وسط مستجدات في العلاقات بين الأطراف المؤثرة في الأزمة السورية، تمد الولايات المتحدة يدها إلى منافستها روسيا لتنسيق الهجمات على “الإرهابيين” في سوريا، لكن بشروط.
فمع اختلاف تعريف “الإرهابيين” في سوريا بين أكبر قوتين عسكريتين في العالم، وأهم لاعبين دوليين في الحرب الدائرة منذ أكثر من 5 سنوات، بات التضارب في تحديد أهداف الضربات العسكرية حتميا بين واشنطن وموسكو.
وتعتبر روسيا، مثلها مثل حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، كل من يحمل السلاح ضد الجيش السوري إرهابيا، بينما يقتصر التعريف الأميركي للإرهاب في سوريا على جماعات بعينها، على رأسها متشدد “داعش” و”جبهة النصرة”.
ومن هنا جاء العرض الأميركي لمساعدة روسيا في تطوير استهدافها للجماعات الإرهابية في سوريا، شريطة أن تتوقف موسكو عن قصف مناطق مدنية واستهداف معارضة مسلحة تعتبرها واشنطن “معتدلة”، وافقت على وقف القتال قبل أشهر، كما تشمل الشروط الأميركية ضغطا روسيا على القوات الحكومية السورية لاتخاذ نفس الخطوات.
إلا أن هذا العرض الذي قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إنه يهدف إلى “تعزيز تبادل المعلومات”، لا يشمل تخطيطا عسكريا مشتركا بين الولايات المتحدة وروسيا، التي دخلت بثقلها الحرب السورية قبل أشهر.
لكن من شأن التنسيق الأميركي الروسي تمديد المحادثات بين الطرفين، على طريق ضمان عدم تداخل مهام قوات البلدين في الأجواء السورية.
ورغم معارضة وزير الدفاع الأميركي لأي تعاون إضافي مع روسيا على الساحة السورية، فإن أشتون كارتر قال، الخميس، إنه “إذ قامت روسيا بالأفعال الصحيحة في سوريا – وهذا شرط مهم – فنحن نخطط للعمل معهم”.
وتابع كارتر: “الروس سلكوا الطريق الخطأ في سوريا”، لأنهم – حسب رأيه – أعلنوا في بداية حملتهم العسكرية أنهم سيحاربون تنظيم “داعش” ويساعدون على إتمام عملية الانتقال السياسي في سوريا”، لكنهم “لم يحققوا أيا من الهدفين”.
ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي مناقشة تفاصيل العرض الأميركي الأخير لروسيا، وقال: “لا نخفي حقيقة أنه إذا أثبت الروس أنهم يركزون جهودهم العسكرية في سوريا على محاربة داعش فإننا سوف نتناقش معهم”.
وأضاف: “هناك الكثير من العروض تم تقديمها من عدة أطراف. من المؤكد أننا لن نعلن عنها الآن”.
وفي السياق ذاته، قال المسؤول الصحفي في البيت الأبيض جوش إرنست إن “ما يمنعنا من أن نكون أكثر قدرة على التنسيق العسكري هو ما تقوم به القوات الروسية من دعم الأسد وعدم ملاحقة داعش”.
وترد روسيا على ذلك بالقول إن المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة وتعتبرها معتدلة “جزء من جبهة النصرة”، لا سيما تلك الموجودة قرب مدينة حلب شمالي سوريا، التي تتعرض لحملة جوية من الطائرات السورية والروسية.
وقبل أشهر اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على هدنة في سوريا لا تشمل “داعش” أو “جبهة النصر”، إلا أنها لم تصمد طويلا وإن خففت نسبيا من حدة النزاع الدموي الذي قتل خلاله نحو 400 ألف شخص وتسبب في نزوح نصف سكان سوريا داخلها وخارجها.
ومع كل تصعيد في اتجاه مضاد للهدنة، فضلا عن استهداف روسيا لقوات معارضة تدعمها الولايات المتحدة، تعود الفجوة بين واشنطن وموسكو إلى الاتساع، مشيرة إلى أمد أطول للحرب السورية.
سكاي نيوز