انخفضت أمس أسعار حديد التسليح في أبوظبي فجأة بنحو 100 درهم للطن بعد ارتفاع متواصل خلال شهرين زاد فيهما سعر الطن للحديد الإماراتي والتركي والقطري 1100 درهم لكل واحد على حدة.

ووفقاً لتجار ومقاولين تراجعت أسعار الحديد الإماراتي والتركي من 2500 درهم إلى 2400 درهم والحديد القطري من 2600 درهم إلى 2500 درهم، وأكدوا أن السوق يشهد شحاً في الحديد التركي، وزيادة ملحوظة في كميات الحديد الإماراتي المعروضة في السوق.

وأرجع تجار الحديد في أبوظبي التراجع المفاجئ في الأسعار إلى تراجع أسعار المواد الخام (البلت) في الأسواق الدولية منذ أول مايو الجاري بشكل طفيف، إلا أنهم أكدوا أن الأسعار قد تتجه إلى الارتفاع المفاجئ خلال الربع الثالث من العام الجاري، وقد ترتفع إلى 3 آلاف درهم نهاية الربع الرابع من العام الجاري.

وبينما جددت شركة حديد الإمارات استمرارها في ضخ كميات إضافية في السوق تقدر بنحو 30 ألف طن شهرياً تضاف إلى كمياتها المطروحة شهرياً في الأسواق والبالغة 120 ألف طن بما يؤدي إلى توازن واستقرار السوق إلا أن مقاولين طالبوا بوضع حد للمضاربات بين التجار التي تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، مؤكدين أن ارتفاع الأسعار بأكثر من ألف درهم خلال شهرين بصورة مفاجئة يضطرهم لإعادة هيكلة مشاريعهم، وأكدوا أن التجار يشترون حديد الإمارات بسعر 1700 درهم للطن بينما يبيعونه بسعر 2400 درهم بهامش ربح يصل إلى 700 درهم، مما يتطلب تدخل الجهات المعنية.
وكشف خالد إدلبي المدير العام للشركة العربية لمواد البناء في منطقة مصفح في أبوظبي عن تراجع أسعار الحديد أمس إلى 2400 درهم للحديد الإماراتي والتركي و2500 درهم للحديد القطري.
وأكد أن سوق الحديد في الدولة غير مستقر في الوقت الحالي بسبب عدم استقرار المواد الأولية عالمياً وخاصة أسعار خام الحديد وفحم الكوك والخردة والتي شهدت ارتفاعاً كبيراً خلال الشهرين الماضيين. ونوه بأن الأسعار قد ترتفع خلال الشهور المقبلة لتصل إلى 3 آلاف درهم بسبب الارتفاع المتوقع لأسعار المواد الخام وارتفاع أسعار النفط.
ونوه بأن السوق الإماراتي يترقب حالياً أوضاع الحديد عالمياً مشيراً إلى أن الطلب على الحديد مازال جيداً وهناك مشاريع كبرى تحت التنفيذ حالياً بحاجة ملحة له. وأوضح الدكتور فؤاد الجمل رئيس شركة تراست للمقاولات في أبوظبي أن تأثيرات الارتفاع المفاجئ لأسعار الحديد تلقي بظلالها السلبية على غالبية شركات المقاولات في أبوظبي مشيراً إلى أن هذه الشركات تعيد هيكلة مشاريعها اليوم لتتماشى مع أسعار الحديد الجديدة مؤكداً أن السوق شهد قفزة كبيرة غير متوقعة خلال شهرين كبدت شركات المقاولات خسائر حقيقية.
ونوه بأن شركته أعدت تقريراً حول تحركات الأسعار خلال عام لافتاً إلى أن الشركة وغيرها من الشركات نافست على مشاريع بتكلفة وفق أسعار منخفضة للحديد وتواجه حالياً صعوبات كبيرة في كيفية التعامل مع هذه التكلفة وفق الأسعار الجديدة للحديد والتي ارتفعت بنحو ألف درهم خلال شهرين فقط.

البيان