علي العمودي

في البدء نحيي الجهد الكبير والاستثنائي الذي تقوم به الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف على مدار العام، وبصورة مضاعفة خلال شهر رمضان المبارك في الاعتناء ببيوت الله، وجعلها في أجمل وأحسن حالة، وهي تستقبل جموع المصلين الذين يتوافدون عليها بكثافة، وبالذات خلال أيام وليالي الشهر الفضيل.
يبرز هذا الجهد كذلك في حسن التنظيم والتوزيع لبرامج العلماء الأفاضل ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، ووجودهم في مختلف المساجد يبصرون الناس بأمور دينهم، بالأخص في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به الأمة، حيث احترف البعض من المحسوبين عليها خلط الباطل بالحق.
ما أطرح اليوم من ملاحظة لا تقلل من ذلك الجهد، وإنما تستهدف تعزيزه وإكمال الصورة الزاهية لدور وأعمال الهيئة، وهي تتعلق بترشيد الطاقة والماء في المساجد بصورة تتنافى حتى مع الدور التوعوي الذي تقوم به الهيئة في هذا المجال. والمشكلة هنا أن المسؤولية مبعثرة بين «الهيئة» و«مساندة»، فالعمال في المساجد يتبعون الجهة الأخيرة، وهؤلاء لا يملكون أدنى درجة من الوعي فيما يتعلق بترشيد الطاقة والمساعدة في الحد من هدر المياه.
قبل أيام كانت درجة الحرارة في الخارج تقترب من 48 درجة مئوية، إن لم تكن أكثر من ذلك، خاصة وأن الوقت كان ظهراً، ومع هذا أصر عامل مسجد في العاصمة على وضع برودة التكييف عند 20 درجة، وإذا بالعطاس والسعال يتصاعد، بينما كان بعض كبار السن يرتجفون من شدة البرد، ويفقد الكثير من المصلين الطمأنينة المطلوبة في الصلاة، وعندما احتج بعض الحضور قال العامل إن ذلك بطلب من «المطوع»، ويقصد أمام المسجد، والذي بدوره أنحى باللائمة على بعض المصلين الذين يعبثون باتجاهات مراوح أجهزة التكييف، من دون أن يقدموا حلولاً أو استجابة لتسوية المشكلة التي أصبحت معها أغلب المساجد بيئة لالتقاط العدوى، وتفتقد داخلها للراحة والطمأنينة المطلوبة بسبب هذه التصرفات المستمرة صيفاً وشتاءً، فحتى في الشتاء واعتدال الجو تجد العامل يشغل كل الأجهزة الموجودة، بينما بإمكانه تشغيل بعضها على سبيل المثال لحسن تهوية المسجد من الداخل.
أما عن هدر المياه، فالحديث يطول، في وقت نتحدث كلنا بصوت واحد عن الحلول الذكية، وما يجري ينطبق على المساجد القديمة منها والحديثة، وتتطلب تضافر وتنظيم الجهود ليس إلا.

hbjph]