. تحت رعاية صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الاعلى حاكم الفجيرة ..نظمت مبادرة إنماء للتنمية الاجتماعية بالتعاون مع جائزة الإمارات للابتكار والإبداع ” مجلس القراءة الرمضانية السادس” بإمارة الفجيرة بمنزل سعادة سلطان سيف السماحي مستشار حاكم صاحب السمو حاكم الفجيرة.
استضاف المجلس العقيد الدكتور ابراهيم محمد جاسم الدبل الذي قدم قراءة تلخيصية لكتابه “أبي لا أريد أن أكون داعشياً “في محاولة لوضع تصور عملي نحو فهم جديد للوالدية الإيجابية.
طرح الكاتب الدكتور إبراهيم الدبل خلال الجلسة عدة تساؤلات تتعالى أصواتها في المجتمع عن كيفية تعامل الآباء والأمهات مع الأبناء في خضم إيقاع الحياة السريع وانشغالات الوالدين بالتزامات العمل وتوفير متطلبات الأسرة والتحديات في عملية تربية الأبناء ومن يتحمل مسؤولية التربية ؟ لماذا يرى الآباء صعوبة في التواصل مع الأبناء ؟ ولماذا يردد : إنه جيل لا يمكن الاعتماد عليه ؟ ولماذا توجد هوة بين الآباء والأبناء ؟ وأسئلة كثيرة ارتكزت عليها فكرة الكتاب التي تساعد أولياء الأمور على إنقاذ أبنائهم المراهقين من فخ التطرف والعنف وغير ذلك الكثير.
وقال الدبل “دفعتني الضرورة لما نعيشه اليوم من أزمة أحادية الرأي للتعرض لـ”داعش” كفكرة لا كتنظيم وهو ما شرحته في الكتاب بالتفصيل واعتمدت في العنوان على استنجاد من نوع خاص وكأن الابن يلجأ لوالده لينقذه قبل أن يفوت الأوان”.
وأضاف الدبل ان الإشكالية الكبرى تبدأ من البيت وتكمن في التربية والفكر الداعشي يجذب من يبحث عن بديل خارج الأسرة بشكل خاص وألوم الوالدين وأحاول من خلال الكتاب أن أساعدهم على اتقان فن التعامل مع أبنائهم حتى لو شقت عليهم طباعهم وراعيت أن يأتي الكتاب صغيراً وعمليا وقريبا للوجدان.
كما تحدث الدبل عن مفهوم الوالدية الإيجابية التي تقوي علاقة الوالدين بالأبناء من خلال الإمداد والرعاية والاهتمام ومد جسور المودة بين الوالدين والأبناء والعمل على تجسيد الوالدية بطريقة جيدة وإيجابية.
وذكر مؤشرات تكشف للوالدين إمكانية أن يخرج الأبناء عن جادة الصواب بسهولة من أبرزها العدوانية والانطواء وتغير السلوك الملحوظ وضعف الثقة بالنفس والحاجة العاطفية ..وقال ” علينا أن نتحمل مسؤولياتنا تجاه الجيل القادم وحتى من ابتعد منهم لنكن أكثر تفهماً ونسعى لاستعادتهم بكل ما أوتينا من قوة”.
كما تطرق إلى الفهم الصحيح لماهية المراهقة ومشكلاتها ودور الأسرة في تحقيق الذات للمراهق والعوامل السرية التي تعرقل النمو النفسي والتعامل مع أخطار وسائل التواصل الاجتماعي وأنواع التربية وتطبيقاتها في الأسرة وأنواع الوالدية واثرها في شخصية الأبناء وكيفية تحقيق قيادة والدية سليمة والذكاء العاطفي ومهارات الحديث مع الأبناء ومرحلة البلوغ والنضوج والاستعداد للمراحل الانتقالية في حياتهم.
وعلق الحضور في المجلس بالنقاش حول الوالدية الإيجابية وضرورة تفعيلها وكيفية التعامل مع الأبناء وأهمية احتواء الابن وتخصيص الوقت الكافي للاستماع لاحتياجاتهم والإجابة على أسئلتهم وخلق سبل تواصل جميلة تعزز العلاقة بين الآباء والأبناء في وقت أصبحت تربية الأبناء عملية تشترك فيها أكثر من جهة كوننا نعيش في قرية صغيرة اسمها العالم .
وأشاد سيف سلطان السماحي بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” بتخصيص عام 2016 عاما للقراءة وترجمة هذه التوجيهات إلى مبادرات وأنشطة ومشاريع ثقافية ترسيخا للقراءة .
وأكد السماحي على اهتمام صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة بعام القراءة ودعمه للمبادرات الساعية إلى تعزيز وترسيخ القراءة كأسلوب حياة وتنميتها كمهارة حياتية لهم وللأجيال القادمة .. كما توجه السماحي بالشكر للدكتور الدبل على استعراضه لكتابه الذي دعمه بالأمثلة الواقعية التي تحدث في كل بيت مع كل أب وأم وابن.
وقال السماحي إن كتاب الدبل سلط الضوء على نقاط مهمة فيما يتعلق بالوالدية الإيجابية التي نحتاجها لحماية الأبناء من المحيط الخارجي وسلبياته وعرفنا بالمسؤولية المشتركة بين الوالدين وكيفية تفادي الصدام الذي قد يقع بين الوالدين وأبناؤهما للوصول إلى بر الأمان.