الفجيرة نيوز- أكد متحدثون في مجلس رجل الأعمال محمد علي الملا الرمضاني بالفجيرة أهمية العمل الدؤوب والمنتج والمحب والمتواصل لتأكيد المواطنة، واجمعوا على أن المواطنة ليست مجرد شعار أو حالة يختص بها أشخاص دون غيرهم، بل هي حالة ولاء وانتماء لما يقدمه الوطن لكافة الناس الذين يعيشون في كنفه بغض النظر عن انتمائهم أو جنسيتهم أو لونهم أو معتقدهم، ففي دولة الإمارات العديد من الجنسيات العربية والأجنبية لكنها في المحصلة تتشابه في كونها تحصل على منجزات الإمارات على قدم المساواة مع أبناء الإمارات، ما يعزز الشعور لدى كل من يقيم على هذه الأرض الطيبة بأن الوطن للجميع وعلى الجميع أن يعمل ليكون هذا الوطن دائما كما يأمل المحبون مصاناً ومنيعاً ومعطاءً وراسخاً ومحبوباً.
أدار أعمال المجلس الرمضاني الذي تناول موضوع “المواطنة الإيجابية” مساء الخميس أول أمس ونظم فعاليته منتدى الفجيرة الرمضاني بالتعاون مع نادي الفجيرة العلمي، برعاية غرفة تجارة وصناعة الفجيرة، الشاعر والإعلامي خالد الظنحاني المشرف العام على منتدى الفجيرة الرمضاني ، مؤكدا في مستهل المجلس أهمية المواطنة كفكرة ومدلول عملي يجمع بين الواجب والانتماء والمعتقد بما يؤسس لحياة إيجابية يفعِّل المواطن من خلالها إحساسه بالمسؤولية تجاه الوطن مستحضرا قولاً للرئيس الأميركي الراحل (جون كنيدي) يظهر من خلاله ما ترمي إليه فكرة المواطنة الإيجابية “لا تسأل ماذا قدم لك وطنك، بل سل ماذا قدمت أنت لوطنك”.
وأضاف: إن الوطن يكبر بأبنائه، وكلما كان عطاء أبناء الوطن لوطنهم أكبر ازداد الوطن عزة ومنعة وقوة، وذكر أن المواطنة فعل وممارسة ووعي ومبادرات وعطاء.
وقال محمد علي الملا مستضيف المجلس بعد أن رحب بالحضور : أرجو أن يبرهن شباب الإمارات من خلال أعمالهم على وعيهم تجاه الوطن وجعل المواطنة قيمة حضارية كل في موقعه فكل فعل جيد في سبيل الوطن هو مواطنة، وكل فهم واع لاحتياجات الوطن وتأمينه بجودة عالية مواطنة، وكل غيرة على مصالح الوطن مواطنة.
من ناحيته أكد الدكتور سيف الجابري أستاذ الثقافة الإسلامية والمجتمع في الجامعة الكندية بدبي ، أن المواطنة الإيجابية تنبع من منطلق الذات فهي الحب في أفضل تجلياته وأسمى معانيه، وهي المنطلق الأساسي لفهم طبيعة العلاقة بين الوطن وساكنيه سواء كانوا من أبنائه أم غير ذلك.
وقال: المواطنة هي الأرض والانتماء لها، فسواء كنت من الفجيرة أم دبي أم أبوظبي فأنت تحرص على أن تكون الأرض التي تقيم على ترابها مستوفية لشروط العيش الكريم وهذا لا يتحقق إلا بالعمل الدؤوب الفاعل والمؤمن والمخلص لجعل الوطن الذي نعيش فيه كما نشتهي ونأمل.
ولفت إلى أنه لا يكفي أن نكون إيجابيين لنحقق فعل المواطنة لأن هناك الكثير مما يجب أن نقوم به تجاه الوطن لنكون مواطنين إيجابيين وفاعلين، فحب الوطن ذاتي غير مرتبط بالدين منبعه أن نعطي بلا حدود فالله سبحانه وتعالى ربط الحب بالإيمان فما تقدمه لوطنك يكون أجراً وثواباً لك ” ومن مات دون أرضه أو عرضه فهو شهيد” وأطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم بهذه السلسلة الذهبية نخدم الوطن ونجعل منه واحة مودة وإخاء وتعاون وبناء.
من جهته أوضح محمد حمدان بن جرش الكاتب والباحث الأكاديمي أن فكرة المواطنة الإيجابية أهم الأفكار التي تطرح للمناقشة بين الناس من دون تفريق بين مواطن ومقيم. وقال أن “المجالس مدارس” ومن خلال هذه المجالس نتعرف إلى بعضنا البعض فنتبادل الآراء ونتقاسم المعارف والأفكار والخطط، ونؤكد على الصداقات ونزيد من فعاليات العمل الجماعي.
وأضاف: بنيت دولة الإمارات على المحبة والتسامح والعطاء، ونجحنا في بناء وطن نموذجي، بعد أن غرس المؤسس الشيخ زايد طيب الله ثراه فينا هذا الحب وهذا الولاء للوطن مهما كان حجم التحديات والمسؤوليات، والشاهد أن الولاء والانتماء للوطن غرسا فينا المواطنة الإيجابية، التي يجب ألا تطلق على المرء من دون شروط تحقيق مرتكزاتها التي تقوم على كثير من المفاهيم الأخلاقية والسلوكية والعملية والتربوية ، مؤكدا أن المواطنة الإيجابية فعل حضاري واعٍ يقود إلى تنوع في العطاء من كافة الفعاليات على اختلاف توجهاتها.
ومن جانبه، تحدث الفنان بلال عبد الله في مداخلته عن اللقاءات المجتمعية باعتبارها واحة تفاعل بين مختلف أبناء الوطن على اختلاف أحوالهم الاجتماعية والفكرية والثقافية. وقال: للفنان دور مهم جداً في المواطنة الإيجابية لأنه يستطيع من خلال الفن أن يصل إلى كل بيت وهذا أمر في غاية الأهمية فالفن الذي يطرح قيماً وطنية يدعِّم في مشاهديه مشاعر الانتماء أكثر، وكلما كان الفن المطروح أكثر إيجابية وصدقاً ومحبة كانت النتائج أفضل بالنسبة إلى المتابع، وان الفن جزء أساسي من عملية الانتماء الوطني وعلى الفنانين تقع مسؤولية كبيرة في جعل الفن الهادف والجاد والصادق دعائم يرتكز عليها الوطن ليبقى شامخاً ومصاناً ومتقدما، وإن ارتقاء الفن جزء من المواطنة الإيجابية لأن السموم التي يمكن أن تبث من خلال ما يرد من أعمال فنية وافدة يؤثر سلباً في أفكار المتلقين ولهذا يكون الفن الجاد بمثابة جدار الذي يقي الفكر الوطني من التشوهات التي يبثها الفن المفسد.