كشفت عدة جماعات في بريطانيا عن تعرض العديد من المسلمين البريطانيين إلى موجة عنيفة من حوادث الكراهية بعد الاستفتاء على خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، خصوصا تجاه السيدات اللاتي يرتدين الحجاب أو أي زي آخر يوحي بأنهن مسلمات.
وقالت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية إن مجموعة مراقبة حوادث الكراهية ضد المسلمين، المعروفة اختصارا بـ”تيل ماما”، أصدرت تقريرا تؤكد فيه ارتفاع الحوادث المعادية للمسلمين بنسية 326 في المئة العام الماضي.
وكشف التقرير أن نشطاء اليمين المتطرف غالبا ما يكونون وراء تلك الحوادث، سواء على الإنترنت أو في العالم الحقيقي في المدارس والجامعات والمطاعم ووسائل النقل العام.
وأكد التقرير أن السيدات هن من يتعرضن للأذى الأكبر نتيجة هذه الكراهية المتزايدة، خاصة أولئك اللائي يرتدين زي يوحي بأنهن مسلمات، حتى أن بعضهن أصبحن غير قادرات على القيام بأمور حياتهن اليومية.
وقالت المجموعة إن 61 في المئة من ضحايا الحوادث التي سجلت في الفترة الأخيرة كن سيدات. وفي 75 في المئة من تلك الحالات، كان يمكن التعرف على دينهن بسبب ارتدائهن الحجاب أو النقاب.
وأضاف التقرير أن السيدات المسلمات يصبحن أكثر عرضة للهجوم أو الاعتداء أثناء السفر في وسائل النقل العامة في البلديات الصغيرة أو مراكز المدن، أو حتى عند القيام بالتسوق.
كما أشار التقرير إلى وقوع نحو 11 في المئة من تلك الحوادث في المدارس والكليات، وهو ما يعادل 35 حالة من السلوك التعسفي أو الاعتداءات الجسدية ضد المسلمين في المؤسسات التعليمية البريطانية.
من جانبه، قال المجلس الإسلامي في بريطانيا إنه جرى الإبلاغ عن أكثر من 100 جريمة كراهية منذ نتيجة الاستفتاء في مطلع هذا الأسبوع.
وعزا باحثو المجلس تلك الزيادة في حوادث الكراهية ضد المسلمين إلى خطاب السياسيين في معسكري البقاء في الاتحاد الأوروبي والخروج منه حول وضع اللاجئين في البلاد، وهو ما تسبب في ارتفاع المشاعر المعادية للاجئين في الشارع البريطاني.
وقال مقداد فيرسي، الأمين العام المساعد للمجلس الإسلامي إنه يؤمن أن معظم البريطانيين يقفون بشكل قوي ضد جرائم الكراهية، ولكن اللغة المستخدمة من قبل العديد من السياسيين مؤخرا أدت إلى تغذية الخوف من المسلمين.
وضرب فيرسي المثل بتصريحات رئيس الوزراء ديفيد كاميرون حول “أسراب المهاجرين” التي أتت لبريطانيا في الشهور الأخيرة، كما دفعت تصريحات ناشطي حملة الخروج حول إمكانية انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي في نفس الإتجاه.
وأضاف فيرسي أن “المشاعر المعادية للمسلمين كانت في ازدياد لفترة طويلة، وزادت أكثر وأكثر بسبب حملات البقاء في الاتحاد الأوروبي والخروج منه”.
وتابع بالقول: “هناك منشورات وأقاويل من جانب حملة الخروج أكدت أن سوريا والعراق يريدان أيضا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما ساعدهم على اللعب على مشاعر الكراهية والخوف التي يشعر بها الناس حول ما يجري في الشرق الأوسط”.

الاتحاد