الفجيرة نيوز- عفاف ابوكشوة: إتسعت دائرة النشاط الإقتصادي ،في إمارة الفجيرة خلال العشر سنوات الأخيرة، ولعبت منطقة الفجيرة الحرة ،دورا بارزا في إستقطاب الإستثمارات الجديدة والنوعية،و ساهمت في دعم وتعزيز الناتج الإقتصادي العام للإمارة ، كما أحدثت حراكا واسعا في مجال الإستثمار الصناعي والتجاري،وجذبت العديد من الشركات المتعددة الجنسيات ،علي الصعيد الإقليمي والعالمي .
( الفجيرة نيوز ) حاورت مدير عام هيئة المنطقة الحرة السيد شريف حبيب العوضي، لإلقاء الضوء علي الأنشطة الإستثمارية المختلفة ، وآفاق التطور الإقتصادي.
معا إلي تفاصيل الحوار:
* ما دور المنطقة الحرة في إستقطاب مشاريع حيوية جديدة ، وماذا تقدمون من تسهيلات، وسياسات وخيارات وفرص لجذب المستثمرين إلي إمارة الفجيرة ؟

* تعتبر المنطقة الحرة مؤسسة حاضنة للإستثمار، وتقوم بدور ترويجي كبير خارج الدولة، من خلال الزيارات لبعض الدول الصناعية ،والمشاركة في المعارض العالمية، والمؤتمرات ، فضلا عن تنقيح المشاريع الموجودة وتطويرها ، بجانب إضافة مشاريع مكملة لها، وإستكمال النواقص والإستفادة من المواد الخام المحلية.
أما فيما يتعلق بالتسهيلات والخدمات ، فتقدم المنطقة الحرة عدة تسهيلات لجذب المستثمرين ، أبرزها ،الإستقرار الأمني، والبيئة الصحية ،و حرية تنقل رؤوس الأموال، والإعفاء الضريبي ،و توفير شبكة طرق وطيران متكاملة، وإتاحة الفرص لجلب العمالة من مختلف الجنسيات .

* ماهي آخر الأنشطة الترويجية والزيارات الرسمية لكم خارج الدولة؟

* لقد شارك وفد رسمي من هيئة المنطقة الحرة الأسبوع الماضي بزيارة موفقة إلي دولة إيطاليا الصديقة ،والتي شملت ثلاث مدن وهي بيزارو ، فلورنسا وليفورنو ، وكذلك تمت زيارة إلي جمهورية سان مارينو. والهدف من هذه الزيارة ، عمل مسح ميداني لجميع أنشطة الإستيراد والتصدير والمصانع والمناطق الحرة والغرف التجارية والصناعية في الدول الصديقة ، وذلك للربط بين المؤسسات الإستثمارية في الشرق والغرب ، وعلي شرف الزيارة، التقينا بمجموعة من رجال الأعمال الذين يعملون في مجال الصناعات الصغيرة و اليدوية والتجارية ، كما تخللت الزيارة لقاءات رسميه مع المسولين في الغرف التجارية والمناطق الحرة والعمد و مصفاة البترول والموانئ و بعض الجامعات ، وقدم الوفد عرضا وافيا عن الأنشطة الإقتصادية في إمارة الفجيرة ، وعلي هامش الرحلة زار الوفد بعض الأندية الرياضية .

* ما هي أهم المشاريع الإستثمارية في إمارة الفجيرة؟

* لقد حدث تطور كبير الآن، مما أدي إلي تنوع المشاريع الإستثمارية في إمارة الفجيرة بخطي سريعة،والمنطقة الحرة مناط بها تحويل جميع أنواع الإستثمار إلي مشاريع إقتصادية مستدامة ، تلبي إحتياجات الناس،وتدعم الناتج الإقتصادي المحلي ، وما زالت المنطقة الحرة تتحسس طريقها لتطوير البنية التحتية ومواكبة التكنولوجيا الحديثة، لإستكمال عملية النهضة الإقتصادية ،في الإمارة ، وأبرز المشاريع ، تشمل الطاقة الشمسية، وصناعة الغزل، والملاحة البحرية،والصناعات البتروكيماوية، والملاحة البحرية والجوية، والمشاريع التكميلية التي تساهم في دعم الخدمات عامة والمؤسسات التعليمية والصحية خاصة.

* ما هو حجم الأعمال الإستثمارية علي الصعيدين التجاري والصناعي ، وما توقعاتكم للنمو الاقتصادي في منطقة الفجيرة الحرة بنهاية عام 2016 ؟

*هنالك زيادة مطردة في حجم الأعمال الإستثمارية، حيث تقدر شركات المساهمة ،والشركات متعددة الجنسيات بحوالي (3000) شركة،بمشاركة أكثر من(44 ) دولة من جميع قارات العالم، وبتكلفة تقدر بحوالي ( 4 ) مليار درهم إماراتي .
وتعمل هذه الشركات في المجالات الصناعية والتجارية والخدمات اللوجستية في مختلف الأنشطة و الإختصاصات ، الهندسية والتحويلية والصناعات البتروكيماوية ، والطاقة الشمسية، ومن المتوقع أن يحدث توسع أفقي في مجال الصناعات الثقيلة ، والملاحة الجوية والبحرية والمواني، حيث يمثل ميناء الفجيرة العامود الفقري لإقتصاد الإمارة ،و محطة هامة لتزويد السفن بالوقود ،بجانب مشروع التحلية الذي يمد الإمارة بالماء، فضلا عن التطور في صناعة الغزل والصلب ومعدات الحفر المختلفة .

* كيف تقيّم المشاريع من جانبكم ؟

هنالك مرتكزات أساسية لتقييم المشاريع ،أبرزها رأس المال، والتقنية، ونوعية المشروعات .

* ما أهم المشاريع التي تستخدم فيها الموارد الطبيعية الخاصة في إمارة الفجيرة ؟

تشرف هيئة الموارد الطبيعية، علي المشاريع التي تستخدم فيها المواد الخام المحلية ، وتشمل كسارات الحجار الجبلية التي تصنع منها الأرضيات والأسمنت وإنتاج الصوف الصخري، بجانب مؤسسات القطاع الحكومي، المتمثلة في الأنشطة البحرية والجوية ، والسياحة.

* ما هي التحديات التي تواجة المنطقة الحرة ، وما تصوركم لآفاق الحلول لها ؟

* يمثل مورد الطاقة الكهربائية، أكبر التحديات التي تواجه تطور الصناعات الثقيلة، في الإمارة ، بجانب بعض مقومات البنية التحية ،المتمثلة في شبكات التصريف والطرق والجسور. وفي واقع الأمر بدأت بالفعل حكومة الفجيرة في وضع خطة إستراتيجية تهدف إلي إيجاد الحلول الجذرية لهذه التحديات ، المتمثلة في توسعة شبكات الطاقة الكهربائية وتشييد الطرق وغيرها ، وذلك بتضافر كل جهود المؤسسات الخدمية ذات الصلة.

* يري البعض أن المشهد الإقتصادي في إمارة الفجيرة يطغي عليه الإستثمار العقاري ما ردكم ؟

* نعم أن الاستثمار العقاري يطغي علي المشهد الإقتصادي في إمارة الفجيرة ، حيث يسعي أصحاب العمل التقليديين في البحث عن الربح السريع والعائد المضمون، إذ إن إرتفاع تكلفة إنتاج المشاريع الصناعية والتجارية الكبيرة ،لا يخلو من المغامرة ، بالنسبة للمستثمرين ، الذين يشيرون إلي القول المأثور ( العقار يمرض ولا يموت) وبالتالي يفضلون الإستثمار في مجال العقارات ، لكن الأجيال الناهضة يمكن أن تحدث تغييرا كبيرا في خارطة المشهد الإقتصادي ، والمشاركة في إنتاج مشاريع صناعية كبيرة .

* شهدت إمارة الفجيرة تطورات إقتصادية وعمرانية واسعة ، ما تصوركم لإستكمال تنفيذ المشاريع الطموحة التي تساهم في تحقيق أهداف رؤية الإمارات (2021)؟

* تمثل المنطقة الحرة نافذة إستثمارية، تنطلق منها المشاريع الطموحة المستمدة من رؤية الإمارات (2021 )، حيث أصبح المشهد الاقتصادي في إمارة الفجيرة آخذا في النمو و النهوض خاصة و أن الدولة وفرت كل الإحتياجات الأساسية التي تدعم تحقيق المشاريع الإستثمارية الصغيرة والمتوسطة و الكبيرة ، التي وضعت ضمن الخطة الإستراتيجية للإمارة . وفي سياق متصل نحن نفتخر بأن (30%) من الناتج الاقتصادي العام للدولة تمثله المناطق الحرة، ومنطقة الفجيرة الحرة تتكيف مع سياسة العرض والطلب لكي تواكب متطلبات السوق ،وتؤدي دورا أكثر بروزا في توسيع دائرة، البنية التحتية في المستقبل .

تصوير: احمد نور