في الجزء القطبي من كندا، يتسم فصل الصيف بليل “مشمس” بشكل شبه دائم، حيث تغطي أشعة الشمس منطقة التندرا طوال 20 ساعة في اليوم على الأقل.
وبالنسبة إلى البعض، فإن هذا الأمر يلقى ترحيبا بعد فصل الشتاء الذي يدوم ليله أكثر من 20 ساعة أيضا، لكن بالنسبة إلى الجالية المسلمة في تلك المنطقة فإن العيش في أرض “شمس منتصف الليل” يشكل تحديا كبيرا في شهر رمضان، ذلك أن فترة الصيام تستمر طيلة ساعات النهار، والإفطار عند معيب الشمس.
والشمس في بلدة إيكالويت بمقاطعة نونافوت، شمال شرقي كندا، لا تغيب سوى 4 ساعات فقط قبل أن تعود للإشراق مجددا، حيث تشرق في الساعة الواحدة والنصف صباحا وتغيب في الحادية عشرة مساء.
وفيما يتعلق برمضان في هذه البلدة، هناك من الجالية المسلمة فيها من يحتمل الصيام طوال نحو 20 ساعة، مثل عبد الكريم، البالغ من العمر 29 عاما، الذي قال “لم أتعب ولا مرة” بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
وأضاف عبد الكريم “السبب الوحيد للتوقف عن الصيام طوال هذه المدة يوميا هو المرض أو تأثيره على صحتي”.
وفي رمضان في هذه البلدة، يلتزم غالبية المسلمين بالصيام والإفطار وفقا لما يصدر عن الجالية المسلمة في أوتاوا، التي تبعد حوالي 2000 كيلومتر إلى الجنوب من إيكالويت.
ووفقا لرجال الدين المسلمين في كندا، فقد أفتى البعض منهم بإمكانية الالتزام في رمضان بأوقات الصيام والإفطار في مكة أو بأوقات أقرب مدينة إسلامية إليهم.
وفي أوتاوا تصل ساعات النهار إلى 18 ساعة بحسب ما قال عاطف جيلاني، لكنه أشار إلى أنه أمر مقدور عليه.
ويفطر غالبية مسلمي البلدة، البالغ عددهم 100 شخص، في مسجدها الوحيد الذي انتهت عملية تشييده في فبراير الماضي، في حين تصل درجة الحرارة إلى 50 درجة تحت الصفر.
أما في منطقة يلونايف شمال غربي كندا فيعيش قرابة 300 مسلم، ولديهم خيارات عدة بحسب ما قال رئيس المركز الإسلامي في المنطقة نظيم عوان.
وقال عوان إن الحوامل والمرضى لا يمكنهم الصيام لساعات طويلة، خصوصا أن طول ساعات النهار يصل إلى 23 ساعة، وهو أمر لا يمكن لشخص عادي أن يحتمل الصيام فيه إلا إذا كان “شخصا خارقا”.
وأشار إلى أن بعض الخيارات المطروحة أمامهم، هي الصيام والإفطار بحسب توقيت مكة أو المدينة أو أقرب مدينة إسلامية.
وفي بلدة إنوفيك الصغيرة التي تبعد نحو 200 كيلومتر عن الدائرة القطبية الشمالية، يوجد نحو 100 مسلم والنهار دائم على مدى 24 ساعة يوميا، ولذلك فهم يعتمدون التوقيت في مدينة إدمونتون، التي يصل طول النهار فيها إلى 18 ساعة.
ويقول أحمد الخلف إنه وصل إلى هذه البلدة لأول مرة في ديسمبر عام 2001، وصدف أن كان ذلك في شهر رمضان.
ووفقا لأحمد، فإن الشمس لم تبزغ طوال هذا الشهر وبالطبع طوال فصل الشتاء، ولذل فقد قرر الالتزام بتوقيت الصيام والإفطار بحسب توقيت مدينة إدمونتون.
سكاي نيوز