أحبطت القوات الموالية للحكومة الشرعية في اليمن، أمس السبت، عملية تهريب أسلحة عبر البحر إلى المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال البلاد منذ أواخر 2014. وذكرت قناة العربية الإخبارية إن «المقاومة اليمنية ضبطت زورقاً محملاً بالأسلحة كان متجهاً للميليشيات»، دون إضافة مزيد من التفاصيل. وقال مصدر في المقاومة اليمنية لـ«الاتحاد»، إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ضبطت زورقاً محملاً بألف قطعة سلاح متنوعة في منطقة رأس العارة الساحلية المطلة على مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن (جنوب). وتقع منطقة رأس العارة في بلدة المضاربة بمحافظة لحج الجنوبية وتبعد إلى الجنوب الغربي عن العاصمة صنعاء نحو 306 كيلومترات. وأضاف المصدر «تم رصد القارب في سواحل رأس العارة، وصادرت القوات الأسلحة والذخائر التي كانت على متنه»، مؤكداً أن هذا القارب «كان في طريقه لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح».
ميدانياً، تواصلت أمس السبت المعارك على الأرض بين القوات الحكومية والشعبية الموالية للرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي والمتمردين الحوثيين وحلفائهم في العديد من مناطق البلاد، حيث استهدفت ضربات جوية للتحالف العربي تجمعات وتعزيزات للميليشيات الانقلابية، موقعة عشرات القتلى والجرحى في صفوفها. وتصدت قوات الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية أمس لمحاولة جديدة لميليشيات الحوثي وصالح التقدم صوب مضيق باب المندب عبر سلسلة جبال كهبوب في بلدة المضاربة في محافظة لحج على الحدود مع محافظة تعز التي تشهد نزاعاً دامياً منذ أبريل العام المنصرم. وقال مصدر عسكري في الجيش اليمني إن مجاميع من ميليشيات الحوثي وصالح حاولت التسلسل باتجاه باب المندب عبر سلسلة جبال كهبوب في المضاربة، إلا إنه تم التصدي لها وقتل وجرح عدد من المتسللين بعد اشتباكات عنيفة.
وفي مدينة تعز عاصمة المحافظة، استمرت الاشتباكات بين القوات الموالية والميليشيات التي فشلت مجدداً في التقدم في أحياء الزهراء، الحمد، وكلابة شرقي المدينة المنكوبة، فيما تواصلت المواجهات بين الطرفين في حيي المداور وعقبة بالقطاع الشرقي ذاته. وقال متحدث باسم المقاومة في تعز إن المسلحين الحوثيين قصفوا مواقع القوات الحكومية في حيي الزهراء وكلابة بالمدفعية «وبعدها أرادوا التسلل للمنطقة الخاصة بالمقاومة، وجوبهوا بكثافة نيرانية شديدة، وأُجبروا على الانسحاب إلى أوكارهم وهم يجرون أذيال الخزي والهزيمة»، لافتاً إلى مصرع أربعة حوثيين في حصيلة أولية نظراً لاستمرار المعارك. كما فجر الحوثيون منزلاً في حي ثعبات شرقي المدينة، وواصلوا حشد قواتهم في محيط مقر اللواء 35 مدرع الذي تسيطر عليه المقاومة وقوات الجيش الحكومي غرب المدينة.
وأكد المركز الإعلامي التابع للمقاومة في تعز، تكبد الميليشيات «خسائر فادحة في الأرواح والعتاد» خلال المواجهات بالمدينة في غضون الـ 24 ساعة الماضية، مشيراً إلى أن الحوثيين، وللمرة الثانية في غضون أيام، أعدموا مجموعة من أسرى المقاومة في منطقة الأعبوس ببلدة حيفان جنوب شرق المحافظة. وأضاف المركز الإعلامي على حسابه في موقع فيسبوك، أن الحوثيين منعوا انتشال جثث الأسرى القتلى في انتهاك بشع ووحشي للأعراف والقوانين الدولية.
كما قتل عدد غير معروف من مسلحي الحوثي وصالح في ست ضربات جوية على الأقل، استهدفت أمس مواقع وتجمعات لهم في بلدتي الغيل والمصلوب بمحافظة الجوف شمال شرق البلاد. في غضون ذلك، قصفت مقاتلات التحالف العربي تعزيزات ومواقع لميليشيات الحوثي وصالح في بلدة نهم القريبة من صنعاء. وأصابت أربع غارات مواقع للميليشيات في منطقة ضبوعة، واستهدفت غارتان منطقة السلاطة القريبة في وسط نهم، 40 كيلومتراً شمال شرق العاصمة اليمنية. كما استهدفت ست غارات مناطق ال سبانه والحدود وجبل يام شمال شرق بلدة نهم، حيث تواصل القوات الحكومية تقدمها صوب العاصمة منذ منتصف ديسمبر. وقتل عدد من متمردي الحوثي وصالح أمس باشتباكات مع قوات الشرعية في مدينة ميدي الساحلية الحدودية مع السعودية شمال غرب البلاد. وقالت مصادر إعلامية يمنية إن مدفعية الجيش السعودي دكت «خنادق مستحدثة تتحصن بها مليشيات الحوثي والمخلوع الانقلابية قرب منطقة الحدود» مع المملكة.

الاتحاد