طالبت الحكومة اليمنية، السلطات العراقية بتوضيح الموقف الرسمي وراء استقبالها وفد ميليشيا الحوثي الانقلابية، الذي نقل إعلامياً على لسان مسؤولين عراقيين، إن بغداد تعترف وتؤيد ما سمي «المجلس السياسي الأعلى»، المشكل من طرفي الانقلاب والمخالف لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 الذي صدر بموجب الفصل السابع من الميثاق في تحدٍ واضح لإرادة الشعب اليمني والإجماع العربي والدولي المؤيد للشرعية وإنهاء الانقلاب، فيما ترأس الرئيس عبدربه منصور هادي، أمس، اجتماعاً للهيئة الاستشارية للوقوف أمام مستجدات الأوضاع والتطورات السياسية والميدانية على مختلف الصعد.

وفي التفاصيل، قال مصدر مسؤول في مجلس الوزراء اليمني، إن «غموض الموقف العراقي الرسمي تجاه استقبال وفد ميليشيات الحوثي، والسكوت عن الترويج الإعلامي لهذا الوفد عقب لقاءاته بمسؤولين عراقيين في بغداد حول اعتراف الحكومة العراقية بالمجلس السياسي للانقلابيين، يستدعي من الرئاسة والحكومة العراقية إصدار توضيح عاجل حيال هذا الأمر». وأكد المصدر أن «جمهورية العراق من خلال عضويتها في جامعة الدول العربيةوالأمم المتحدة ساندت الإجماع العربي والدولي المؤيد لإنهاء الانقلاب وعودة الحكومة اليمنية الشرعية، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2216، معرباً عن ثقته بأن جمهورية العراق الشقيقة حريصة على التضامن العربي ونتوقع من خلال الإعلان عن موقف رسمي أنها لن تقف إلى جانب ميليشيات انقلابية تعبث باستقرار اليمن وتهدد الأمن العربي والإقليمي».

وأوضح المصدر أن الانقلابيين رفضوا السلام خلال مشاورات الكويت مستمرين في خيارهم بقتل الشعب اليمني وتدمير مؤسسات الدولة، وقطع أرزاقه تحت شعارات زائفة وتصرفات طائفية لم يشهدها اليمن ولن يقبلها. وجدد المصدر، التأكيد على ضرورة صدور بيان من الرئاسة والحكومة العراقية، لوضع حد للتضليل الإعلامي والالتباس القائم حول موقفها الرسمي من تصريحات وفد الانقلابيين الحوثيين الذي زار بغداد أخيراً، والتقى عدداً من المسؤولين العراقيين، مشيراً إلى أن الحكومة اليمنية الشرعية تنتظر وتأمل صدور توضيح رسمي من الرئاسة أو الحكومة العراقية، وستعتبر استمرار تجاهل هذا الأمر عراقياً موقفاً لا يقل ألماً ويستوجب أخذه في الحسبان».

من ناحية أخرى، ترأس الرئيس هادي اجتماعاً للهيئة الاستشارية للوقوف أمام مستجدات الأوضاع والتطورات السياسية والميدانية على مختلف الصعد، حيث تناول الاجتماع جملة من القضايا والموضوعات المهمة المتصلة بحاضر اليمن ومستقبله. واستعرض هادي جملة من القضايا والموضوعات المهمة المتصلة بالشأن الوطني وتطوراته الميدانية على مختلف الجبهات، وما تحققه قوات الشرعية من بطولات ومآثر في تحرير واستعادة العديد من المناطق والمواقع المهمة.

وأشار الرئيس اليمني إلى مساعي الحكومة الجادة نحو السلام وتنازلاتها المقدمة في هذا الإطار، خلال محطات وجولات السلام المختلفة والتعاطي الإيجابي الذي تعاملت معه السلطة الشرعية أمام محددات السلام، وخياراته المرتكزة على قرارات الشرعية الدولية ومنها القرار رقم 2216، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل. وقال إن «تلك التنازلات المقدمة تأتي انطلاقاً من مسؤولياتنا الوطنية والإنسانية تجاه بلدنا وشعبنا، وللأسف لم يعر الانقلابيون قرارات المجتمع الدولي أي اهتمام في تحدٍ وغطرسة واضحة تنفيذاً لأجندة دخيلة ومكشوفة مراميها وأهدافها». وكان هادي بعث رسالة خطية إلى الرئيس السوداني عمر حسن البشير، تتعلق بالتطورات على الساحتين اليمنية والدولية، بجانب المشاورات التي استضافتها دولة الكويت. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن الرسالة سلمها، أمس، رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، خلال الزيارة الرسمية التي بدأها الأخير وتستغرق أياماً عدة بهدف تعزيز علاقات البلدين بما يخدم مصالحهما المشتركة.

وأضافت الوكالة أن بن دغر سيلتقي أبناء الجالية اليمنية في السودان، إضافة إلى الاطمئنان على أوضاع جرحى الحرب اليمنيين الذين يتلقون العلاج في المستشفيات السودانية.

من جانبه، أشار بن دغر إلى أن زيارته للسودان تأتي من منطلق حرص اليمن على دور السودان المحوري، والتأكيد على المكانة الخاصة التي يحتلها السودان لدى الحكومة والشعب اليمني. وثمنالدكتور بن دغر الدور السوداني تجاه الشعب اليمني ودعم الشرعية الدستورية والمشاركة في التحالف العربي، مشيداً بالمواقف التاريخية والإسهامات الكبيرة في المجالين الإغاثي والصحي.

الامارات اليوم