وحدت جنازة النائبة البريطانية جو كوكس البلاد المنقسمة بشدة حول مصير بريطانيا في الاتحاد الأوروبي الذي ستيقرر في استفتاء ينظم لاحقا هذا الشهر.
وشارك رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وزعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربين، اليوم الجمعة، في تأبين عضوة البرلمان عن حزب العمال جو كوكس التي تم اغتيالها، في مراسم بدائرتها الانتخابية في بيرستال بوست يوركشاير.
ونعت بريطانيا، اليوم الجمعة، النائبة بعد أن قتلها رجل يحمل مسدسا وسكينا في هجوم ألقى بظلال من الشك على مصير استفتاء بشأن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
وقتل الرجل كوكس (41 عاما) – وهي أم لطفلين وكانت تؤيد بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي – بالرصاص وطعنها عدة مرات في دائرتها الانتخابية قرب ليدز في شمال انجلترا. وقال شهود إن الرجل صاح “بريطانيا أولا”.
واعتقل رجل في الثانية والخمسين من العمر قالت وسائل الإعلام إنه يدعى توماس مير وهو من أهالي المنطقة. ووصفه الجيران بالانعزالي وكانت ثمة مؤشرات إلى تعاطفه مع اليمين المتطرف، كما كان يعاني من مشاكل نفسية.
وقال ستيفن ليز، الذي كان صديقا لشقيق مير، إنه “كان يفرك يديه بمنظف قوي وبفرشاة للأظافر حتى تصبح حمراء جدا”.
وروى أحد شهود العيان ويدعى كلارك روثويل صاحب مقهى لوكالة “برس اسوسييشن” أن المسلح صرخ “اجعلي بريطانيا أولا” عدة مرات خلال الهجوم.
و”بريطانيا أولا” هو اسم مجموعة من اليمين المتطرف معادية للهجرة، لكنها نفت أي ضلوع لها في الهجوم. ومن المعروف أن كوكس، وهي نائبة عن حزب العمال البريطاني، مدافعة قوية عن العضوية في الاتحاد الأوروبي.
وأعلن الفريق الطبي، الذي كان يحاول إنقاذ حياتها، أنها توفيت بعدها بثماني وأربعين دقيقة. واعتقل ضباط كانوا في الجوار رجلا يبلغ من العمر 52 عاما وصادروا سلاحا.
وتسبب مقتل كوكس في تعليق حملات الدعاية للاستفتاء بشأن العضوية. ونعى ساسة بريطانيون وزعماء أوروبيون وعالميون كوكس وعبروا عن صدمتهم لمقتلها.
وقال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، الذي دعا للاستفتاء، إن مقتل كوكس، التي عملت في حملة الرئيس الأميركي باراك أوباما في 2008، هو مأساة.
وقال “خسرنا نجمة كبيرة. كانت نائبة رائعة ذات قلب كبير. إنها أنباء مروعة”.
وقالت المرشحة الديمقراطية الأميركية هيلاري كلينتون إنها شعرت بالرعب. ووصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الهجوم بأنه “مروع” لكنها قالت إنها لا تريد أن تربط بينه وبين الاستفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي.
الاتحاد