أثارت وفاة الرئيس الأوزبكستاني، إسلام كريموف، الذي حكم البلاد بقبضة من حديد لسنوات طويلة، المخاوف من تنامي خطر الجماعات المتشددة، لاسيما أن الكثير من المقاتلين الأجانب في التنظيمات المتشددة بسوريا والعراق قدموا من أوزبكستان.
فالرئيس الراحل ساهم على مدى 27 عاما في كبح بروز المتطرفين والحفاظ على الاستقرار النسبي لاقتصاد البلاد، التي تعد الأكبر في آسيا الوسطى، من حيث عدد السكان الذي يبلغ 32 مليون نسمة.

ودأب كريموف على التحذير من التهديد الذي يشكله المتشددون لاستقرار منطقة آسيا الوسطى الشاسعة المساحة والغنية بالموارد الطبيعية، لكن منتقديه يتهمونه بالمبالغة في الأخطار لتبرير إجراءاته الصارمة ضد المعارضة السياسية.

وقال عن المتشددين في خطاب أمام البرلمان عام 1996: “أشخاص من هذا القبيل يجب إطلاق النار على رؤوسهم. وإذا لزم الأمر وإذا كنتم تفتقرون إلى العزم فسأطلق عليهم النار بنفسي”.

من جانبه، ذكر جهاز الأمن القومي الأوزبكستاني أن هناك 5 آلاف من أعضاء “حركة أوزبكستان المتشددة”، الممنوعة في عدة دول بما فيها روسيا والولايات المتحدة، يقاتلون في الوقت الراهن إلى جانب تنظيم داعش، مشيرا إلى أن “نصفهم من أوزبكستان”.

ويقول خبراء عسكريون إن لدى داعش كتائب من أوزبكستان والشيشان، وهم من أخطر الإرهابيين تم تجنيدهم في مناطق مثل وادي فرغانة الواقع بين أوزبكستان وقيرغيزستان وطاجيكستان على حدود أفغانستان وهناك أيضا داغستان وهي على حدود الشيشان.

وأضافوا: “أنهم ينتقلون إلى الإرهاب بعد سجل من الجرائم، ولديهم خبرة بالإتجار بالأسلحة والناس والنقود عبر الحدود. وهذا يقسي قلوبهم بشكل أكبر من المقاتلين الذين يأتون من غرب أوروبا على سبيل المثال”.

وأوضح الخبراء أن منفذي عمليات داعش، الذين يأتون من هذه المناطق الآسيوية يتحركون داخل تركيا بحرية أكثر من العرب، وذلك لأن لغتهم وثقافتهم وعوامل التعريف العرقية تشبه خواص الأتراك، لذلك قد “يندمجوا بالمجتمع أسهل من القادمين من تونس أو ليبيا أو الصومال”.

سكاي نيوز