الفجيرة نيوز- جيهان الصافي
يصف رمضان سابقا بالتميز في بساطته في كل شيء، وهو المناسبة الوحيدة التي كانت تجمعه مع الجيران في منطقته (مريشيد) بالفجيرة على مائدة واحدة، يشير إلى أنهم عاشوا عصرا بدون كهرباء ومع ذلك نعموا بحياة مليئة بدفء العلاقات والتواصل، اعتاد على التوجه بعد الإفطار إلى مجلس صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة للسلام والتهنئة على سموه ومن ثم تهنئة الوافدين،إنّه مدير دائرة الصناعة والاقتصاد بالفجيرة المهندس محمد عبيد بن ماجد.
يؤكد ابن ماجد في حديث لـ”الفجيرة نيوز” أن حلول شهر رمضان له وقع خاص وطقوس جميلة تستشعر من خلالها عبق رمضان وروحانيته التي تعبر عنها تلك الأجواء الرمضانية المميزة التي تجمع الأهل والجيران من تواصل ولقاءات عائلية كثيرة وتجمّع على مائدة رمضان مشيرا الى أنه بالرغم من تغير نمط الحياة الا أن الامارات مازالت تحتفظ بهذه العادات والتقاليد التي تتشابه في جميع مناطقها خاصة في الفجيرة وماجاورها.
يشير مدير دائرة الصناعة والاقتصاد بالفجيرة الى تغييرات الحياة الماضية خلال رمضان عن الحياة الحالية فيقول” الحياة اختلفت عن الماضي بشكل كبير، حيث كنا نصوم رمضان من دون وجود كهرباء أو أجهزة تبريد كما هو الحال اليوم، وكنا نقضي ليالي رمضان في الألعاب الشعبية وتلاوة القران على عكس شباب اليوم حيث امتلأت الدنيا بالمقاهي التي أصبحت هي بدورها تقدم مالذ وطاب من المأكولات اضافة الى منافستها في اعداد تقديم الشيشية للشباب”.
ويضيف”سابقا كنا نجتمع بعد التراويح في مجالس البيوت التي كانت مفتوحة دائما للجميع ونتحدث عن الصيد والزراعة والتعليم، أما الآن فاعتدنا الى التوجه مباشرة بعد الافطار الى مجلس صاحب السمو حاكم الفجيرة للسلام والتهنئة ومن ثم تناول أحاديث الذكريات اضافة الى مواضيع كثيرة حول الاقتصاد والسياسة والصناعة والدين والسيرة النبوية واخر المستجدات على الساحتين المحلية والخارجية.
وعن أهم الممارسات الرياضية خلال الشهر الكريم يقول” كانت هناك مسابقات فردية وجماعية على ساحات الفريق، خاصة في ضوء القمر مثل (كرة المسطاع) وهي شبيهة بالكريكيت وهي كرة تنس صغيرة تضرب لمسافات بعيدة وتلعب على الرمل ، اضافة الى لعبة (الوير) وهي عبارة عن فريقين يختبئان بين البيوت ومن ثم يرجعون الى الموقع الاصلي، ومثل هذه الألعاب الشعبية تحتاج الى تفكير ومكر ودهاء لأن الحارات كانت ضيقة ولا توجد انارة ” لافتا الى أنه يمارس الآن رياضة المشي وكرة القدم والطائرة معتبرا أن الرياضة دائما تأخذ النصيب الأكبر خلال الشهر الكريم.
وعن أطيب الاكلات الرمضانية التي يحبها يقول”مائدة رمضان في الامارات كما هو الحال في سائر بلدان العالم الاسلامي التي لها مأكولاتها الخاصة والتي تعتبر احدى الموروثات القديمة، وعندنا يأتي الهريس في المرتبة الاولى ومن بعد الثريد وهو خبز بلدي يخلط مع صالونة الدجاج وهي وجبة خفيفة وسهلة الاعداد والأكل ، اضافة الى اللحوم والأسماك والدجاج وكذلك الخبيصة والجلي (العرود) أو الكاستر ،والبلاليط واللقيمات التي تظل علامة على سفرة الافطار الرمضاني لدى كل عائلة اماراتية.
ويتابع مدير دائرة الصناعة والاقتصاد مسلسلات الفانتازيا لغموضها واثارتها والمسلسلات التاريخية اضافة الى الخليجية التي تساهم في معالجة الكثير من القضايا الاجتماعية فضلا عن حبه لمشاهدة الأفلام الأجنبية في غير شهر رمضان.
وحول البذخ في المائدة الرمضانية يقول ابن ماجد ” موائد رمضان أصبحت بمثابة مهرجان للمأكولات في محاولة لاظهار الكرم الزائد ولكن لابد ان نتذكر أن هناك مجتمعات وباعداد كبيرة لا تستطيع ان تتحصل على القليل مما يتم صرفه هنا لذلك لابد ان نتناول مايحتاجه جسمنا فقط ” متمنيا أن تصدق هذه الاموال الى الجمعيات الخيرية في البلدان الاسلامية لأن ديننا الاسلامي حرص على توزيع الصدقة حتى ننال ثوابها.