محمد الحمادي
ما الذي جمع القطبين الدينيين الكبيرين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر اللذين يتبعهما أكثر من ثلاثة مليارات إنسان، غير الرغبة في نشر السلام والخير بين أتباع الدين الإسلامي والدين المسيحي، وبين أبناء وشعوب العالم قاطبة، وفي الوقت نفسه الاتفاق على مكافحة الإرهاب ومحاربته أينما ظهر وانتشر؟ فالإرهاب لا دين له ولا عدو محدداً له، فدينه العنف والقتل، وعدوه الجميع وكل مسالم وبريء!
وهو الهدف نفسه الذي جمع القطبين السياسيين العربيين، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في القاهرة أمس، فقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كما يؤكد دائماً، أن الإمارات تقف إلى جانب مصر، وتدعمها بكل ما تملك لمواجهة الإرهاب، والإمارات مستمرة في ذلك، إصراراً منها على أن يكون السلام هو عنوان الحياة والعيش في مصر والعالم.
وفي اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب، أكدت الإمارات أن رؤيتها لدور الإعلام عززت مكافحة التطرّف والإرهاب، ويدرك كل متابع للجهد الإماراتي، أنه جهد مستدام ومتطور ومتقدم، لا يهدأ ولا يتراجع عن فعل ودعم أي عمل أو مشروع يسعى لنشر التسامح ومحاربة الإرهاب، وهذه القناعة الإماراتية التي يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ليست جديدة ولا مستجدة، بل هي جزء من فكر ووعي الإنسان في الإمارات، وهي من غرس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جعل هذه الأرض مكاناً يعيش فيه كل إنسان مهما كانت ديانته أو انتماؤه العقائدي أو الفكري، فأساس مجتمع الإمارات قائم على التسامح وقبول الآخر، وعلى التعايش السلمي، ونبذ العنصرية والطائفية، وغيرها من شرور هذا الزمان، لذا نجحت الإمارات في أن تكون وجهة كل طامح ومبدع ومجتهد، ووجهة من يحب أن يرى العالم يعيش في نمو وتقدم وازدهار، وليس في صراع واختلاف، وكل من يعيش فيها وعلى أرضها، من مواطنين وغير مواطنين، يصرون على المحافظة على هذه القيم الإنسانية النبيلة التي تسمح للجميع أن يعيشوا في سلام، وهذا ما نتمنى أن يعم كل الدول العربية والإسلامية والعالم.
لقد جاءت الزيارة السريعة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مصر، أمس، لتؤكد أن مصر كانت وستبقى محل اهتمام دولة الإمارات، ومحل اهتمام شخصي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي لا يتردد في الوقوف إلى جانب مصر ودعمها في كل وقت، ومهما قال البعض أو ردد آخرون، فإن المواقف الثابتة لا تغيرها الأقاويل ولا التحليلات ولا الشائعات المغرضة، فهذه العلاقة المتينة لن يهزها شيء في يوم من الأيام، كما أن مصر لن تواجه الإرهابيين ومن يحركهم في الخفاء وحيدة، فهناك أصدقاء مخلصون يقفون معها دائماً.
الاتحاد