الفجيرة نيوز- أشاد المشاركون في المجلس الرمضاني الذي نظمه مكتب ثقافة احترام القانون بوزارة الداخلية، واستضافه القاضي أحمد محمد الضنحاني في منزله بمدينة دبا الفجيرة ، بمناقب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه وسيرته العطرة ، وقدراته الفذة في التأثير على الشخصية الإماراتية ومساهمته في رسم ملامحها.
وأكدوا في المجلس الذي حمل عنوان «الشخصية الإماراتية الجذور والطموح»، أن المغفور له كان شخصية استثنائية ويملك كاريزما قيادية مكنته بجانب حكمته في تأسيس دولة الاتحاد ولمّ شمل الإمارات المتصالحة في اتحاد بات نموذج للوحدة على المستويين الإقليمي والعالمي ،حقق بفضل نهج زايد وحنكته إنجازات كبيرة على مختلف الصعد يذكرها التاريخ بحروف من ذهب فتاريخ زايد الخير حافل بالانجازات .
أدار الجلسة رافد الحارثي مشيرا في بداية حديثه إلى أن عنوان الجلسة يحمل الكثير من المعاني في قلوب المواطنين، وان المجالس الرمضانية لهذا العام تنظم تحت رعاية مكتب شؤون اسر الشهداء في ديوان ولي عهد ابوظبي الذي تأسس في العام الماضي ، وقال : نذكر بفخر شهداء الواجب و الوطن الذين ضحوا بأرواحهم من أجل هذه الأرض ومن أجل القيم الإنسانية والتسامح التي أسسها المغفور له رحمة الله علية الشيخ زايد طيب الله ثراه.
أعقبه في الحديث المستشار أحمد محمد الضنحاني، مرحبا بالحضور، متناولا طبيعة الشخصية الإماراتية بجذورها الراسخة في نفس كل مواطن إماراتي متمسك بقيمه وتقاليده والتي توارثها عبر أجيال عدة، وطموحها الذي لا تحده حدود ولا تقيده قيود في إعادة تشكيل وصياغة هذه الشخصية التي تتكيف مع كل جديد وتتقبل كل انفتاح داخلي أو خارجي دون أي مساس بالجذور الثابتة التي تشكل الهوية الوطنية للفرد الإماراتي الثابت في أصوله والتغير في فروعه.
وأضاف أن شخصية الإنسان تتكون من خلال عاملين مهمين هما التربية المنزلية والتربية المدرسية، وعندما نتحدث عن شخصية الإنسان فهذا لا يعني فقط طبائعه وأفكاره الخاصة، بل حضوره العام في كل مراحل الحياة، وعندما يكون هذا الحضور متميزاً أو على الأقل يحقق معايير المواطنة الصالحة والانتماء الفعال إلى المجتمع وخضوعه لمبدأ الحقوق والواجبات فعندها تكتمل المعالم النهائية لما يطلق عليه”الشخصية المؤثرة والفعالة”.
وأشار إلى أن هذا المجلس الرمضاني يأتي لتذاكر القيم والأخلاق التي أرادها زايد عبر ترسيخ هوية وطنية ونموذج لمواطن إماراتي صالح.
ثم تحدث الشيخ حسن أبو العينين واعظ بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف مؤكداً أهمية التحدث عن فكر زايد لنا وللأجيال القادمة، وعن شخصية زايد الإنسانية الراسخة في وجدان الشعب الإماراتي والعربي ، وقال : عند تربية الأبناء يجب أن يكون لهم قدوة ، وعندما كنت أتجول في مدارس الفجيرة كنت أسال الأولاد تحب أن تكون مثل من فيقول أحب أن أكون مثل أبويا زايد لأنه أحبنا وأكرمنا هذه الشخصية مازالت قدوة للجميع حتى بعد رحيله.
مشيرا الى أن الشيخ زايد اتصف بالشجاعة فى وقت احتاج فية الوطن لرجل شجاع يمتلك روح التضحية ومواجهة الصعاب فقد تحدي زايد طبيعة الأرض بتضاريسها الوعرة من جبال وصحراء وضعف الموارد الطبيعية، وتكاد الأرض أن تكون أطاعته لأنه كان مخلصاً لوطنه وأهله.
من جهته تقدم المقدم الدكتور سعيد محمد الحساني من القيادة العامة لشرطة الفجيرة بجزيل الشكر والامتنان إلى حكام الإمارات على ما بذلوه من عطاء على مدار تاريخ دولة الإمارات .
وقال ان الأسرة تعتبر أهم مؤسسة تربوية في المجتمع والتي لا تستطيع أي جهة أيا كانت أن تقوم بمهامها ووظائفها ويرجع ذلك لأن الأسرة هى أساس تقدم وتطور وازدهار المجتمعات .
وأكد الحساني على ضرورة الاهتمام بالأسرة وتحديدا الأم من خلال وضع برامج متخصصة تعُنى بإعدادها إعدادا تربوياً يتماشى مع متطلبات العصر الحديث،وعدم اقتصار المؤسسات التربوية على التأهيل العلمي بل يجب أن يكون هناك توازن بين الجانب العلمي والتربوي والتركيز على مادة التربية الوطنية لكافة المراحل الدراسية حتى في الجامعات والعمل على تغذيتها بالرموز الوطنية وانجازاتها .
واستعرض عبيد سالم الزعابي من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية طبيعة الحالة الإماراتية كحالة متفردة من نوعها من حيث القدرة على استيعاب أكثر من 200 جنسية في هذا المجتمع الصغير وكيف تعايشت على أرض الإمارات مع اختلافاتها الحضارية والثقافية والدينية ،وقد حصلت الدولة على المركز الأول في التعايش السلمي بين جميع الجنسيات .
وأشار إلى بداية تأسيس الدولة على يد الشيخ زايد والشيخ راشد بن مكتوم عليهما رحمة الله اللذين وضعا الركائز والمبادئ الأساسية التي تأسست عليها الدولة على الحق والعدل والمساواة وحب الخير وقد تبناها وسار على نهجها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة وأصحاب السمو حكام الإمارات .
وفي ختام المجلس شدد المستشار أحمد محمد الضنحاني على ضرورة الاهتمام بالطفل الصغير وغرس بذور الولاء والانتماء فيه من الصغر لمحاربة الأفكار المتطرفة والهدامة لتحصين الدولة من أي فكر دخيل يهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها .