الإمارات دولة حباها الله بقادة استثنائيين، يتميزون بطاقة إيجابية لا حدود لها، وهم يبثون هذه الطاقة بشكل يومي في مختلف أنحاء الدولة على شكل تصريحات، وأفعال، وزيارات، وقرارات، وتوجيهات للحكومة والمسؤولين من جهة، وللموظفين والشعب بشكل عام، وهذه الإيجابية هي أحد أهم أسباب نجاح الإمارات ورقيّها وعلوّ شأنها، حتى أصبحت نموذجاً وقدوة حسنة تتمنى كثير من دول العالم الوصول إلى مستواها، ويتمنى ملايين البشر العيش فيها.
ورغم ذلك لاتزال هناك فئة سلبية في تفكيرها، تنشر هذه السلبية على شكل شماتة واستهزاء وتحليلات غير منطقية، وتُعقب سلباً بشكل غير صحيح على كثير من الأحداث والمواقف، هُم يعتقدون أنها مجرد كلمات على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها في حقيقة الأمر نقطة سلبية جداً في جدار الإيجابية والإنتاج والعمل الذي يميّز دولة الإمارات.
الأسبوع الماضي، أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وبصفته حاكماً لإمارة دبي، قرارات بإحالة مديرين تنفيذيين في بلدية دبي إلى التقاعد، لم يكن هذا القرار هو الأول من نوعه، ولن يكون الأخير، فالتقاعد سنّة الحياة، وهو النهاية الطبيعية لسنوات الجهد والعطاء والعمل لكل مسؤول، وسموه دائماً يؤمن بتجديد الدماء، لكن هذا لا يعني التقليل من شأن المتقاعدين، فهم من أبناء الوطن الذين خدموا في هذه الدائرة لسنوات طويلة، وبالتأكيد فإن لهم إنجازاتهم التي تُحسب لهم، وبشكل عام فإن قرار ولي الأمر دائماً ما يصب في المصلحة العامة، وهو الأدرى والأعلم بكيفية إصدار القرارات وتوقيت صدورها، ولاشك في أن قراراته لها كثير من الإيجابية، لكن هناك من أصر على عكس ذلك، وأطلق لمخيلته العنان للتحليل والتقليل من شأن الذين شملهم القرار، دون وجه حق، ودون النظر إلى تاريخهم وسنوات خدماتهم وعطائهم، ودون مراعاة أخلاقية لمشاعرهم وأحاسيسهم عند قراءة مثل تلك الكلمات الجارحة!
وفي اليوم ذاته، موظف في مطار دبي ضمن إدارة الإقامة وشؤون الأجانب يعمل بجد، تماماً كعادة مأموري جوازات مطار دبي، فهم من خيرة الموظفين إخلاصاً في العمل، تسبقهم ابتساماتهم، ويتعاملون بكل لطف واحترام وتقدير مع زوّار دبي، هم الواجهة الأولى التي تعكس طيبة أهل الإمارات ورقيهم، وهم يتقنون مهام عملهم ضمن هذا الإطار، فجأة يقف خلفه محمد بن راشد يتابعه بصمت، ويبدو على وجه سموه الرضا عن عمل هذا الموظف ونظرائه، لكن وبفعل فاعل يتعمّد أحد هؤلاء السلبيين تحوير الصورة لينشر شائعة مفادها أن الموظف كان يلعب بهاتفه الجوال، في حين أن الزائرة تقف مصدومة بفعله، وهو لا يدري أن حاكم الإمارة يراقب الموقف!
تأليف أقل ما يوصف به صاحبه أنه سطحي وسلبي، هي كلمات بسيطة، لكن لها أثراً سلبياً عميقاً على هذا الموظف المجتهد، وعلى أصحابه وحتى أسرته وأهله، ما اضطر إدارته لأن تصدر بياناً ترد له اعتباره، وتنفي تلك الشائعة، فهل يدرك هؤلاء السلبيون ذلك الأثر؟ وهل يعون معنى أن تكون سلبياً في بلد يتخذ الإيجابية نهجاً وطريقاً للتقدم؟!
هي ليست تصرفات فردية بسيطة، لو كانت كذلك لوأدت الشائعات قبل ظهورها، ولبقيت في جهاز من أطلقها أول مرة، لكن انتشارها، وإعادة إرسالها من قبل المئات، يعني الاقتناع بها، وهذا يعني أن فئة السلبيين ليست فقط هي من يطلق الشائعة أو الشماتة أو الإساءة، بل هي تشمل أولئك الذين يعشقون نشرها وإعادة إرسالها، لأنهم يعشقون الفعل السيئ ذاته، ويعشقون الشماتة والإساءة للآخرين، إنها أشبه بالأمراض النفسية التي لا نتمنى وجودها في مجتمعنا، فالإمارات بقادتها وحكومتها وشعبها أصبحت تلقن العالم دروساً في الإنتاج والعمل وحب الوطن والتفاني في خدمته والنهوض به، وبالتأكيد فإن معظم شعب الإمارات يرفض هذه السلوكيات السلبية المقيتة!
الامارات اليوم