أنقذ فريق طبي في أبوظبي، شاباً مواطناً (20 عاماً)، تعرّض لإصابة بليغة في الرأس أدّت إلى حدوث كسور في الجمجمة، وتعرّض المخ لإصابة بليغة أدّت إلى تلف واضطرابات في الأعصاب، نتج عنها وفاة سريرية، حسب التقارير الطبية لتشخيص المريض.

وعمدت الجهات الطبية المختصة في أبوظبي، بمراسلة العديد من المستشفيات المحلية والخارجية، بهدف إنقاذ الشاب المصاب وعلاجه، وكانت هناك صعوبة في سفره للعلاج في الخارج، نظراً لحالته الحرجة، وبعد الاطلاع على التقارير الطبية من قبل الكادر الطبي في مستشفى يونيفرسال، ومن خلال التواصل مع أحد الاستشاريين الزائرين، تبنى المستشفى علاج الحالة، وتم نقل الحالة من المنطقة الغربية إلى مبنى المستشفى في مدينة أبوظبي على متن طائرة مروحية، وإخضاعه لعملية جراحية استمرت ست ساعات.

وقال رئيس التخطيط الاستراتيجي واستشاري الأعصاب وعلاج الألم في المستشفى عضو طاقم العملية الجراحية، الدكتور حسنين حيدر شاه، إن «الحالة كانت في وضع حرج للغاية، وشخصت وفاة سريرية، وعند نقل المصاب إلى المستشفى تم وضعه في العناية المركزة والبدء بإجراء التشخيص الدقيق له، حيث تبين أن أجزاءً من المخ لاتزال حيّة، ويمكن من خلالها علاج المريض».

وأضاف أن «من حُسن حظ المصاب أن استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، بروفيسور هارون شودري، كان يشارك في مؤتمر طبي بدبي، وتم تزويده بالتقارير الطبية أولاً بأول، وقرر الاطلاع على الحالة بشكل مباشر، وعند حضوره طلب إدخال المريض إلى غرفة العمليات، وشارك الطاقم الطبي في العملية الجراحية، التي استمرت ست ساعات، تم خلالها عمل عمليتين، واحدة للجهاز التنفسي لضبط كمية الأوكسجين الواصلة إلى الدماغ وأجهزة الجسم وإبقائها ضمن معدلها الطبيعي، والعملية الرئيسة تمثلت في ربط أعصاب المخ».

من جانبه، أفاد الرئيس التنفيذي للمجموعة، حمد أحمد الحوسني، بأن «نسبة تحسّن حالة المريض بلغت بعد إجراء العملية، أكثر من 35%، وتم إزالة الأجهزة ليقوم الجسم بوظائفه بشكل طبيعي»، مشيراً إلى أن «الفريق الطبي استخدم أجهزة طبية نادرة ودقيقة مخصصة للتعامل مع مثل هذا النوع من الإصابات الحساسة، التي يتعرّض لها الدماغ، أو العمود الفقري، أو أي جزء من الجهاز العصبي في الجسم، فضلاً عن قدرتها في التعامل مع الأورام المتنوّعة».

وأشار إلى أن «المستشفى قام على الفور ضمن برنامج العلاج طويل الأمد، بمتابعة حالة المريض لاستكمال العلاج، وتم إرساله إلى أحد المستشفيات المتخصصة في الولايات المتحدة، حيث استعاد المريض أكثر من 75% من وضعه الصحي الذي كان عليه قبل الإصابة، وبات قادراً على الكلام ببطء، وتحريك أصابعه وأداء بعض الحركات»، مؤكداً أن «المستشفى يسعى إلى تحقيق جهود حكومة أبوظبي في تأمين العلاج للمرضى داخل الدولة، حيث تم إبرام العديد من الاتفاقات محلياً وخارجياً، لتحقيق هذه الغاية».

الامارات اليوم