نجح أطباء مستشفى المفرق، إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة”، في علاج مريض عشريني كان يعاني من 15 ورما سرطانيا متفاوت الحجم في رئتيه دون استئصال الرئة.

وتتميز هذه الجراحة في أن الحالة نادرة نظرا لعدد الأورام السرطانية المنتقلة إلى الرئتين، كما أن الأورام المستأصلة تراوحت في قطرها ما بين 4 سم و 0.8 سم.

وتمت الجراحة في جلسة واحدة استغرقت 8 ساعات متواصلة استطاع بعدها المريض البقاء على التنفس الاصطناعي لساعات محدودة، ومكث في العناية المركزة ليوم واحد، ثم غادر العناية وهو يتنفس طبيعيا.

وتعد هذه الحالة الأولى من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي يتم فيها استئصال أورام من الرئتين، كما تعتبر دليلا على نجاح نهج فريق متعددي التخصصات الذي يتبعه مستشفى المفرق.

وأوضح الدكتور علاء الدين معـراوي رئيس قسم الأورام في المستشفى والحاصل على البورد الأمريكي في أمراض الأورام أن مجموعة من الأطباء متعددي التخصصات المشرفين على الحالة قرروا وضع خطة علاج كاملة للمريض تبدأ باستئصال الورم الخبيث الأساسي أولا، تلاها 12 أسبوعا من الجلسات الكيماوية للسيطرة على انتشار السرطان الخبيث في الرئتين، وأخيراً جراحة بالليزر لاستئصال الأورام المنتشرة في الرئة، وبالتالي ضمان حصول المريض على أفضل الحلول العلاجية الممكنة.

وقال الدكتور أمجد الشريف استشاري الجراحة الصدرية والحاصل على البورد الأمريكي في جراحة الصدر والجراحة العامة ومدير برنامج الجراحة الأكاديمي في المستشفى: إن ما يميز هذه العملية صعوبة وندرة الحالة وعدد الأورام الكثيرة في كلتا الرئتين وقرب أحد الأورام من غشاء القلب والأوعية الكبرى المغذية للرئتين والقلب، حيث تطلبت خطتنا إجراء الجراحة في يوم واحد ولكلتا الرئتين لتجنب تعريض المريض لعمليات متكررة وما قد يرافق كل عملية من أعراض جانبية واحتمال عودة الأورام للنشاط في فترات النقاهة ما بين كل عملية استئصال وأخرى.

وأضاف: “بذلنا جهدا كبيرا للمحافظة على وظائف الرئة والمحافظة على الأقسام السليمة من الرئتين، بحيث خرج المريض من وحدة العناية المركزة في اليوم التالي وبدون تنفس اصطناعي “.

وتحدث الدكتور محمد العساس استشاري حاصل على البورد الأمريكي في جراحة الأورام عن تفاصيل الجراحة، لافتا الى أنهم استخدموا فيها تقنيات حديثة ساعدت في تحديد موضع كل ورم بدقة بناء على التصوير الطبقي المحوري السابق للجراحة واستئصالها بالليزر من دون اللجوء إلى الجراحة المفتوحة وكانت لخبرة الأطباء أهمية ملحوظة بإيجاد كل الأورام المنتشرة في الرئتين.

وام