خسر منتخبنا الوطني ثلاث نقاط مهمة في مشوار الوصول لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، وذلك بعد أن خسر أمام أستراليا بهدف وحيد في المباراة التي أقيمت مساء أمس على ملعب محمد بن زايد بنادي الجزيرة بالعاصمة أبوظبي.

وتراجع الأبيض للمركز الرابع في ترتيب فرق المجموعة الثانية بعد كل من أستراليا والسعودية اللذين يمتلك كل منهما ست نقاط، فيما يتفوق منتخب اليابان على منتخبنا بفارق الأهداف حيث يملك أيضا ثلاث نقاط.

سجل هدف اللقاء الوحيد المخضرم تيم كاهيل في الدقيقة 75، وجاءت المباراة تكتيكية من الطراز الأول، سيطر عليها الحذر الشديد من المنتخبين، ولم يستطع هجوم الأبيض فك طلاسم الدفاع الأسترالي وغاب التركيز في اللمسة الأخيرة بالثلث الأخير من ملعب المنافس، في حين اعتمد الأستراليون على الهجوم المرتد في بعض الأوقات وأيضا على القوة البدنية والجسمانية للاعبيه.
وينتظر منتخبنا الوطني نظيره التايلاندي في العاصمة أبوظبي يوم 6 أكتوبر في الجولة الثالثة من التصفيات، لتكون الفرصة متاحة أمامه للتعويض.

بدأت المباراة حماسية سريعة من لاعبي المنتخبين خاصة لاعبي منتخبنا الوطني الذين أرادوا كسر شوكة الكانجارو مبكرا، ورغم عدم رهبة الأستراليين للحشد الجماهيري في المدرجات إلا أن رهبة هجمات الأبيض كانت أقوى، حيث كان علي مبخوت قريبا من تسجيل هدف التقدم في الدقيقة الثالثة بعد تمريرة وليد عباس، لكن الكرة طالت والتقطها الحارس الأسترالي، وعاود أحمد خليل المحاولة على مرمى الضيوف في الدقيقة الخامسة حيث راوغ أكثر من لاعب وسدد في أقدام الدفاع.

وشهدت الدقائق الأولى قيام لاعبينا بالضغط المكثف على حامل الكرة، الأمر الذي أفقد لاعبي استراليا توازنهم في معظم هجمات الدقائق الأولى، كما لعب مهدي علي بضغط متقدم من وسط الملعب لتخفيف الضغط على الخط الخلفي لمنتخبنا.

وكان الاعتماد الأساسي على سرعة الثنائي مبخوت وخليل في المقدمة، ورغم محاولة لاعبي استراليا الضغط على حامل الكرة، إلا أن التمريرات القصيرة في وسط الملعب من ثلاثي الوسط عامر عبد الرحمن وخميس إسماعيل وعمر عبد الرحمن حالت دون تحقيق الضغط الأسترالي أهدافه.

وأربكت تحركات إسماعيل الحمادي الوسط الأسترالي كثيرا، حيث استغل الحمادي سرعته في نقل الكرة من قلب الدفاع الأبيض إلى منطقة الخطر في الدفاع الأسترالي بسرعة وسهولة.
ظلت المحاولات مستمرة حتى الدقيقة العاشرة من أجل السيطرة على منطقة المناورات، ومع مرور الوقت وضح فارق المهارات بين لاعبي وسط المنتخبين، حيث مالت الكفة لمنتخبنا بفضل مهارات عموري وعامر عبد الرحمن وإسماعيل الحمادي، ومرة أخرى ظهر علي مبخوت في الصورة في الدقيقة 11 عندما استقبل بينية عموري الرائعة أمام المرمى الأسترالي لكنه تأخر في التسديد لتصل الكرة إلى الدفاع الأصفر ويحتسب حكم اللقاء خطأ على مبخوت.

ومن جديد عاد السهم المنطلق إسماعيل الحمادي من الجهة اليسرى وراوغ وسدد صاروخية أبعدها حارس أستراليا بصعوبة إلى ركنية، لتضيع فرصة هدف مؤكد على منتخبنا في الدقيقة 13.

وشهدت الدقيقة 16 أول خطورة حقيقية على مرمى خالد عيسى الحارس الذي تألق في تحويل رأسية قوية من سبرانوفيتش إلى ركنية ببراعة يحسد عليها.

ومجدداً يرتدي خالد عيسى قفاز الإجادة وينقذ انفرادا تاما من مهاجم الكانجارو كروز الذي سدد صاروخية أمسكها ببراعة في الدقيقة 18. وعقب مرور ربع ساعة، هدأ أداء الأبيض نسبيا وبدأ المنتخب الأسترالي الدخول في أجواء اللقاء تدريجيا، ويسقط محمد أحمد مصابا بعد كرة مشتركة مع أحد لاعبي أستراليا، يخرج على أثرها من اللقاء ويدخل عبد العزيز هيكل بدلاً عنه في الدقيقة 23.

وبمرور الوقت انعدمت الخطورة على المرميين، ووضح تأثر المنتخبين بحرارة الجو وارتفاع الرطوبة التي أثرت على الأداء البدني للاعبين، وظلت الكرة حائرة وسط الملعب دون الوصول لمناطق الخطر لأكثر من خمس دقائق حتى مرت النصف ساعة الأولى والنتيجة بيضاء.

ومجدداً كاد إسماعيل الحمادي أن يخطف هدف التقدم بعد تمريرة عموري من وسط الملعب، أربكت الدفاع الأسترالي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التسجيل في مرماه لولا براعة حارسه في الدقيقة 38.

ورد لاعبو أستراليا بركنية لم تسفر عن شيء وسط بعض الارتباك من دفاع منتخبنا، وبطء في تحويل الكرة من الخلف إلى الأمام والإصرار على لعبة وحيدة من وسط الملعب في عمق الدفاع الأسترالي في محاولة لاستغلال سرعة أحمد خليل وعلي مبخوت اللذين لم ينجحا في فك طلاسم الخط الخلفي للكانجارو، ويختتم خالد عيسى الشوط الأول بلقطة ولا أروع عندما حول تسديدة توم روجيك إلى ركنية في الوقت بدل من الضائع، وترتد الكرة إلى أحمد خليل الذي أخطأ في التمرير لمبخوت أمام المرمى، ويحتسب حكم المباراة مخالفة على حدود منطقة الجزاء سددها بوي قوية حولها الدفاع إلى ركنية لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي بين المنتخبين.

الشوط الثاني

بحماس شديد من جانب منتخبنا انطلقت أحداث الشوط الثاني، ومرر وليد عباس إلى أحمد خليل أبعدها الدفاع إلى ركنية في اللحظة الأخيرة، وعاود علي مبخوت التسديد على المرمى أبعدها الدفاع الأصفر مجددا قبل مرور دقيقتين على البداية، وفي كرة مشتركة أشهر الماليزي أميرال حكم اللقاء البطاقة الصفراء الأولى في وجه توماس روجيك لاعب أستراليا في الدقيقة 49.

وبدأ لاعبو استراليا الدخول في أجواء الحصة الثانية بمبادلة الأبيض الهجوم، لكن دفاع منتخبنا كان بالمرصاد للهجمات الصفراء في ظل تألق إسماعيل أحمد ومهند العنزي، وحاول لاعبونا استدراج الضيوف للمناطق الخلفية ثم الانقضاض للأمام بصورة مفاجئة واستغلال سرعة الحمادي، الذي شكل جبهة قوية في الجهة اليسرى.

وفي صورة مكررة للهدف الأول في مرمى اليابان حاول أحمد خليل تسجيل الفرحة الأولى من ضربة ثابتة تصدى لها الحارس الأسترالي بثبات في الدقيقة 55.

وتصدت عارضة الأبيض لصاروخ أورين موي في الدقيقة 59، ورد مبخوت بإهدار فرصة هدف مؤكد بعد توغل رائع من إسماعيل الحمادي في الجهة اليسرى عكسها رائعة سددها مبخوت بغرابة خارج المرمى لتضيع فرصة هدف مؤكد على منتخبنا في الدقيقة 60.

وبعد مرور ربع ساعة من الشوط الثاني حاول مهدي علي مدرب الأبيض السيطرة على منطقة المناورات بتبديل شبه دفاعي بإشراك محمد عبد الرجمن بدلا من أحمد خليل، وفي الدقيقة نفسها حصل عامر عبد الرحمن على البطاقة الصفراء الأولى لمنتخبنا.

على الجانب الآخر أجرى مدرب أستراليا تبديلا هجوميا بدخول المخضرم كاهيل بدلا من تومي جو، في محاولة لخطف اللقاء.

ومجددا شكلت الكرات العالية خطورة على مرمانا وبعد رأسية قوية من سبرانوفيتش في الدقيقة 64 مرت بجوار القائم الأيسر بسنتيمترات قليلة.

وحاول كل مدرب السيطرة على وسط الملعب، حتى تكون له الكلمة العليا في اللقاء، لكن من دون فائدة حيث ظل اللقاء بوتيرة واحدة تسير وفق أطر حذرة من الطرفين خشية تلقي هدف السبق، خصوصا مع مرور الوقت وصعوبة التعويض.

ورغم محاولات رباعي الوسط عموري والحمادي وعامر عبد الرحمن وخميس إسماعيل فك طلاسم الدفاع الأسترالي باللعب من لمسة واحدة إلا أنها لم تقدم أي جديد يذكر حتى الدقيقة 70 من زمن المباراة.

ولم يستثمر هجوم الأبيض انطلاقات إسماعيل الحمادي الصاروخية التي مرر من خلالها الكرة على طبق من ذهب أمام مرمى الكانجارو.

وفي هجم مفاجئ من الجهة اليسرى عكس برات سميث الكرة في قلب منطقة الجزاء خطف من خلالها المخضرم والبديل تيم كاهيل هدف التقدم للكانجارو في الدقيقة 75 وسط غفلة من دفاع منتخبنا وغياب الرقابة الفردية عن أحد أخطر لاعبي المنافس.

وحاول لاعبونا التعويض من خلال هجمات عنترية بمجهود فردي من البديل سالم صالح الذي حل بدلا من عامر عبد الرحمن، ومجددا غاب الربط بين مبخوت ولاعبي الوسط ليصل حارس أستراليا أولا قبل مبخوت بعد تمريرة من عموري في الدقيقة 86.

ورغم التأخر بهدف إلا أن الضغط الهجومي ظل غائبا من جانب منتخبنا، وعلى الجهة الأخرى لم يلجأ الأستراليون للتراجع بهدف الضغط على لاعبي الأبيض مبكرا، وإفشال الهجمات من وسط الملعب في ظل استمرار عدم القدرة على الربط في توقيت التمرير في الثلث الأخير من ملعب أستراليا.

واستمرت المحاولات البيضاء دون فائدة حتى انتهى اللقاء بفوز استراليا بهدف دون رد، ليفقد منتخبنا ثلاث نقاط مهمة في مشوار التصفيات.

الاتحاد