محمد الجوكر
من واجبي كإعلامي، أن أكتب عن الزميل والأخ الراحل علي الدباني، وأتوقف عند مسيرته الإنسانية، التي كرسها في الاهتمام بالحركة الرياضية، وتميز، رحمه الله، بدعم الحياة المجتمعية والإنسانية، ولا يخفى على الكثير، الدور الذي لعبه «بو أحمد» وإبداعاته في مختلف المجالات، فهو أحد الشخصيات الرياضية المهمة، التي قدمت الكثير، وأسهمت في التأسيس لانطلاقة رياضية متجددة لشبابنا، فقد بدأ مسيرته الرياضية الشبابية في الكويت، أيام ثورة 23 يوليو 1952، بقيادة الزعيم المصري جمال عبد الناصر.
وكان عمره لم يتجاوز 11 أو 12 عاماً، وكان يذهب إلي الكويت برفقة والده، الذي كان يأخذه معه إلى هناك، لذلك، لم يواصل الأغلبية في تلك الفترة، التحصيل العلمي بسبب الاغتراب والعمل، وأيضاً مساعدة الوالد في المهام الشاقة، وهناك أسسوا فرقاً رياضية، وليست أندية، وسكنوا في مناطق معينة في الكويت على شكل مجموعات، كل مجموعة تتألف من 20 أو 25 شخصاً، حيث كانوا يتجمعون في بيت واحد من أجل التسلية ونسيان أيام الغربة.
Ⅶومن هنا، بدأت فكرة الرياضة عند الدباني، وبعد العودة إلى الديار، تحولت فكرة تكوين الفرق إلى أندية في إمارة رأس الخيمة، ويعتز الراحل بتوليه مهمة رئاسة مجلس إدارة نادي القادسية وعمان سابقاً، الإمارات حالياً، وقد ترأس النادي لمدة 14 عاماً.
وهذا مبدأه ولم يتنازل، واكتسب الكثير من العلاقات خلال تلك المسيرة، مهدت لمتغيرات كبيرة في حياته، وكلما ترشح لأحد المناصب، يفوز في الانتخابات، ولعل تجربة الشطرنج العربية، جاءت من حب الناس، حتى أصبحت الرياضة ظاهرة في دمه، ولا ننسى أنه كان يقضي الكثير من الأوقات للوقوف على احتياجات أي فرد من أفراد الأسرة الرياضية، حتى إنه اشتهر بأن باب مكتبه لا يقفل، وهكذا أحبه الجميع في رأس الخيمة.
Ⅶوعند الترشح لمجلس إدارة اتحاد كرة القدم، في الثاني من شهر نوفمبر عام 1980، نجح علي الدباني في الانتخابات، وضم مجلس الإدارة وقتها، العديد من الشخصيات البارزة، وكان برئاسة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ومعه عبد الله بوشهاب وناصر ضاعن وعبد الله لوتاه وصقر غباش وخليفة مطر وسعيد بن ناصر وعبد الرحمن أمين والمرحوم عبد الله عيلان ومحمد بن سلوم، والكرة كانت بوابته إلى مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الوطنية، وترأس نادي بن ظاهر الثقافي لدورتين.
ومن هذا النادي، تم ترشيحه لعضوية الاتحاد، وحقق النجاح، وتم انتخابه من أول دورة نائباً للرئيس، وانطلقت مسيرته في هذه اللعبة، حيث قام اتحاد الإمارات بترشيحه لرئاسة الاتحاد العربي، كما أنه كان رئيساً للاتحاد العربي للشطرنج، سبع سنوات متواصلة، كسب فيها (حب الناس)، وهي نعمة كبيرة، كان يرددها دائماً، بعد كل هذا العطاء الطويل في العمل الرياضي، وكان حريصاً على العمل الديمقراطي، وتعلم في تلك المدرسة، وهو مخلص إليها بدرجة كبيرة، ولا يقبل إطلاقاً بسياسة التعيين.
Ⅶواشتهر الدباني بالعمل التطوعي، ونال العديد من الأوسمة والشهادات، لكن جائزة الشارقة للعمل التطوعي، جاءت تتويجاً لكل سنوات العطاء، خاصة أنه عمل في الكثير من القطاعات، رحمه الله، صاحب القلب الكبير، إن تجربته في الحياة، دروس، رغم أنه لم يدرس المراحل التعليمية، بسبب الاغتراب في فترة الطفولة ومرافقة والده، تركنا ورحل في هدوء.
ولكن تبقى بصماته لا تنسى، ويكفي تأكيداً على هذه الحقيقة، ما قام به على المستوى الإنساني، لمحاربة العادات الدخيلة ومغالاة المهور، بأنه وافق على زواج ابنته بمهر قدره (درهم واحد)، وهذا درس نعيد ذكره!.. والله من وراء القصد.
البيان