الفجيرة نيوز- خديجة علي : نشأ الوالد عبد الله سليمان وسط أهله في إمارة الفجيرة قبل قيام الاتحاد وشهد التطورات المذهلة التي حدثت في عهد الشيخ زايد رحمه الله ، حافظ على التراث ومقتنياته في مجال الصيد في مزرعة خاصة تحمل صورته المطبوعة أمام مدخل المزرعة امتناناً وعرفاناً له لما قدمه للحفاظ على التراث الأصيل، و شارك في معارض عدة في الدولة يحملون الأدوات ويمارسون مهن الأجداد أمام أعين الناظرين والسياح .
الوالد عبد الله سليمان يعمل حالياً لدى هيئة الفجيرة للسياحة والآثار والذي تحدث “للفجيرة نيوز” عن قصته قائلا : أحتفظ ببعض الأدوات التراثية من أدوات الصيد في مزرعة تم تخصيصها لأجل الحفاظ عليها و ممارسة نشاط صناعة السفن الخشبية القديمة والأدوات والمقتنيات التراثية، وأحرص على الاحتفاظ بها بكل حب لأن التراث شيء ثمين لا يمكن الإستغناء عنه .
وأضاف عبد الله سليمان للفجيرة نيوز:من مهامي استقبال السياح وطلبة المدارس وأشرح لهم عن الأدوات المستخدمة وأهميتها وكيف كان أجدادنا أبطالاً للسعي في كسب الرزق رغم صعوبة العيش في ذلك الزمان، وأُوصي الطلاب بالحفاظ على التراث والاهتمام بالماضي.
وأضاف الوالد عبد الله سليمان :منذ أن كان عمري سبع سنوات وأنا مع والدي في البحر ليلا أو نهاراً نذهب لصيد السمك وكنت أساعد أبي في صناعة السفن الخشبية، ونطرق الحبل وكان أبي يصر على الذهاب إلى البحر رغم العواصف ولا يستسلم بسهولة ومع اشتداد العاصفة تزداد عزيمته في صيد الأسماك ، أذكر أنه علمني صناعة الشبك لصيد الأسماك و الشوش (نوع من انواع المركب المصنوع من سعف وجريد النخيل) وقد كنت أذهب معه لأشاهد أصدقاءه من الصيادين وهم يصنعون الليخ والشبك والقراقير وكنت مهتما وحريصاً أن أكتسب منهم مهارة الصناعة والصيد ، صحيح أنني كنت أخطئ في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى لم أكن أتقن الحرفة إلا أنني نجحت أخيراً وأصبحت ماهراً رغم صغر سني، و بفضل إرشادهم ونصحهم أصبحت بارعاً في صناعة شتى أنواع الشباك، القراقير، اللياخ ،ضغوة السمك وكنا نطرق الحبل للإستخدامات العديدة .
وواصل الوالد عبد الله سليمان حديثه: صحيح أنني لم أمارس الغوص لكنني أعرف عنه الكثير وكنت آنذاك” تباب” أي الصبي الذي يرمي القراقير (مصيدة للسمك) ويساعد الغواصين في رمي الحبل والإمساك بها ، أذكرأننا كنا نذهب للكويت كثيراً ونمكث هناك لشهور لكسب العيش والرزق و أغلب المواطنين كانوا يسافرون الى دول الخليج لنفس الغاية.
واختتم الوالد حديثه “للفجيرة نيوز” قائلاً : أنا أشعر بالفخر إذ إنني تعلمت هذه الأشياء عن والدي الذي كان حريصاً أن يشجعني من بين إخواني
تعلمت من مهنة الصيد والبحر، الصبر وتحمل المسؤولية وأنا فخور لأنني علمت أبنائي ما ورثته من والدي وأوصيتهم بالحفاظ عليها وتعليمهم لأبنائهم لكي يظل التراث ولا يضيع بين رغد العيش وتوفر التكنولوجيا .
تصوير:احمد نور