محمد الجوكر

في زيارتي إلى مصر، تلبية لدعوة من النادي الأهلي بطل كأس السوبر الإماراتي، في اللقاء التاريخي الذي أقيم الثلاثاء الماضي بالعاصمة القاهرة، استثمرت الأوقات الجميلة التي قضيتها في مصر العروبة، وقمت كالعادة بلقاء رفقاء الدرب، وأغلب وقتي أستمتع به بالوجود في دار الصحف الكبيرة، كالأهرام والأخبار والجمهورية.

وهي مدارس صحافية عريقة، أنجبت أساتذة الصحافة الرياضية العربية، فمن ينسى العمالقة الكبار الذين رحلوا عن هذه الدنيا، أمثال نجيب المستكاوي وعبد المجيد نعمان، اللذين كانا برفقة أهلي مصر، في نفس هذه الأيام المباركة، من إجازة عيد الأضحى، عندما لعب الأهلي القاهري على ملعب رملي يوم 4 يناير عام 74 في دبي، ثاني أيام عيد الأضحى، وخسر من عميد أنديتنا النصر، بهدف الدكتور محمد سالم سهيل «حمدون» نجم أهلي دبي، والذي استعان به النصر مع شقيقه سهيل.

وهناك الراحل محيي الدين فكري، الذي رافق الإسماعيلي المصري لدول الخليج، ولعب في الكويت ثلاث مباريات، فاز فيها على العربي والكويت، وخسر من القادسية بالأربعة، قبل أن يلعب هنا في الإمارات، في إطار تدعيم المجهود الحربي.

وأما ممثلا الكرة الإماراتية، الأهلي والجزيرة لعبا هذه المرة، في إطار تدعيم الكرة المصرية، والتغلب على العقبات والأزمات والمشاكل والصدمات، قبل انطلاقة الدوري المصري أمس، وللأسف بمدرجات خالية من الجماهير، لدواعي أمنية، برغم أن الأندية المصرية قامت بصفقات لـ 190 لاعباً لتدعيم صفوفها، بلغت 122 مليون جنيه، برغم الأحوال الاقتصادية الصعبة، إلا أن الأندية مع ذلك تصرف وتتعاقد.

وفي مصر، الحياة حلوة وجميلة، ويسعى الناس للعمل من أجل أن تستمر المسيرة الرياضية ولا تتوقف، رغم بعض تصرفات «البلطجة» من الجماهير، الذين يسعون للخراب والدمار، وبانطلاقة الدوري الأقدم عربياً، في عهد هاني أبوريدة الرئيس الجديد للكرة المصرية، وأحد رفقاء بن همام والسركال، تنتظر الجماهير منه الكثير، في أن تعود اللعبة إلى سابق عهدها، حيث ينتظر الاتحاد بعض التحديات من عدد من الأندية التي تريد أن «تلوي» ذراع الاتحاد، لأنها غاوية مشاكل!

ومع انطلاقة الدوري الأقدم في الشرق الأوسط والقارة السمراء على الإطلاق، والذي انطلق عام 1948، ويشارك فيه 66 نادياً حتى الآن، لم يتغيب القطبان الكبيران الأهلي والزمالك، عن أي نسخة، فالأهلي فاز باللقب 38 مرة، والزمالك 12 مرة، والإسماعيلي بثلاثة ألقاب، وكل من الترسانة والأولمبي وغزل المحلة والمقاولون العرب مرة واحدة.

وبالأمس، انطلقت منافسات النسخة 58، وسعادتي لا توصف، بأن أكون بين زملائي ورفقاء دربي، وكان حديثنا منصباً على الدوري العجوز عربياً وقارياً، والذي يشغل الوسط الرياضي، وكل ما نتمناه أن يسعى الاتحاد الجديد، بالتعاون مع السلطات المختصة، بتأمين دخول الجماهير التي تريد أن تستمتع، وتمنع من يريد الخراب والفساد، فالرياضة لعبة راقية، وهي لغة الشعوب.

وقد عشنا لحظات جميلة في «سوبر إماراتي في حب مصر»، ولعب إعلامنا دوراً كبيراً في إنجاح الحدث، فالإعلام الإماراتي تفوق بدرجة امتياز، وقدم صورة حقيقية لمفهوم العلاقات بين الدول عبر كرة القدم.. والله من وراء القصد.

البيان