أعلن المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أمس السبت، انتهاء المشاورات التي بدأت في الكويت في أبريل الماضي، على أن تعقد جولة جديدة من المباحثات بين أطراف الأزمة بعد شهر، وقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن نهاية الميليشيات الإنقلابية قد اقتربت، في حين أعرب رئيس وفد الشرعية عبد الملك المخلافي عن أسفه لانتهاء مشاورات الكويت دون تحقيق السلام.
وفي مؤتمر صحفي بالكويت العاصمة، قال ولد الشيخ أحمد إن جولة المباحثات المقبلة ستعقد بعد شهر على أن «يحدد مكانها لاحقاً»، مشيراً إلى أن الوفدين قدما ضمانات للمشاركة في المشاورات المقبلة.
وكشف ولد الشيخ أحمد أن الأمم المتحدة لا تريد «حلاً هشاً للأزمة اليمنية»، وأن المحادثات تطرقت إلى ملفات حساسة وشائكة، مشيراً، من جهة أخرى، إلى أن الوضع الإنساني والاقتصادي شهدا تراجعاً خطيراً في اليمن.
وطالب الأطراف اليمنية بتنفيذ سلسلة إجراءات لبناء الثقة و«تقديم تنازلات والتقدم خطوة نحن الآخر» لتحقيق تقدم في المشاورات التي تعقد تحت سقف قرار مجلس الأمن 2116 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني. وأكد أن وفدي الحكومة والمتمردين أكدا التزامهما ضرورة التوصل لحل سلمي للأزمة في اليمن.
وأضاف أن جمع المشاركين على طاولة حوار واحدة إنجاز في حد ذاته، وأن الأطراف تقدمت بمقترحات مكتوبة بشأن تنفيذ القرار الأممي.
وقال ولد الشيخ أحمد إنه سيتم تناول القضايا السياسية عقب الانتهاء من قضيتي الانسحاب وتسليم السلاح، مشيراً إلى أن الجولة المقبلة ستشمل ضم خبراء عسكريين من الأطراف، وأكد أن القرارات المصيرية كافة في اليمن يجب أن تكون جامعة وغير أحادية.
وأكد المبعوث الأممي أن مشاورات السلام اليمنية ستدخل مرحلة جديدة يجري التركيز خلالها على العمل مع كل طرف على حدة لبلورة التفاصيل الدقيقة والتقنية. وقال إن الهيكلية وآلية العمل للمشاورات ستتغير خلال الأسابيع المقبلة «إذ أننا سنترك المجال للأطراف لاستشارة قياداتهم وسنعمل مع كل طرف على حدة لبلورة التفاصيل الدقيقة والتقنية».
وشدد على أن الحل المستدام في اليمن هو الحل الذي يعمل عليه بتروٍ ودراسة وبعد نظر محذرا من أن كل حل متسرع سيأتي مبتورا وناقصا.
وقال إن جميع الجهود التي قام بها لن تصل إلى حل كامل في حال لم تسع الأطراف اليمنية إليه، محملا الوفود المشاركة مسؤولية كل تأخير لمسار السلام.
وأشار إلى صعوبة الوضع الحالي في اليمن، ولاسيما الوضع الاقتصادي داعيا الأطراف اليمنية إلى توحيد الجهود لعدم تحميل الشعب اليمني المزيد من المعاناة.
بدوره، أعرب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، عن أسفه لانتهاء مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها الكويت من دون تحقيق السلام الذي يتطلع إليه الشعب اليمني.
واتهم المخلافي في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وفد الانقلابيين بعرقلة مشاورات الكويت والإصرار على استمرار الحرب.
وأضاف «سنستمر في دعم جهود المبعوث إسماعيل ولد الشيخ أحمد» الهادفة إلى التوصل لحل نهائي وشامل للنزاع وتحقيق السلام في اليمن.
وخلال اتصال هاتفي مع قناة «سكاي نيوز عربية» قال المخلافي، إن الدول الداعمة للحوثيين هي من أجبرتهم على رفض اتفاق السلام، في إشارة إلى إيران التي تقف وراء المتمردين.
واعتبر وزير الخارجية اليمني العمليات العسكرية للجيش اليمني في نهم والجوف «رداً طبيعياً على اختراقات الانقلابيين للهدنة»، مؤكداً أن «الحل العسكري أحد الخيارات المطروحة». وقال المخلافي إن المتمردين الحوثيين يرفضون السلام، وبالتالي «سيواجهون القوة حتى ينصاعوا للسلام» حسب تعبيره.
إلى ذلك، قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أن نهاية الميليشيات الانقلابية قد اقتربت، وأن ارتكابها للمجازر والاغتيالات والاختطافات يعكس همجيتها وبربريتها.
جاء ذلك في برقية تعزية بعث بها هادي إلى عائلات المشايخ الأربعة الذين أعدمتهم ميليشيات الحوثي والمخلوع في محافظة البيضاء.
وكان الوفد الشرعية اليمنية قد التقى أمس نائب وزير الخارجية الكويتي خالد سليمان الجار الله، لتوديعه بعد انتهاء فترة المشاورات، وخلال اللقاء عبر رئيس الوفد الحكومي عن شكر وتقدير الحكومة والقيادة اليمنية للكويت حكومة وشعبا لاستضافتهم مشاورات السلام، والجهود الكبيرة التي بذلتها وما زالت تبذلها دولة الكويت في دعم عملية السلام والمشاورات في اليمن وتحملها عناء الاستضافة خلال الثلاثة الأشهر الماضية.
وقال المخلافي «إن ما قام به الأشقاء في الكويت أمر ليس بمستغرب، والشعب اليمني يكن لهم كل الحب والتقدير ولن ينسى مواقفهم الداعمة لليمن»..مشيراً إلى أن التاريخ سيسجل للكويت مواقفها الأخوية الصادقة في أنصح صفحاته.
وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية رئيس الوفد الحكومي، استمرار التواصل مع الكويت ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمجتمع الدولي لدعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد من أجل التوصل لسلام دائم ينهي الانقلاب ويعيد مؤسسات الدولة والأمن والاستقرار إلى اليمن.
من جانبه، عبر نائب وزير الخارجية الكويتي عن سعادة الكويت باستضافة المشاورات خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أنها كانت تتطلع إلى أن يتم التوصل إلى سلام يعيد لليمن أمنه واستقراره.
الاتحاد