استعادت امرأة برازيلية حياتها الطبيعية بعد أن حصلت على قلب يعود لرياضي ألماني توفي في حادث سيارة خلال دورة الألعاب الأولمبية ريو 2016.

وكانت إيفونيت ناسيمنتو بالتازار، البالغة من العمر 66 عاما، تنتظر متبرعا بالقلب لأكثر من 18 شهرا، وكانت بالكاد تستطيع التكلم، وغير قادرة حتى على رفع يديها لتمشيط شعرها، حيث أن 70% من أنسجة قلبها لم تكن تؤدي وظائفها.

كما كانت إيفونيت طريحة الفراش وغير قادرة على الحراك، ولم تكن تعلم أن المدرب الرياضي الألماني ستيفن هانز ذا الـ 35 عاما قد فارق الحياة في حادث سير خلال مشاركته في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.

ولكن الآن بعد خمسة أسابيع من عملية زرع القلب الجديد لها، تحدثت السيدة إيفونيت، وهي جدة لخمسة أحفاد، عن امتنانها الكبير لأسرة الراحل هانز، الذين وافقوا بسهولة على التبرع بأعضائه.

وقالت “إنه أمر لا يصدق أن هذا القلب الذي بداخلي هو القلب ذاته الذي خفق بسرعة من شدة الفرح عندما فاز(ستيفن) بميدالية فضية أولمبية”، وأضافت “لكن سعادتي ممزوجة بالحزن بسبب خسارة العائلة لابنهم”.

وتوفي هانز بعد ثلاثة أيام من الحادث على إثر تعرضه لإصابات خطيرة في الرأس جراء اصطدام سيارة كان يستقلها مع زميله بسيارة أجرة في طريق عودتهم للمدينة الأولمبية في الأسبوع الأول من المنافسات.

ورغم أن وفاته كانت محزنة للغاية إلا أنها كانت بمثابة طوق نجاة لإيفونيت، خاصة بعد وفاة 80% من المرضى المسجلين على لائحة انتظار المتبرعين.

وفي حديث حصري مع صحيفة “دايلي ميل”، انهارت إيفونيت بالبكاء عندما تذكرت ما وصفته بـ “السخاء غير العادي” لعائلة المتبرع، قائلة “لا أستطيع التوقف عن التفكير في الأمر، مع أنه من حقهم أن يغضبوا لوفاة ابنهم بتلك الطريقة في بلد أجنبي، محسوب على البلدان النامية، لكن ذلك لم يحدث، فقد كانوا راضين وهم يهبون الحياة لشخص لا يعرفونه”.

ومن المثير للاهتمام أن إيفونيت كانت من المعارضين بشدة لاستضافة مدينتها للأولمبياد لأنها كانت ترى أن الأموال المخصصة لتنظيمه كان يجب أن تصرف على تحسين الخدمات الصحية.

ومع انطلاق الألعاب الأولمبية في البرازيل، كانت حالة إيفونيت قد ساءت بشكل كبير “كنت أعلم أنني أعيش آخر أيام عمري، لم أكن أقوى على الحركة، ولم أكن أستطيع أن أتحدث بضع كلمات دون أن تتوقف أنفاسي”.

وعندما قتل أحد رجال الأمن الذين كانوا يحرسون الأولمبياد، في تبادل لإطلاق النار بين الجيش وأفراد العصابات في حي الفافيلا الفقير، انتعش أمل أفراد عائلتها بأن دعاءهم المستمر من أجل العثور على قلب قد استجيب له أخيرا، لكن عائلة الجندي القتيل رفضت التبرع بقلبه.

وبعد ثلاثة أيام من هذه الحادثة تلقت إيفونيت خبر توفّر قلب، وذكرت المرأة البرازيلية أنها توجهت إلى المستشفى برفقة ابنها وهي تبكي طوال الطريق “لأنني أعرف أن هذا أملي الوحيد في الحياة، ولكنني كنت أعلم أيضا أن اليوم قد يكون آخر أيامي، إن لم تنجح العملية”.

ومع انشغال أفراد العائلة بالحالة الصحية لأمهم، لم يعرف أحد بحادث ستيفن هانز الذي تصدر عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم.

وبعد نجاح العملية علم الجميع بهوية المتبرع ما دفع ابنة إيفونتت لكتابة رسالة لعائلة الرياضي الألماني الراحل، قامت بتسليمها إلى السفارة الألمانية بريو دي جانيرو داعية الله من خلالها أن يمنحهم الراحة ويبعث لهم السعادة، مشيرة إلى أنها لم تجد ما يمكنه التعبير عن مدى شكرهم وامتنانهم عما فعلوه لأجل والدتها.

موقع RT