د. موزة أحمد راشد العبار
المتعارف عليه علمياً برأي علماء «علم الإدارة» أن إدارة الأزمات هي: كيفية التغلب على الأزمات بالأدوات العلمية والإدارية المختلفة من خلال: «التقدير المنظم والمنتظم للأزمة» التي تُهدد سمعة المنظمة وبقاءها للعمل على حفظ أصول وممتلكات المنظمة وقدرتها على تحقيق الإيرادات والمحافظة على سلامة الأفراد من المخاطر المختلفة والبحث عن المخاطر المحتملة ومحاولة تجنبها أو تخفيف أثرها في حال عدم تمكنهم من تجنبها بالكامل، ولقد أشادت وسائل إعلام محلية وعربية وعالمية بالاحترافية العالية التي تعامل بها رجال الإنقاذ في دبي مع حادث الطائرة في مطار دبي الدولي، مشيرة إلى الزمن المستغرق لإخلاء جميع الركاب وعددهم (300 راكب) بهذه السرعة الفائقة وهذا يعد تطوراً وتقدماً مذهلاً في سياق مجال تطبيق إجراءات أنظمة إدارة السلامة.
وأشادت هذه الوسائل الإعلامية بجاهزية ويقظة وسرعة استجابة فرق العمل في مطار دبي الدولي وشركة «طيران الإمارات» في إنقاذ ركاب طائرة الإمارات التي تعرضت لحادث أثناء عملية هبوطها.. ونذكر هنا بعض الإشادات لمؤسسات إعلامية أجنبية مختلفة أجمعت على كفاءة واقتدار دبي ومطاراتها و«طيران الإمارات» في إدارة الأزمة المذكورة، فقد نقلت عن صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية مقالها حول «وفاة جاسم البلوشي» أحد أبطال الدفاع المدني بعد إنقاذ حياة 282 مسافراً بالإضافة لطاقم الطائرة، مشيدة بالحرفية والشجاعة التي أظهرها الشهيد في سبيل إنقاذ ركاب الطائرة برفقة زملائه أفراد طواقم الإنقاذ.. مؤكدة أن «طيران الإمارات» لا تزال الأفضل في العالم.. بينما نشر موقع «اليوم السابع» المصري: بعنوان «يحدث فقط في دبي».. إخلاء طائرة الإمارات من راكبيها في وقت قياسي.. أول سيارة إطفاء وصلت بعد 45 ثانية.. وخمس دقائق كفيلة بإجلاء الركاب.. وأشارت قناة «سي إن إن» إلى أن التعامل مع حادث «طيران الإمارات» تم بصورة مثالية، وإخلاء الطائرة جرى في غضون دقائق.
فيما اعتبرت «نيويورك تايمز» أنه لن يكون للحادث أي تأثير في سمعة الناقلة، وستظل الأفضل بالعالم من حيث الأمان وجودة الخدمات، لافتة إلى شجاعة التعامل مع هذا الحادث وإخماد الحريق في وقت قياسي وإجلاء جميع المسافرين.
ورأت صحف: «وول ستريت جورنال» و«ديلي ميرور البريطانية» و«لوس أنجلوس تايمز».. أن سرعة إجلاء الركاب تعكس مهنية فرق الدفاع المدني والجهات المختصة في مطار دبي الدولي.
أما «ديلي ميل» البريطانية فقالت إن عدم تسجيل أي حالة وفاة بين المسافرين وطاقم الطائرة، يؤكد حرص السلطات في دبي على تأمين سلامة وحياة الجميع. بينما قالت صحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» الأسترالية: إن الطائرة كانت تضم راكبين من أستراليا، متسائلة عن سر الكفاءة العالية للفرق المختصة التي تعاملت مع الحادث وخروجهم بالركاب وطاقم الطائرة إلى بر الأمان.
بينما علقت صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية: إن نجاة جميع ركاب وأفراد طاقم طائرة الإمارات التي هبطت اضطرارياً في مطار دبي الدولي كانت معجزة! ورجحت الصحيفة أن سبب نجاة الركاب قد يكون «طول المدرج» الذي هبطت عليه الطائرة، حيث نقلت عن أحد الركاب الناجين، وهو هندي الجنسية، قوله: «لقد نجونا، ولا أصدق ذلك، لقد نجونا جميعاً، إننا نجونا لأننا في دبي». وقال إن المدرج كان طويلاً بدرجة كافية لتتم معالجة الموقف.
لقد واصل مطار دبي الدولي تسجيل معدلات نمو مرتفعة خلال العام 2016، حيث صعد عدد مستخدمي المطار إلى 40.5 مليون مسافر خلال النصف الأول من العام الجاري، بزيادة نسبتها 5.8% مقارنة بالنصف الأول من العام 2015.
وذكرت مطارات دبي في تقريرها الرسمي الأخير، أن مطار دبي تعامل مع ما مجموعه «40 مليوناً و506 آلاف و456 مسافراً» خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري مقارنة مع «38 مليوناً و299 ألفاً و288 مسافراً» في الفترة المناظرة من العام الماضي.
استطاعت طيران الإمارات أن تحصد جوائز عديدة عالمية ودولية لا حصر لها في حيز المقال.. وآخرها حصد ثلاث جوائز ضمن جوائز بيزنس ترافلر لعام 2016 كان أبرزها الجائزة المرموقة أفضل ناقلة جوية في العالم إلى جانب جائزتين أخريين وهما أفضل درجة سياحية وأفضل أطقم خدمات جوية.
كما نالت طيران الإمارات جائزة «أفضل ناقلة جوية في العالم 2016» ضمن جوائز سكاي تراكس للناقلات الجوية العالمية 2016. كما حصلت على جائزة «أفضل نظام ترفيه جوي في العالم» للسنة الثانية عشرة على التوالي، وجائزة «أفضل ناقلة جوية في الشرق الأوسط».
وللعلم يجري منح جائزة أفضل ناقلة جوية في العالم اعتماداً على نتائج أوسع مسح وتصويت للمسافرين على مستوى الصناعة. ومنحت جوائز سكاي تراكس لهذا العام استناداً إلى آراء 19.2 مليون شخص من 104 دول، وشمل 280 شركة خطوط جوية.
ويقيس مسح سكاي تراكس معايير الجودة عبر 41 مؤشراً للأداء في المنتجات والخدمات المقدمة.
لقد بذلت إمارة دبي جهوداً مضنية برؤية قيادتها الرشيدة ذات الفكر الملهم، في تأسيس وتوطيد كافة العوامل التي من شأنها أن ترسخ مكانتها إقليمياً وعالمياً، حيث استثمرت في بنيتها التحتية.
وعززت قدرات ومهارة الكفاءات البشرية، ووضعت رؤيةً طموحاً تمكنها من مواكبة تقدمها وتطورها ومنافستها لكبرى دول العالم حداثة وتقدماً حتى ما بعد عام 2020 لتؤكد أنها المدينة الآمنة والأجمل في العالم.
رحم الله فقيد الوطن البطل الشهيد جاسم البلوشي وألهم ذويه الصبر والسلوان.
البيان