الفجيرة نيوز
تحتفل ماجازين إن هذا الشهر بدخول عامها الرابع بأحلام آسيوية تكبر يوما بعد آخر، منذ أسسها الناشر والإعلامي الكوري المخضرم لي سانج كي في يوليو 2013 عن مؤسسة جمعية الصحفيين الآسيويين للثقافة والإعلام التي يرأسها أشرف أبو اليزيد.
للعدد الجديد غلافان، الأول للطبعة العربية، ويحمل بورتريه الأديب الراحل جمال الغيطاني، بريشة الفنان علاء حجازي، تحت عنوان مقاصد أسفار الغيطاني؛ وهو الموضوع الذي اختار الروائي إبراهيم فرغلي طرقه مستكشفا طقسا لغويا يثير الحواس، متأملا علاقة الأنا بالآخر، حيث تحرك خصوصية انعكاس المفاهيم الكبيرة على المباني والآثار، لدى الغيطاني أسئلته عن الزمن والوجود وحتى فكرة الأسوار، وهشاشتها في حماية أي شئ على مدى التاريخ.
أما غلاف الطبعة الكورية / الإنجليزية فخصص لموضوع المصور توماس تان جو كيت ، وهو الفنان الماليزي الذي تخصص في توثيق اللحظات الإنسانية العفوية في حياة أبناء آسيا من أجل تمكينهم، وهو يعمل في مؤسسة Empowering Lives Asia المجتمعية غير الربحية حيث يساعد ملائكتها الأطفال لكي يحققوا أحلامهم، كما يبرز في الصور التي التقطها لهم في إندونيسيا وكمبوديا وشرق آسيا يسعون للتفوق الرياضي وسط ظروف حياتية صعبة.
أكثر من ملف تقدمه ماجازين إن في الاقتصاد والسياسة والأدب والفن، باللغات الكورية والإنجليزية والعربية، وبمشاركة أكثر من 60 شخصية مرموقة في عالم الكتابة والصحافة، في آسيا والعالم العربي.
الملف الأول عن زيارة الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو للعاصمة الكورية الجنوبية، وفوزه بجائزة جمعية الصحفيين الآسيويين في التنمية للعام 2016، ولقائه مع أبناء الجالية الإندونيسية في جامعات سيئول.
أما الملف الثاني فيقدم نخبة مقالات لبعض المشاركين في منتدى الصحافيين للسلام العالمي، الذي استضافته جمعية الصحفيين الكوريين، وخصص لنقاش وحدة الكوريتين،وهما الدولتان الوحيدتان اللتان لا تزالان منفصلتين منذ توقيع هدنة الحرب بين الكوريتين في 27 يوليو 1953. والملف كتبه من الهند المخرج برامود ماتور، والإعلامية نيليما ماتور، ومن الباكستان الصحفي نصير إعجاز ومن مصر د. رشا عبد الله، ومن سنغافورة آيفان ليم الرئيس السابق لجمعية الصحفيين الآسيويين.
ومن المشاركين في مقالات الرأي ورحلات ماجازين إن إلى أركان القارة الآسيوية؛ نور الله داود، الرئيسة السابقة لإتحاد الصحافيين في ماليزيا، وتامتا جيجافاديز ، الصحفية بوكالة أنباء إنتر بريس، جورجيا ، وأكمارال ساباتار الصحفية في مؤسسة إن تي إس القرغيزية، وألدانا أوسوبوفا الصحفية في وكالة أنباء تنجري، كازخستان، والصحفي التركي المقيم في كوريا محمد فاتح أوستارزو الذي يكتب عن مدينة طوكيو، بجانب عشرات الأسماء الكورية.
ويواصل أشرف أبو اليزيد رحلته إلى إمارة الفجيرة، مخصصا كتابته هذه المرة عن مهرجانها الدولي للفنون، ورياضاتها الشعبية، وميناء الفجيرة الذي يعد رئة الدولة الاقتصادية، ويختتم بزيارة درة عمارتها الجديدة؛ مسجد الشيخ زايد في الفجيرة.
ومن أطرف الموضوعات تأتي رحلة بيشنو جوتام، وهو صحفي من النيبال، ليستقصي أسرار قنص فياجرا الهيمالايا، وهي الديدان التي يجففها رهبان التبت وتمنح قوى استثنائية، وتسمى ياراساجومبا، ويسعى إلى جمعها الآلاف من النيباليين القاطنين في 12 مقاطعة بقمم جبال الهيمالايا.
وفي القسم العربي تحقيق أعده من القاهرة خالد حماد عرض فيه لاّراء حول اشتباك مثقفي المنطقة العربية بالإبداع الآسيوى، بين حضورة وغيابه ، بمشاركة عميد مترجمي الصينية إلى العربيةالدكتور محسن فرجاني، والمترجمة ميرا أحمد، والشاعر والمترجم محمد عيد إبراهيم ودكتور زين عبد الهادي والكاتب والقاص شريف صالح والشاعرة والروائية التونسية إيناس العباسي، والصحافي والكاتب الفلسطيني أوس داوود يعقوب والشاعر المغربي محمد مقصيدي، والشاعر سمير درويش والشاعر والناقد أسامة الحداد.
وتلتقي ماجازين كذلك إن بحسن حميده وهو مبدع سوداني يروي حياة المهاجرين إلى ألمانيا، بدأت رحلته قبل ربع قرن إلى ألمانيا. استقر هناك بعد الدراسة، وأصبح أستاذا في علوم التغذية. لكن قلمه المبدع، الذي قدم حكايات شعبية عن بلده الأم؛ السودان، تحرك من جديد ليروي قصص المهاجرين الجدد إلى أوربا.
في زاوية جاليري لهذا الشهر تستضيف المجلة أعمال التشكيلي اليمني حكيم العاقل، وفي زاويتها ما بين السطور تختار رضوى أشرف خمسة كتب لتعرض لها بإيجاز؛ ليلة الريّس الأخيرة لـياسمينا خضرة، و”حفيد سندباد” لـ حبيب عبد الرب سروري، و”انتكاسة الانتفاضة العربية: أعراض مرضية” لـ جلبير الأشقر، و”بنات التنين” لـ ويليام أندروز، و”ماكس وتمارين اليوجا الساخطة” لـ كاران باجاج.
الكاتبة الأردنية نجوى الزهار تقدم رحلة في عالم جلال الدين الرومي ، متوقفة عن باب الاحتراق ولقاء الشاعر الصوفي بملهمه ومعلمه شمس تبريز.
في “آسيا العربية” يأخذنا الكاتب الروائي محمد سيف الرحبي إلى سوق مطرح، أو سوق الظلام، في بلاده سلطنة عمان، حيث الكثير مما يجذب الزائر الى هذا المكان، العمق التاريخي والحاضر الجمالي، لمعبر قديم نحو مواطن الرزق في الأماكن البعيدة، حيث شواطىء الهند وايران وباكستان وغيرها تنتظر المبحرين من الزرقة المواجهة للسوق لتقلهم الى بلاد بعيدة، حاملين معهم التمر والليمون التي كانت يشتهر بهما الشمال العماني واللبان من جنوبها.
في افتتاحيته لهذا العدد يكتب أشرف أبو اليزيد أن كل الأفكار التي ننادي بها ستظل حبرا على ورق ما لم ننزل بها من سماء الخيال إلى أرض الواقع، لذلك أشعر بفرح وفخر شديدين لتجربتنا في جمعية الصحفيين الآسيويين، حيث أن دعوتنا منذ سنوات لإنشاء طريق حرير إعلامي، يثمر، يوما بعد آخر، عبر بوابات يتلقي عندها أبناء آسيا والعالم. واللقاء ليس نهاية المطاف، وليس بغاية الأمل، لكنه بداية قويمة لتلاقح أفكار جديدة، وتبادل تجارب خصبة، وحوار يجدد الأمل حول آسيا موحدة:
“لقد أثبتت فترات الاستعمار التي أنهكت القارة الأكبر؛ بشرها ومواردها، أن التعافي منها ليس بيسير، مثلما أكدت الحروب الأهلية، بتدميرها للإنسان والمكان، أن الاستسلام لها هو الفناء عينه، وأن السلام يجب أن ينتقل من خطب الزعماء إلى أسلوب حاة وآليات عمل تمارسها الشعوب التي يجمعها هدف واحد هو إعمار الحياة … إن تجربة الوحدة الأوربية جديرة بالتأمل، كي نفيد من الإيجابي فيها، ونتجنب السلبي بها، وليست القارة الآسيوية بمقدراتها السكانية ومواردها الطبيعية وقوتها الاقتصادية بأقل مما امتلكت القارة العجوز. المهم أن يساهم طريق الحرير ـ الإعلامي والاقتصادي والثقافي ـ في تكريس الوحدة المرجوة”.
ودعا أشرف أبو اليزيد إلى لقاء ممثلي الكيانات الآسيوية، مثل منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي، ومنظمة شانغهاي للتعاون، ورابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، ودول مجلس التعاون الخليجي، وغيرها، بما يمكنه أن يبلور نموجا لورقة عمل من أجل الإتحاد الآسيوي، حيث لا بد أن تقود هذه الفكرة دول معنية بالتكامل الاقتصادي خارج حدودها مثل الصين واليابان وجمهورية كوريا وروسيا والهند وإندونيسا، من أجل مستقبل أفضل ومستحق لآسيا والآسيويين.