محمد الحمادي
الإمارات كانت وطن الإنسانية، لذا فهي أرض التسامح وأرض التعايش والحب، كيف لا تكون كذلك وأكثر من 200 جنسية من البشر يعيشون على أرضها ينعمون بالأمن والأمان، ويتقبلون بعضهم بعضاً، لا تفرقهم ثقافاتهم ولا دياناتهم ولا أعراقهم، يعيشون فيها كأنهم في أوطانهم، ويتمتعون بحرية المعتقد والعبادة.
شيوخ الإمارات، وسيراً على نهج مؤسس هذه الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ينشرون بين الشعب قيم التسامح ويبدؤون بأنفسهم، فيعاملون الجميع من دون أي تمييز على أساس دينهم أو عقيدتهم أو لونهم أو جنسيتهم، لذا نجد كل من يعيش على أرض الإمارات لا يشعر بأي ضيق أو اضطهاد أو تمييز.
شيوخ الإمارات حفروا أسماءهم بماء الذهب على جدران التسامح، وإذا لم يكن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من يقابل البابا فرنسيس خلال زيارته الفاتيكان اليوم ويبحث معه سبل تعزيز قيم التسامح والحوار، فمن الذي يقوم بذلك، إن من يعرف سموه، ومن قابل سموه، أو استمع إليه يعرف أنه لا يتكلم إلا بلغة السلام ولغة قبول الآخر، فهو صاحب القلب الرحيم الذي يقبل الجميع فيعطف على الصغير وعلى المرأة وعلى الشيخ الكبير، ولا يميز في تعامله بين إماراتي أو أجنبي، وبين مسلم وغير مسلم، فيرحب بالجميع ويعطي اهتمامه لكل من يقابله.
العلاقات بين المسلمين والمسيحيين قائمة أساساً على التسامح وقبول الآخر، وما يفعله المتطرفون من كلا الجانبين يمثلون أنفسهم، فكل الأديان تحث على الخير، أما التاريخ ففيه العديد من الأحداث التي تبين تسامح الإسلام، ورسالة عمر بن الخطاب إلى أهل بيت المقدس أوضح مثال، وقبلها القرآن الكريم فيه الكثير من الآيات التي تبين شكل المعاملة بين المسلمين وغيرهم، وأيضاً الرسول عليه الصلاة والسلام بين طريقة تعامل المسلمين مع أهل الذمة، فقال: «من آذى ذِمِّياً فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة».ما يجعلنا نشعر بأهمية زيارة الشيخ محمد بن زايد للفاتيكان هو أن من سيقابل البابا ليس رجل دين وإنما رجل دولة، وقبل ذلك هو إنسان ومسلم مؤمن بدينه ويفتخر به، ورجل عارف بكل ما يدور حوله في منطقتنا والعالم، رجل يحارب التطرف والإرهاب ويدعو للسلام، لذا فإن لقاء بابا الفاتيكان بالشيخ محمد بن زايد له أهميته الخاصة ولا أشك أنه سيكون إيجابياً، وستكون له نتائجه الجيدة على المديين القريب والبعيد.
الاتحاد