أوجع الإرهاب بلدة القاع في بقاع لبنان الشمالي بسبعة تفجيرات انتحارية أوقعت ما لا يقل عن 20 قتيلاً وعشرات الجرحى، وفيما استفاقت البلدة الحدودية فجر أمس على دويّ سلسلة تفجيرات بالقرب من مركز الجمارك على الحدود اللبنانية – السورية، أدّت إلى سقوط 5 قتلى و15 جريحاً، أنهت ليلتها على الصوت المرعب ذاته، ولكن هذه المرة في باحة كنيستها التي كانت تشهد تجمعاً للأهالي، بغرض تأبين قتلى انفجارات الصباح، مما أدى إلى وقوع 15 قتيلاً وعشرات الجرحى.
وبدأت هجمات الفجر بتفجير انتحاري نفسه بالقرب من مركز عسكري في البلدة، وتحديداً بعد النقطة الحدودية اللبنانية بنحو 200 متر لجهة بلدة القاع. وبعد مرور 10 دقائق على الانفجار الأول وبدء تجمّع الأهالي، أقدم ثلاثة انتحاريين آخرين على تفجير أنفسهم تباعاً، ما أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى، تمّ نقلهم إلى مستشفيات منطقة الهرمل المحاذية لبلدة القاع.
وفي الليل، وقعت الانفجارات الأكثر دموية التي أودت بحياة 15 من الأهالي، إذ هزت ثلاثة تفجيرات انتحارية على الأقل البلدة. وقال المصدر إن: »ثلاثة انتحاريين على دراجات نارية أقدموا على تفجير أنفسهم، الأول قرب كنيسة البلدة التي كانت تشهد تجمعاً لتأبين ضحايا تفجيرات الصباح، قبل أن يفجر آخران نفسيهما أمام مبنى البلدية«، وقالت مصادر طبية إن عدد القتلى في حصيلة أولية وصل إلى 15 وعشرات الجرحى.
ترجيحات أوليّة
وكشفت معلومات أمنية لـ»البيان« أنّ الترجيحات الأولية تفيد بأنّ منطقة القاع لم تكن هي الهدف الفعلي للانتحاري الذي فجّر نفسه صباحاً، حيث إن هناك احتمالاً كبيراً تمّ تدارسه، يفيد بأن السيناريو كان يقضي أن ينقسم الإرهابيون على نقاط عدّة، بحيث يفجّر انتحاريان نفسيهما في نقطة الجمارك، نظراً إلى الازدحام والاكتظاظ اللذين تشهدهما في ساعات الصباح الأولى، على أن ينطلق آخران إلى نقاط للجيش اللبناني في المنطقة.
انكشاف
روى رئيس بلدية القاع بشير مطر ما حصل في بلدة القاع لـ»البيان«، ولفت إلى أن أحد الإرهابيّين مرّ بجانبه خلال عملية إسعاف الضحايا، وعندما تنبّه له أطلق النار عليه. وعندما علم الأخير بانكشاف أمره، أقدم على تفجير نفسه..
موضحًا أن الانتحاري الأول انكشف أمره عندما سأله أحد أبناء البلدة عن هويته، فقام بتفجير نفسه. وعند تجمّع الناس، بدأت التفجيرات تباعاً، وعددها 4 انفجارات. وفي المعلومات التي توافرت لـ»البيان«، فإن الانتحاريّين قدموا إلى البلدة من منطقة مشاريع القاع.
سلام والحريري يدينان الهجمات وأهدافها الشريرة
أشار رئيس الحكومة تمام سلام، في بيان أصدره أمس، إلى أن الوقائع التي كشفتها جريمة تفجيرات بلدة القاع، إن لجهة عدد المشاركين فيها أو طريقة تنفيذها، تظهر »طبيعة المخطّطات الشريرة التي ترسم للبنان، وحجم المخاطر التي تحدق بالبلاد في هذه المرحلة الصعبة داخلياً وإقليمياً، وتؤكد أهمية الحفاظ على أقصى درجات اليقظة والاستنفار لخنق هذه المخططات في مهدها«.
وأضاف: »إن هذه العملية الإرهابية تثبت أن استقرارنا مستهدف من قبل قوى الظلام، وأن سبيلنا الوحيد لتحصينه هو وقوفنا جميعاً صفاً واحداً خلف جيشنا وقواتنا وأجهزتنا الأمنية في معركتها مع الإرهاب، وتعزيز وحدتنا الوطنية وتمتين جبهتنا السياسية الداخلية«.
بدوره، وصف الرئيس سعد الحريري العملية الإرهابية التي استهدفت منطقة القاع البقاعية بالجريمة الإرهابية المنظّمة في كهوف الضلال، واعتبر أنها حلقة في سلسلة جهنميّة تخطّط لامتداد الحريق السوري إلى الدول المجاورة وتعميم نظام الفوضى والخراب على سائر المجتمعات، مؤكداً أن لبنان لا يمكن أن يتحمّل تبعات الحرب الجارية في سوريا، وأن أيّ خطة لمكافحة الإرهاب تبدأ من الداخل اللبناني، ومن خلال المؤسّسات الشرعية، وعلى رأسها الجيش اللبناني، المعنيّة حصراً في إعداد الخطط وتحصين الحدود وحماية المواطنين اللبنانيين.
البيان