تتجه أنظار الأميركيين اليوم إلى مبنى الكابيتول في واشنطن، حيث يعقد الملياردير النيويوركي دونالد ترامب مفاوضات مصيرية مع رئيس مجلس النواب الأميركي بول رايان وعدد من ممثلي الحزب الجمهوري في الكونغرس، في محاولة قد تكون الأخيرة لتوحيد صفوف الجمهوريين، وتجنيب الحزب المزيد من الانقسامات الداخلية، والاتفاق على دعم ترشيح ترامب في المعركة الرئاسية ضد الحزب الديمقراطي.
وحصد المرشح الجمهوري الوحيد مزيداً من المندوبين بفوزه غير المفاجئ بانتخابات الجمهوريين في نبراسكا ووست فرجينيا، بينما سجلت هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية الأوفر حظاً فوزاً رمزياً في نبراسكا مقابل نصر معنوي كبير لمنافسها بيرني ساندرز في وست فرجينيا.
وتسعى المؤسسة الحزبية الجمهورية إلى عقد صفقة مع رجل الأعمال النيويوركي يتراجع بموجبها عن طروحاته المثيرة للجدل، كدعوته إلى ترحيل ملايين المهاجرين ومنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وإلزامه بتبني القيم المحافظة في برنامجه الرئاسي، وخصوصاً خطابه الاقتصادي ورؤيته لمستقبل أميركا ودورها في العالم.
في المقابل، لا يتوقع المراقبون في العاصمة الأميركية أن يرضخ ترامب لمطالب خصومه ويقدم تنازلات في قضايا ومواقف أكسبته شعبية واسعة وتأييداً كاسحاً وسط الناخبين الجمهوريين، أثمر نصراً كبيراً في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب لمعركة الرئاسة.
ويدرك المرشح المعادي لـ«المؤسسة» الجمهورية أنه في الموقع القوي، وإن كان سيسعى إلى استرضاء قيادات الحزب وتبني خطاب توحيدي لضمان تصويت جميع الأجنحة لصالحه في نوفمبر المقبل، وتجنب سيناريو خروج المحافظين من الحزب وإعلان مرشحهم الخاص لخوض السباق الرئاسي.
وعلى وقع الانقسامات في الحزب الجمهوري يظهر الديمقراطيون مزيداً من الثقة بفوزهم بولاية رئاسية ثالثة.
وحرص المرشح بيرني ساندرز في خطاب ألقاه بعد فوزه بانتخابات وست فرجينيا على القول انه يتفق مع كلينتون أن الهدف الأساسي هو منع وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
وأظهرت استطلاعات الرأي لدى الخروج من مراكز الاقتراع أن الغالبية الساحقة ممن أدلوا بأصواتهم كانوا من البيض الذين لا تتمتع كلينتون بشعبية كبيرة بينهم، وهي بنت انتصاراتها الانتخابية منذ الأول من فبراير على تأييد النساء والأقليات من السود والمتحدرين من أميركا اللاتينية.
ويبدو أن وزيرة الخارجية السابقة التي هزمت باراك أوباما في هذه الولاية في العام 2008، تدفع ثمن تصريح أدلت به خلال حديثها عن الطاقات المتجددة، إذ قالت إنها تريد الحد من الوظائف في قطاع المناجم و«إغلاق» شركات التنقيب عن الفحم.
وكان لهذه الجملة الصغيرة وقع كبير في المنطقة، إذ أعلن ثلث الناخبين الثلاثاء أن عضواً على الأقل من أسرهم يعمل في قطاع الفحم.
ومع أن كلينتون اعتذرت بعدها وألمحت إلى أن تصريحها أسيء فهمه، إلا أنها لم تنجح في إقناع العديد من سكان هذه الولاية التي يعتمد عدد كبير من الأسر فيها منذ أجيال على الفحم.إلا أن خسارة كلينتون الثلاثاء لا تغير في ميزان القوى لكسب الترشيح الديموقراطي إلى الانتخابات الرئاسية.
وتحتاج وزيرة الخارجية السابقة فقط إلى نحو مئة وخمسين مندوباً إضافياً لتملك الرقم السحري (2383) والفوز بتمثيل الحزب الديمقراطي.
وقالت كلينتون من ولاية كنتاكي التي تنظم انتخاباتها التمهيدية الأسبوع المقبل «إذا حالفني الحظ وأصبحت مرشحة الحزب سأتطلع إلى المناظرة مع ترامب في الخريف».
يسعى ترامب إلى تهدئة يمين الحزب الجمهوري عبر اختيار المرشح لمنصب نائب الرئيس، الذي سيكشف اسمه في المؤتمر العام في كليفلاند.
وأعلن ترامب «سأقول إنني أفكر في خمسة أشخاص كلهم ممتازون وسأعلن من سيكون خياري في المؤتمر العام».
البيان