اندلعت أعمال شغب في عدد من المدن الأردنية أمس، مع بدء إعلان بعض النتائج الأولية لانتخابات المجلس النيابي الثامن عشر احتجاجا على عدم فوز بعض المرشحين. واندلعت أحداث الشغب في محافظات:معان ومادبا «جنوب عمّان»والبلقاء«غرب عمّان»، وإربد «شمال عمّان»، وأشعل المحتجون في المحافظات المذكورة النيران في الإطارات المطاطية وأغلقوا شوارع رئيسية، إلا أن قوات الأمن الأردنية فضت التجمعات وسيطرت على الأوضاع الأمنية. وطالب المحتجون على نتائج الانتخابات «بإسقاط المجلس الجديد»، واتهموا «بعض المرشحين بشراء الأصوات وتزوير الانتخابات».
وبلغ عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم مايقارب مليونا ونصف المليون من أصل أربعة ملايين و134 ألف ناخب وناخبة من المسجلين في كشوف الناخبين الذين يحق لهم التصويت وبنسبة تصويت قاربت على 36%. وخاضت الانتخابات 226 قائمة انتخابية ضمت 1252 متنافسا على 130 مقعدا نيابيا. إلى ذلك، كشف مصدر رفض ذكر اسمه في الهيئة المستقلة للانتخاب بأن الهيئة:«حولت 59 شكوى من اصل مئات الشكاوى قدمت إليها بتهم المال السياسي للادعاء العام». وأضاف المصدر أنه:«وصلت الهيئة مئات الشكاوى تتعلق بالمال السياسي تم دراستها وتحويل ما ثبت جديته لدائرة الادعاء العام، ولم تكشف الهيئة عن أسماء المرشحين الذين وردت أسماؤهم في الشكاوى.
وفي المقابل، أكد المتحدث باسم الهيئة جهاد المومني:«تلقي الهيئة مئات البلاغات بشأن المال السياسي لكن بدون بينات تثبتها»، مستدركا:«إنه تم إحالة أشخاص للقضاء بسبب المال الأسود». ولفت خلال مؤتمر صحفي بعمّان أمس إلى أن «عمليات فرز الأصوات في أغلب الدوائر الانتخابية ما تزال مستمرة، مشيرا إلى أن كثرة الاعتراضات تسببت في تأخر الفرز». وجدد المومني التأكيد، بأن:«النتائج التي تنشر في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي غير دقيقة ولا تتحمل الهيئة مسؤوليتها».
وأظهرت نتائج أولية غير رسمية، اكتساح المرشحين المستقلين من مرشحي العشائر والمحافظات للانتخابات النيابية في الأردن 2016، بعد ظهور نتائج معظم الدوائر الانتخابية، وحقق المستقلون ما يزيد على 90 مقعداً في المجلس النيابي الـ18 من أصل 130، فيما أظهرت النتائج الأولية فوز 16 مرشحاً من مرشحي التحالف الوطني للانتخابات للإصلاح الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين ومتحالفون معها وضم 111 مترشحاً موزعين على 19 قائمة انتخابية حتى الآن، في وقت كانت عملية جمع وفرز الأصوات لا تزال جارية في عدد من دوائر المملكة.
وتأتي مشاركة الإخوان بعد 10 أعوام من المقاطعة، احتجاجاً على قانون الانتخاب المعمول به في الدورات السابقة المسمى بـ«الصوت الواحد»، وإقرار قانون انتخابي جديد يتيح للناخب التصويت لقائمة تضم عدداً من المرشحين، وهو ما دفع الإخوان للمشاركة بالانتخابات مجدداً، كما أعلنوا سابقاً. لكن مراقبين للعملية السياسية في الأردنية، رأوا أن المشاركة في الانتخابات جاءت لمحاولة تخفيف الأزمات التاريخية التي عصفت بالجماعة على مدار الفترة الماضية وانتهت بانشقاق قيادات وترخيص جمعية باسم جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما قاد إلى عدم شرعية الجماعة الأم.
الاتحاد