوير المخالفة من قبل السائق أثناء القيادة، بل تسجل مخالفة ضده إذا فعل ذلك.
من جهته، قال مقيم في دبي، أحمد هاشم، إنه كان يدور بسيارته من فتحة دوران قريبة من القيادة العامة لشرطة دبي، وفي اليوم التالي تلقى إشعاراً بتسجيل مخالفة ضده عبر برنامج «كلنا شرطة»، مشيراً إلى أنه لا يذكر ارتكاب المخالفة، ومتسائلاً عن دقة تحريرها.
فيما ذكر ماهر علي، أنه خرج من شارع فرعي إلى طريق آخر وفوجئ بسيارة تأتي بسرعة من الخلف، وتطلب منه سائقتها الوقوف بدعوى أنه دخل إلى الطريق دون التأكد من خلوه، على الرغم من أنه كان بعيداً عنها، وفوجئ لاحقاً بتحرير مخالفة ضده.
فيما شكت سائقة بريطانية، فضلت عدم نشر اسمها، تحرير مخالفة ضدها عبر البرنامج، وتوجهت إلى مقر الإدارة العامة للمرور لمراجعتها وبالتدقيق عليها تبين أنها موثقة بالصورة، فتراجعت واعتذرت.
قال رئيس قسم «كلنا شرطة» الرائد حسن بن يعقوب، إن البرنامج كشف مخالفة كيدية حاول شخص تحريرها ضد أحد أصدقائه، بالاتفاق مع شخصين آخرين، اتصلوا في أوقات مختلفة، لمعرفتهم بأن المخالفة لا تسجل إلا إذا وردت شكاوى من ثلاثة أشخاص مختلفين ضد سائق واحد، لكن استطاع الشرطي المختص الربط بين الاتصالات، والتأكد من كيدية المخالفة، واستدعاء المبلغين، واتخاذ إجراء ضدهم.
البيان