ضرار بالهول الفلاسي
مبادرتان قياديتان جاءتا في وقت متقارب تكشفان عظمة دولتنا وعظمة قيادتنا، بفضل الله، وتمثلان دعوة مفتوحة للشباب الإماراتي للمشاركة، ليس فقط في اقتراح الأفكار، وإنما رسم مستقبل الدولة من خلال رسم مستقبلهم هم باعتبارهم أجيال المستقبل وقادة الغد.
فمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإطلاق وسم ومبادرة الحوار الوطني للشباب، ومبادرة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهده ورئيس المجلس التنفيذي في دبي بإطلاق ورعاية مبادرة «100 موجه للشباب» تتكاملان وتلتقيان في نقطة أساسية، ألا وهي تمكين الشباب وإشراكهم والاستماع لأصواتهم وأفكارهم، وتلقي ما لديهم من طروحات وهموم وآمال، وعدم تركهم معزولين أو مهمشين، وهذه سياسة حكيمة وحصيفة تميزت بها دولة الإمارات منذ تأسيسها ولا تزال تمثل ركناً أساسياً من أركان عملية الحكم في هذه البلاد المباركة.
وأحسب هنا أن سمو الشيخ حمدان بن محمد يمثل الأنموذج الأبرز لفهم احتياجات الشباب من موقع المسؤولية التنفيذية؛ فهو في عنفوان الشباب، فارساً ورياضياً وشاعراً ومسؤولاً، ولا يوجد من هو أقرب منه اليوم كمسؤول تنفيذي لاهتمامات الشباب، ولذلك يعول عليه الوطن وقيادته الكثير لقيادة مسيرة إدماج الشباب في مشروع بناء المستقبل الوطني وتمكينهم وتعزيز دورهم.
وما أجملها عبارة سموه وهو يصف المبادرة: «إن التوجيه ونقل التجارب عادة مؤثرة لمسناها في الآباء المؤسسين ونرى ثمارها اليوم؛ فقد حرصوا على نقل حكمتهم وخبرتهم التي سبقت زمانهم، ولهذا نرى الإمارات كما هي عليه الآن، وعلينا اليوم أن نواصل على المنهج ذاته لتكون لدينا أجيال من الأبطال في مختلف الميادين».
وهذا يلقي بالمزيد من المسؤولية على كاهل الشباب الذين نطالبهم بالتجاوب الكامل والفاعل مع المبادرتين، وخاصة الحوار الوطني للشباب؛ لأن المطلوب أن تسمع الدولة والقيادة منكم وليس فقط أن تسمعوها، ولكي يحدث ذلك التفاعل الإيجابي نريد من كل شبابنا أن يبادروا ويطرحوا ما لديهم من اهتمامات وأفكار واقتراحات وحتى هموم؛ لأن هذا هو الهدف: أن تتعرف القيادة على ما لديك وما تواجهه، سواء كان فرصة أو تحدياً، ونحن علمتنا قيادتنا بفضل الله كيف نحول التحديات إلى فرص.
لكن وأنت تفعل ذلك، عزيزي الشاب، احرص أن تفكر كإماراتي، ابحث عن التميز، وتذكر أن الإمارات تميزت لأنها فكرت بدون صندوق وليس فقط خارجه، وهذا ما نريده منك اليوم في أفكارك واقتراحاتك وتخيلك لمستقبل الإمارات ومستقبلك فيها.
وربما يكون من المهم هنا أن نستذكر معاً ما طرحته وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني الشابة الإماراتية النشطة معالي نورة الكعبي في مداخلتها في مبادرة «100 موجه للشباب» حين ذكَّرت الحضور أن تبادل الخبرات بين الشباب والمسؤولين يسهم في الوصول إلى المراكز الأولى عالمياً، والرقي بالخدمات المقدمة في الدولة، داعية الشباب لعمل جلسات عصف ذهني مع الذات أو الأصدقاء.
إذن، هذه دعوة مفتوحة لكم يا شباب، فهل ستلبون الدعوة؟
البيان