محمد الحمادي
من المهم أن يعرف الشباب أنهم مطالبون بأن يعطوا، وليس فقط أن يستمروا في المطالبة، وانتظار ما يمنح لهم، فشباب الإمارات كانوا منذ قيام هذه الدولة أساس العمل والعطاء، ومن يعرف تاريخ قيام الاتحاد يدرك جيداً أن من وقف إلى جانب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه وإخوانه الحكام هم الشباب، فأغلب المتعلمين في ذلك الوقت من خريجي الجامعات كانوا من الشباب في العشرينات من أعمارهم، فتولوا حقائب وزارية مهمة ووقفوا إلى جانب رئيس الدولة والحكام لتأسيس الدولة الجديدة وعملوا بلا كلل أو ملل، وبذلوا الجهد دون أن ينتظروا مكافأة، غير نجاح تجربة الاتحاد وتحقيق حلم الآباء المؤسسين في بناء دولة واحدة قوية، وبعملهم وإخلاصهم تحقق الحلم ونجحت التجربة.
اليوم نحن مطالبون بمواصلة العمل والعطاء من خلال التفاعل مع كل مشاريع الوطن، ومبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي أطلقها أمس، خطوة جديدة من القيادة لإشراك الشباب في صنع القرار وبناء المستقبل، فقد أعلن سموه من خلال حسابه في «تويتر» أنه سيعقد خلال الأسبوع المقبل خلوة لمدة يومين مع المسؤولين والشباب للنقاش حول ملف الشباب واستعراض التحديات التي تواجههم وأحلام الشباب وطموحاتهم.. ولن يكتفي سموه بذلك، وإنما يريد أيضاً أن يعرف ماذا يريد الشباب من الوطن، وفي المقابل سيعرف الشباب ماذا يريد الوطن منهم..
والجميل في هذه المبادرة أن سموه أعلن عنها قبل أيام من عقد الخلوة لتتاح الفرصة الكافية للجميع للمشاركة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على وسم #الحوار_الوطني_حول_الشباب لتقديم أفكارهم ومقترحاتهم ورؤاهم الخلاقة التي ستثري هذا الحوار الوطني، وسيتيح هذا الوسم للكل فرصة أن يكون مشاركاً في هذا الحوار، وإن لم يكن حاضراً في الخلوة، التي بلا شك أنها لن تتسع للجميع.
هذا النوع من الحوارات هو ما يمكن أن نطلق عليه الحوار الإيجابي والبناء الذي يخدم الوطن ويفيد المواطن ويعطي الحق للجميع في إبداء رأيه وإيصال فكرته واقتراحه، وبالتالي يحظى بفرصة أن يكون شريكاً في صناعة القرار ورسم المستقبل.
والهدف من إشراك الشباب لا يقتصر على الاستماع للأفكار التي تخدمهم والتي تلبي طموحاتهم فقط، فهذا شيء مهم جداً، لكن ما هو مهم أيضاً هو أن يفكر الشباب في أجيال المستقبل، وأن تكون لديهم رؤيتهم للتحديات التي قد تواجهها الأجيال المقبلة، وكذلك أن يضعوا نصب أعينهم تطلعات تلك الأجيال، لأنها ستكون جزءاً من مسؤولياتهم ومن حياتهم.
لذا من المهم أن تكون المشاركة كبيرة وقوية في وسم حوار الشباب وألّا يتردد أي شاب أو فتاة في تقديم فكرته، أو اقتراحه مهما رآه بسيطاً، فنجاح هذا الحوار يكون بالمشاركة الإيجابية لجميع الشباب فيه، ونحن إيجابيون، وبالتالي أتوقع أن يشارك الجميع بحب ومسؤولية في هذا الحوار الوطني المفتوح.
الاتحاد