الفجيرة نيوز – عفاف أبوكشوه:
نشأت السيدة مريم علي الحمودي، وشبت بين أحضان وادي الوريعة، وجباله الشامخة ووديانه ذات المناظر الطبيعية الساحرة، التي تكسوها الخضرة معظم أيام السنة ، ومن هنا جاء عشقها للطبيعة الخلابة .
ولجت الأستاذة مريم مجال العمل مبكرا، في بلدية الفجيرة، مسؤولة عن التنسيق البيئي،ومن ثم إنتقلت إلي هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، في منطقة خورفكان،وهي أم لستة أبناء ، وتدرس حاليا في جامعة الفجيرة لتطوير وترقية الجانب الأكاديمي .
إنطلاقا من هذه الخلفية الإجتماعية الحافلة بالعطاء، تشكلت شخصية مريم الطموحة الصبورة ،والمثابرة علي التمييز دوما.
بدأت حكاية،سفيرة البيئة والإخضرار ،والجمال مع النباتات الجبلية ،من إحدى الرحلات الأسرية، التي درج زوجها المهندس الزراعي أحمد الحمودي علي ترتيبها سنويا مع أسرته في العطلات الصيفية، في منطقة وادي الوريعة ،للترفيه والبحث عن النباتات الطبيعية ،العشبية منها والطبية.
وذات مساء أثناء تجوالهما بين سفوح الجبال ،عثرت مريم علي بعض النباتات غير المعروفة، و بعد فحصها،تأكد لها أن هذه المجموعة تعتبر من النباتات شبه المنقرضة، و أعربت مريم عن سعادتها بهذا الإكتشاف، ،وصممت علي رعاية الشتلات وحملتها إلي مزرعتها ووضعتها في مشتل خاص وعملت علي رعايتها وإكثارها .
هنا كانت ضربة البداية ،ومن ثم إزداد شغف و إهتمام مريم علي تنمية وإحياء النباتات الجبلية النادرة، وبعد فترة قصيرة تحول المشتل الصغير إلي مشروع كبير ،أطلقت عليه إسم (جذور ) في منطقة البدية ،وسعت مريم الى تجميع النباتات البرية النادرة ، وشبه المنقرضة، وسجلت في مدونتها الخاصة ،أكثر من مائة نوع۔ أبرزها حسب المسميات المحلية ،( الشوع الجبلي، العشرج السمر،الغاف ، الظفر، الغزغاز، السريو، الصقل، العسبق، ونبات الغلي، والشحس، السدر، الطلح، المرخ، السحا، الأرى، الصخبر، الحناء، والفاغي )، حيث تم إدراجها في سجل النباتات البرية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
فتبلورت فكرة المشروع وتوسعت ،بعد أن طرحت مريم دراسة جدوى موسعة إلي إدارة جمعية الفجيرة الخيرية ،والتي من جانبها تبنت المشروع،و قدمت له الدعم المادي والمعنوي . والآن أصبح ضمن مشاريع الأسر المنتجة التي ترعاها الجمعية ،والذي يعد الأول من نوعه في المنطقة الشرقية.
واللافت أن المشروع أصبح محط إهتمام العائلة، حيث يشارك الزوجان و الأبناء بهمة ونشاط في كل التفاصيل من رعاية وسقاية .
وتطمح السيدة مريم في توسيع رقعة مشروع (جذور ) ليصبح مشروعا قوميا يدعم النهضة الاقتصادية ،ويعزز دور المرأة ،كشريك أساسي في العملية التنموية ،لاسيما البصمة البارزة التي سجلتها المرأة الإماراتية في مختلف الميادين،و التي تعبر عن رؤى وإستراتيجية الدولة .
وتأمل مريم أن تساهم في رفع إسم دولة الإمارات في المحافل الإقليمية و الدولية.
كما أن إرتباط السيدة مريم وحبها للزراعة حفزها ايضا للمضي قدما في إعداد كتاب متخصص تحت عنوان (التنوع النباتي في البيئة الجبلية ) في إمارة الفجيرة .
وعلي الصعيد الإعلامي منحتها قناة الحرة الأمريكية لقب (سفيرة البيئة) .