أفادت هيئة تنمية المجتمع في دبي بأنها «تمكنت من جمع شمل نحو 32 مسنّاً مع عائلاتهم خلال الفترة بين العام 2014 حتى منتصف العام الجاري، في وقت اضطرت فيه لإيداع سبع حالات أخرى في المستشفى، نظراً لوضعهم الصحي المتردي وحاجتهم إلى الرعاية المتواصلة».
وتمتنع الهيئة عن إيواء المسنّين في دور الرعاية، وتعمل على تقديم الدعم والمساعدة لهم في بيئتهم الاجتماعية، حيث يعيشون بين أهلهم وأقاربهم، ولا تتخذ قراراً بوضع المسنّين في مراكز الرعاية الصحية، إلا بسبب ظروف استثنائية تتطلب المحافظة على حياتهم.
وقالت مديرة إدارة كبار السنّ في هيئة تنمية المجتمع في دبي، مريم الحمادي، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الحالات السبع تعاني وضعاً صحياً حرجاً، وتحتاج إلى الرقابة الطبية على مدار الساعة، ما دعا الهيئة إلى اتخاذ قرار بإيداعهم في المستشفى»، مشيرة إلى انه لا يوجد لهم أقارب من الدرجة الأولى مثل الأبناء أو الأخوة يمكن أن توكل إليهم مهمة العناية بهم، والتأكد من حصولهم على العلاج والرعاية المطلوبة.
وأضافت أن الهيئة تعمل على جمع شمل المسنّين بأسرهم وأقاربهم، من خلال التعرف إليهم وحثهم على الاعتناء بهم وزيارتهم دورياً، خصوصاً الأبناء والأشقاء، كما تقدم وسائل الدعم المادية واللوجستية لهم، بما يضمن حصول المسنّ على حقوقه كاملة، التي من أهمها تمتعه بالدفء العائلي والاجتماعي من دون أن يشعر بأنه عبء على أقاربه بمن فيهم أبناؤه، خصوصاً في حال كانت قدرة الأبناء المادية وظروفهم الاجتماعية لا تسمح له القيام بدورهم ومسؤولياتهم تجاه الوالدين المسنّين.
إلى ذلك، شرحت الحمادي أن من مهام هيئة تنمية المجتمع في دبي تقديم الرعاية الصحية يومياً للمسنّين الذين يعيشون بمفردهم في منازلهم، من خلال برنامج وليف المخصص للاهتمام بكبار السنّ، مشيرة إلى أن الحالات السبع التي أودعت المستشفى تقع أعمارهم فوق الـ70 عاماً، وليس لديهم من يعتني بهم في وقت يشتكون فيه أمراضاً تتطلب ملاحظة طبية خلال الـ24 ساعة.
وأوضحت أن برنامج وليف يعمل على رعاية وحماية وتحسين نوعية الحياة لدى كبار السنّ من مواطني إمارة دبي، من خلال تقديم الخدمات والبرامج والرعاية اللازمة لهم في منازلهم، عن طريق اختصاصيين اجتماعيين وقائمين بالرعاية مدربين على الاهتمام والعناية بكبير السنّ، إضافة إلى تدريب وتوعية مقدمي الرعاية المنزلية على أساليب التعامل والرعاية والممارسات الصحيحة، لجعل كبار السنّ يعيشون في كرامة واستقلالية، ما يساعد على دمجهم في المجتمع، وعدم تركهم في عزلة تسبب لهم الكثير من الأوجاع النفسية والجسدية.
وذكرت أن عدد كبار السن وصل منذ إطلاق البرنامج في العام 2011 حتى نهاية النصف الأول من العام الجاري إلى 235 مسناً، لافتة إلى ان المسجلين هم من كبار السنّ الذين يعيشون بمفردهم في المنزل، ويتلقون خدمة المتابعة الصحية من القائمين على الرعاية العاملين ضمن البرنامج.
ولفتت إلى أن القائمين على الرعاية لا يقدمون خدمات طبية وصحية، لأنها خارج نطاق تخصص الهيئة، لكنهم مكلفون متابعة الحالة الصحية للمسنّ، من خلال متابعة تلقيه العلاج وتناول الأدوية في أوقاتها، إضافة إلى الإبلاغ عن الحالات الصحية الحرجة، مضيفة أن هناك عدداً من الممرضين المتطوعين الذين يقدمون الخدمات العلاجية للمسنّين بالتنسيق مع القائمين على الرعاية.
وأشارت الحمادي إلى تولي القائمين على الرعاية مسؤولية الاهتمام بحالة المسنّ، وتوفير كل الخدمات المطلوبة له بما فيها إنجاز المعاملات والإجراءات في الدوائر الحكومية، وكذلك البقاء معهم أثناء مراجعة الأطباء وتلقي العلاج في المستشفى. وتابعت أن عدد الأنشطة التي نفذها الأخصائيون المكلفون رعاية المسنين بلغ خلال العام 2014 نحو 14 ألفاً و436 نشاطاً، مرتفعاً إلى 16 ألفاً و617 نشاطاً خلال العام 2015، فيما بلغ خلال النصف الأول من العام الجاري تقريباً 11 ألفاً و400 نشاط.
الامارات اليوم