دخلت معركة تحرير سرت من قبضة تنظيم داعش الإرهابي مراحلها الأخيرة، وأحرزت القوات الليبية تقدماً كبيراً متوغلة في آخر معاقل التنظيم غداة زيارة مفاجئة وخاطفة قام بها رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج إلى المدينة.

وبالتزامن ضربت خلافات عاصفة مؤتمراً للمصالحة الوطنية تنظمه بعثة الأمم المتحدة في تونس لعدد من الفعاليات الليبية، وانسحبت مجموعة من أعضاء المؤتمر احتجاجاً على وصول وفد يمثل المجلس الرئاسي، معتبرين أن وجود الوفد يصبغ المؤتمر بصبغة سياسية.

وقال الناطق باسم العملية العسكرية في سرت رضا عيسى: إن «الهدوء يخيم على جبهات القتال في سرت، لكن القوات تستعد لحسم المعركة في المدينة، وقد دخلت هذه الاستعدادات مراحلها الأخيرة مع إعادة تنظيم القوات لصفوفها». وأضاف: «ساعة الصفر لم تحدد بعد، إلا أن الحسم أصبح قريباً جداً».

وقالت مصادر محلية: إن القوات سيطرت على الحي رقم 1 في شمال المدينة، أحد آخر معقلين في سرت، لينحصر بذلك وجود التنظيم المتطرف في المدينة المتوسطية بأجزاء من الحي رقم 3 في شرقها.

زيارة

وفي خطوة لافتة، زار السراج الأربعاء سرت للمرة الأولى منذ انطلاق عملية «البنيان المرصوص» وأكد أن قوات حكومته ستلاحق بقايا التنظيم المتطرف «أينما وجدوا» في ليبيا. وقالت حكومة الوفاق في بيان نشرته على صفحتها على موقع فيسبوك: إن السراج تفقد برفقة أعضاء آخرين في حكومته «محاور القتال بالمدينة و(..) مجمع واغادوغو» الذي كان يتحصن فيه الإرهابيون قبل أن تسيطر عليه القوات الحكومية.

وقدم قادة ميدانيون في قوات حكومة الوفاق «شرحاً وافياً عن مجريات العمليات في المدينة والوضع الحالي للمعارك، والتقدم الكبير الذي تم من أجل تحرير المدينة بالكامل» بحسب البيان.

في هذا السياق، قال مدير إدارة التواصل والإعلام في رئاسة الحكومة جلال عثمان: إن الزيارة «رسالة واضحة بأن القوات التي تقاتل في سرت هي قوات تتبع القيادة العامة للجيش الليبي وليست مجرد ميليشيات». وأضاف: «الزيارة هدفت أيضاً إلى رفع معنويات المقاتلين لأن الحسم قريب جداً»، واطلع السراج خلالها على آخر المستجدات العسكرية.

خلافات

في الأثناء، ضربت الخلافات مؤتمراً للمصالحة الليبية دعت إليه بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، التي يزور رئيسها مارتن كوبلر الجزائر حالياً. وانسحب أعضاء بارزون من الجلسة الصباحية لمؤتمر المصالحة الوطنية المنعقد في تونس برعاية الأمم المتحدة. ويأتي الانسحاب من جراء حضور ممثلي المجلس الرئاسي، الذي اعتبراه محاولة لتسييس ملف المصالحة، وخرقاً لجدول أعمال المؤتمر المقدَّم من الأمم المتحدة.

قرار

أصدرت حكومة الوفاق قراراً يتم بموجبه اعتبار «كل الشهداء والمفقودين وذوي الإعاقة المستديمة» في المعارك ضد تنظيم داعش من المشمولين بالاستفادة من المخصصات الممنوحة لأسر قتلى الجيش الليبي والرعاية الصحية الخاصة أيضاً بأفراد الجيش المصابين.

البيان