تطرح بلدية دبي نهاية الشهر الجاري، مناقصة إنشاء أكبر محطة في الشرق الأوسط، لتحويل النفايات الصلبة إلى طاقة، بتكلفة متوقعة ملياري درهم، وذلك بعد أن تم تعيين الاستشاري في ديسمبر الماضي.
وقال المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي، إن الهدف من المشروع، تحقيق رؤية بلدية دبي بأن تكون الإمارة أكثر المدن استدامة وذكاء بحلول عام 2021، وتحقيقاً للأجندة الوطنية بالتقليل من طمر النفايات بنسبة 75 % بحلول 2021، وتوفير مساحة الأراضي المهدرة في مكب النفايات، علاوة على حماية البيئة من غاز الميثان المنبعث من مكب النفايات.
وأكد أن مدة التنفيذ سوف تستغرق ثلاث سنوات، على أن يتم بدء تشغيل المحطة في الربع الثاني من 2020.مشيراً إلى أن موقع المحطة المقترح، هو الورسان 2، وتستقبل ألفي طن متري من نفايات البلدية الصلبة يومياً في المرحلة الأولى لإنتاج 60 ميغا واط، وتبلغ مساحة الموقع للمرحلة الأولى 7.5 هكتارات، ومساحة الموقع الكامل، شاملاً المراحل القادمة للتوسع 15.5 هكتاراً، وسوف يتم معالجة النفايات بالحرق (grate furnace) لإنتاج الطاقة الكهربائية.
من جانبه، أوضح المهندس عيسى الميدور نائب مدير عام بلدية دبي، أنه لتحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة – والتي تهدف إلى توفير 7 % من إجمالي طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول 2020 – فقد قامت بلدية دبي، بالتنسيق مع المجلس الأعلى للطاقة وهيئة كهرباء ومياه دبي، بعمل الدراسات، واقتراح 4 مشروعات لإنتاج الطاقة الخضراء.
وتابع «أول هذه المشروعات، هو مشروع حرق النفايات، الذي نتحدث عنه لإنتاج الكهرباء، والثاني معالجة المخلفات العضوية الناتجة من سوق الخضار والفواكه والمطاعم والفنادق وشركات توريد الأغذية، أما المشروع الثالث، فهو توليد الكهرباء من مكب النفايات في منطقة القصيص وجبل علي، والمشروع الأخير، هو محطة تحويل غاز الميثان في محطة معالجة مياه الصرف الصحي إلى طاقة».
وزاد «بدأت البلدية بالمشروع الأول وتركز عليه، حيث كانت قد طلبت وثائق التأهيل المسبق في مايو 2015، وتم تسليم الوثائق من قبل 17 شركة في شهر أغسطس، وتم تأهيل 10 شركات، وسيتم طرح المناقصة نهاية الشهر الجاري للشركات العشر المؤهلة فقط، وفي شهر سبتمبر المقبل، سيتم فتح المظاريف، على أن تتم عملية دراسة العروض المقدمة والاختيار مع الشركة المؤهلة لذلك أبريل المقبل».
وتتكون المحطة من عدة مبانٍ أساسية، وهي وحدة وزن النفايات، وغرفة استقبال واستلام النفايات، ووحدة الحرق وتوليد البخار، ومنطقة توليد الكهرباء، ومنطقة معالجة الغازات الضارة بالبيئة، ومنطقة فصل المعادن من رماد النفايات، وساحة تجميع الرماد المتكون بعد حرق النفايات.
وتبدأ العمليات الفنية لإنتاج الطاقة الكهربائية، من مرحلة وزن النفايات الواردة للمحطة، وبعد ذلك تدخل السيارة إلى نقطة الاستلام، حيث توجد 15 نقطة استلام، يتم تفريغ النفايات فيها، ونقطة لاستلام النفايات الكبيرة الحجم، مجهزة بشكل خاص لتقطيع النفايات الكبيرة إلى أحجام صغيرة.
وبعد أن يتم استلام النفايات، يتم خلطها ومزجها لتجانس مكوناتها، مع رفع القيمة الحرارية خلال عمليات الخلط إلى نحو 9 آلاف ميغا جول لكل كيلوغرام من النفايات، والطاقة التصميمية للمحطة تتراوح بين 7 آلاف و14 ألف ميغا جول لكل كيلوغرام من النفايات.
وبعد هذه المرحلة، تدخل النفايات على فرن الحرق، والذي تكون درجة حرارته نحو 700 درجة مئوية، لحرق النفايات، بعد هذه المرحلة، يتعرض الغاز المنتج لحرارة 850 درجة مئوية، لمدة ثانيتين، للتخلص من أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت، ويتم استخدام هذا الغاز لغليان المياه وتوليد بخار يقوم بتشغيل مولد كهربائي قدرته الإنتاجية 60 ميغاوات، يتم استخدام 15 % منها لتشغيل المحطة، والباقي يتم تحويله إلى شبكة كهرباء ومياه دبي.
وأشار المهندس محمد نجم مدير إدارة تطبيقات الاستدامة والطاقة المتجددة، إلى أن علمية الحرق تسهم في التخلص من 70 % من كتلة النفايات، و90 % من حجمها الرماد المتبقي، يتم تبريده ونشره لمدة 14 أسبوعاً ليجف، وبعد ذلك يمكن استخدامه في عمليات الإنشاء والتشييد، وكذلك يستخدم كقاعدة للإسفلت والبازلت لرصف الطرق.
وقال إن هذه المحطة سوف تعمل 24 ساعة وعلى مدار العام، حيث ستكون قادرة على توليد كمية من الكهرباء تكفي لسد احتياجات أكثر من 14 ألف منزل، كما ستسهم في الحد من الأخطار البيئية الناجمة عن مكبات النفايات، بسبب انبعاث غاز الميثان، والذي يفوق ضرره 24 ضعفاً، الضرر الناشئ عن ثاني أكسيد الكربون.
البيان