افتتح حمد سعيد الشامسي سفير الدولة في لبنان رسمياً مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في بلدة شبعا بحضور الوزير السابق خالد قباني ورئيس مجلس أمناء جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية المهندس أمين الداعوق ورئيس اتحاد بلديات العرقوب ورئيس بلدية شبعا محمد صعب وعدد من رؤساء البلديات والفاعليات وحشد من الأهالي.

وتفقد الشامسي الأقسام الداخلية للمستشفى واطلع على سير العمل في اليوم الأول، كما استمع إلى مطالب المرضى والمراجعين، وحرص خلال الزيارة على التبرع بالدم، ثم وضع حجر الأساس لمبنى الأطباء التابع للمستشفى.

وقدم الشامسي التهاني ببدء تشغيل المستشفى تحت إشراف جمعية «المقاصد»، وشكر كل من ساهم في إنجاح هذا المشروع وذلل عقبات العمل فيه طوال 8 سنوات، موضحا بأن الإمارات ستدعم المستشفى بـ 10 ملايين دولار بالتعاون مع وزارة الصحة بحسب الاتفاق المبرم بين الجانبين».
وقال: «وضعنا اليوم حجر الأساس لمبنى الأطباء بتكلفة 4 ملايين دولار وسيستغرق العمل فيه سنة كاملة وهو سيقدم خدماته الطبية للأهالي في كل المناطق ولاسيما في القرى والبلدات الجنوبية». وأضاف: «هذا العمل الإنساني لدولة الإمارات يأتي تكملة لمشاريع سابقة وأهمها مشروع نزع الألغام في الجنوب التي فاقت تكلفتها 70 مليون دولار لأن سياستنا الإنسانية لا تفرق بين المناطق أو القرى وما نسعى اليه أن تصل أعمالنا الخيرية الى كل من يحتاجها».

وشدد على أن رسالتنا إنسانية عربية وهي تقوم على المحبة والتقدير لكل لبناني، ومن هنا وعدنا ووفينا بوعد افتتاح مستشفى الشيخ خليفة للتأكيد أننا مستمرون بمساعدة لبنان وشعبه الطيب». بدوره، قدم رئيس مجلس أمناء جمعية المقاصد أمين الداعوق الشكر لدولة الإمارات ومؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية على الثقة التي وضعتها بجمعية المقاصد لإدارة المستشفى.

وقال: «سنقوم بكل الجهود الممكنة لكي نخدم هذا المستشفى ونطوره ونصل به الى أعلى المستويات الطبية لأن الغاية هي أفضل خدمة للمواجعين والحفاظ على الأمانة التي تركتها الإمارات بين أيدينا للحفاظ عليها وصونها».

وأثنى على مساعي السفير الشامسي الذي كرس كل جهوده وإمكانياته كي يكون لشبعا وأهلها والقرى المجاورة مستشفى يضع حداً لمعاناتهم الإنسانية.

واعتبر رئيس اتحاد بلديات العرقوب ورئيس بلدية شبعا محمد صعب أن انطلاق العمل دليل على بداية لمرحلة كلها أمل وعطاء ومستقبل واعد ينهي سنوات من العذاب، واصفا الخطوة بالجريئة لأن المستشفى يشكل حاجة ملحة وضرورية». أما مدير ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية في سفارة دولة الإمارات لدى لبنان مسلم المنصوري، لفت إلى أن الإمارات تولي أهمية كبيرة للمساعدات الإنسانية تحقيقاً لمبادئ العطاء التي غرسها المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ورسختها قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» والتي تراعي الجانب الإنساني لاحتياجات الشعوب ولا ترتبط بالتوجهات السياسية للدولة المتلقية ودون تمييز عرقي أو ديني».
وأشار إلى أن السفير حمد سعيد الشامسي شكل لجنة لمتابعة تشغيل المستشفى بإشراف ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية لضمان تقديم خدمات استشفائية وعلاجية وفق أعلى المعايير الطبية تلبي احتياجات سكان المنطقة، وتم التنسيق مع وزارة الصحة وإدارة مستشفى المقاصد على خطة التشغيل ومواعيد افتتاح العيادات التخصصية حسب الأولوية والاحتياجات الضرورية للسكان».

وقدمت عدلا شاتيلا مدير عام العمليات في جمعية المقاصد، عرضا موجزا عن مراحل تشغيل هذا الصرح وكيفية إدارته وتنظيم وتشغيل العملية الاستشفائية من أجل صمان الجودة وفق معايير وزارة الصحة ووفق أحدث الطرق والأساليب الاستشفائية والرعائية بحرفية ومهنية عالية.

وفي ختام الجولة تفقد السفير مع الوفد المرافق المشاريع الإنمائية والتنموية التي تمولها دولة الإمارات في شبعا، وعاين كيفية سير العمل واستمع بإسهاب الى أهمية تلك المشاريع ودورها في المنطقة خاصة لجهة تسهيلها لحياة المواطنين.

في لفتة إنسانية، أطلقت سفارة الدولة في لبنان اسم «شاكر ماضي» على قسم الطوارئ في المستشفى تخليداً لذكرى الشاب الذي قضى منذ مدة متأثراً بجروحه نتيجة حادث سير، فيما قدمت والدته درعاً تكريمياً كعربون محبة ووفاء لجهود الإمارات، منوهة بهذه الخطوة البناءة لإنقاذ الأرواح.

الاتحاد