بحضور معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة الدولة للسعادة، افتتح سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، ومنى غانم المرِّي، رئيسة مجلس الإدارة العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمرأة، أمس «حديقة السعادة» في نادي دبي للسيدات، في منطقة جميرا، التي تعد المنصة الذكية الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تجمع بين النشاط الرياضي والترفيه والاستدامة.

وتنفرد «حديقة السعادة» بقدرتها على تحويل الطاقة الحركية والميكانيكية الناتجة عن التمارين الرياضية إلى طاقة كهربائية باستخدام أجهزة رياضية مبتكرة مصممة خصيصاً لذلك الغرض.

خدمات نوعية

وتدعم المنصة استراتيجية هيئة كهرباء ومياه دبي ورؤيتها في أن تكون مؤسسة مستدامة مبتكرة على مستوى عالمي، كما تساند أهداف مؤسسة دبي للمرأة في تقديم خدمات نوعية، تواكب التطور السريع في دبي. وتوفر المنصة مجموعة من المعدات الرياضية، التي تنتج الطاقة النظيفة، بما يبرز دور هيئة كهرباء ومياه دبي في تحقيق أهدافها المجتمعية في دعم التعليم والصحة، من خلال توفير بيئة صحية، إضافة إلى تقديم تجربة مثالية ومبتكرة لترسيخ ثقافة الاستدامة وإيصال الرسائل الأساسية للهيئة.

المسؤولية المجتمعية

وحضر الافتتاح سعيد حارب الأمين العام لمجلس دبي الرياضي، وشمسة صالح المديرة التنفيذية لمؤسسة دبي للمرأة، وخولة المهيري، نائب الرئيس لقطاع التسويق والاتصال المؤسسي في هيئة كهرباء ومياه دبي، ولمياء خان مديرة نادي دبي للسيدات، وعدد من مسؤولي الجانبين.

وتأتي هذه الخطوة تأكيداً على المسؤولية المجتمعية لكل من هيئة كهرباء ومياه دبي ومؤسسة دبي للمرأة لرفد جهود التنمية الاجتماعية في الإمارة على المستويات كافة، حيث يمكن لجميع أفراد المجتمع استخدام هذه المنصة عند تعميم التجربة في مواقع أخرى، بما في ذلك ذوي الإعاقة، والأطفال من عمر الـ 6 سنوات، بالاعتماد على مواد مستدامة وأرضيات مطاطية آمنة.

3 أركان

وتضم المنصة 3 أركان هي «ركن الطاقة»، و«ركن التعليم»، و«ركن الترفيه». ويشتمل ركن الطاقة على أجهزة رياضية تحول الطاقة الحركية لمستخدمي هذه الأجهزة إلى طاقة كهربائية، ليتم استهلاكها في تشغيل المنصة أو لشحن الهواتف والأجهزة الذكية، أو لأغراض أخرى مماثلة.

ويمتاز الركن التعليمي ببرامج تثقيفية متميزة حول الترشيد والبيئة، علاوة على الشخصيتين الكرتونيتين «نور»، و«حياة» اللتين ترمزان إلى الكهرباء والمياه. وتشمل هذه البرامج شاشات لعرض مقاطع مرئية ومعلومات حول الترشيد، وطاولة الطاقة لشحن الأجهزة أثناء استخدام الدراجات، إضافة إلى «كرة القصص» التي يمكن شحنها بالطاقة الحركية واستخدامها للاستماع إلى القصص أو الموسيقى بمجرد تدويرها.

بهجة وحيوية

وأما ركن الترفيه فهو مخصص للعب، ويشتمل على ألعاب متنوعة من بينها ألعاب التسلق، التي تنتج الكهرباء أيضاً أثناء لعب الأطفال. كما يضم منصات ألعاب ومنصات موسيقية، بما يجعل منطقة الألعاب في الهواء الطلق مفعمة بالحيوية والبهجة.

ومن جهتها، قالت معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة الدولة للسعادة خلال مشاركتها بافتتاح الحديقة، إن «حديقة السعادة» تمثل مبادرة مبتكرة، تعبر عن رؤية واضحة لأهمية دور المرأة، والعمل على إسعادها في سياق اجتماعي رياضي ترفيهي وتثقيفي، ما يمكنها من القيام بدروها في إسعاد المجتمع.

وأثنت على مبادرة هيئة كهرباء ومياه دبي، ومؤسسة دبي للمرأة، بافتتاح الحديقة، مؤكدة أهمية تضافر الجهود الوطنية في إطلاق مبادرات وبرامج ومشاريع متنوعة تنعكس نتائجها على حياة المرأة والمجتمع عموماً وتحقق لهم الراحة، معربة عن تقديرها للدور المجتمعي الذي تقوم به هيئة كهرباء ومياه دبي برئاسة سعيد محمد الطاير، في إطلاق ورعاية مبادرات ومشاريع تستهدف مختلف فئات المجتمع وتعزز قيم السعادة والإيجابية.

كما أشادت بجهود منى غانم المرِّي، رئيسة مجلس الإدارة العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمرأة، ونادي دبي للسيدات في مجال إسعاد المرأة لتقوم بدورها المحوري في إسعاد المجتمع، وتمكينها وتهيئة البيئة المناسبة، لتحفيز طاقاتها للمشاركة بروح إيجابية في بناء مستقبل وطنها.

ونوهت بأن الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن ممارسة الرياضة بشكل منتظم تزيد من مستوى إحساس الإنسان بالسعادة، وتساعد على رفع روحه المعنوية، وتحسّن حالته المزاجية وتحفز الأفكار الإيجابية السعيدة في مخيلته، وتجلب له الابتسامة.

وأكدت معالي عهود الرومي على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بالممارسات التي تحقق الاستدامة، باعتبارها داعماً لاستمرارية وتطوير مستويات السعادة في المجتمع، بما ينسجم مع أهداف البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية.

ومن جانبه قال سعيد محمد الطاير: «يسعدنا التعاون مع مؤسسة دبي للمرأة في هذا المشروع الحيوي لترسيخ ثقافة الحركة إلى جانب مفهوم ترشيد الطاقة واستدامتها، ويسهم هذا المشروع في تحقيق أحد الأهداف التي وضعتها دبي نصب أعينها من حيث ترسيخ مكانة الإمارة موطناً لأفراد متعلمين ومثقفين وموفوري الصحة ومدينة ذكية مستدامة.

وأضاف: «تعتبر السعادة عنصراً جوهرياً في استراتيجيتنا لدعم «أجندة السعادة» التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لقيادة التحول في المدينة بأسرها، بما يوفر أفضل الخدمات ويحسن تجربة الناس لجعلهم أكثر سعادة، وجعل دبي أسعد مدينة في العالم».

إسهامات

ومن جهتها، أعربت منى غانم المرّي، رئيسة مجلس الإدارة العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمرأة عن بالغ تقديرها للجهود الرائدة، التي تقوم بها هيئة كهرباء ومياه دبي في مجال الاستدامة، وما تقدمه من إسهامات ومشاريع ومبادرات رائدة في هذا المجال، مؤكدة اعتزاز مؤسسة دبي للمرأة بالتعاون مع الهيئة في إطلاق هذه المبادرة النوعية، التي تعتبر من الإضافات المهمة في نادي دبي للسيدات، بما تحمله من قيمة متعددة الأوجه، إذ تجمع بين الفائدة الصحية، من خلال تشجيع النشاط البدني بصورة مبتكرة، والاستفادة من هذا النشاط في توليد طاقة نظيفة يمكن توظيفها في العديد من التطبيقات المفيدة والنافعة.

وقالت: «من دواعي سرورنا أن تجمعنا بهيئة كهرباء ومياه دبي مبادرة مجتمعية فريدة هي الأولى من نوعها في المنطقة، وذلك في إطار تطابق وجهات النظر حول أهمية مثل تلك المبادرات في إشراك المجتمع بصورة فعلية وإيجابية في تطبيق التوجه الاستراتيجي في التحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة، وبأسلوب يكفل الجمع بين التعليم والتثقيف والترفيه وتحقيق نوعية حياة صحية، لتكون «منصة السعادة» تتويجاً لهذه الشراكة والتعاون النموذجي الذي لمسناه من الهيئة، والذي نثق بأن آفاقه المستقبلية ستحمل الكثير من الفرص التي تمكننا من المشاركة في تحقيق المزيد من الأهداف الاستراتيجية التي تعود بالنفع على المجتمع».

8 أجهزة تنتج 800 واط في الساعة
زودت منصة السعادة بـ 8 أجهزة لإنتاج طاقة كهربائية بقدرة قصوى تصل إلى 800 واط في الساعة، ويمكنها إنتاج 9600 واط كونه حداً أقصى خلال 12 ساعة، بما يسهم في تخفيض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار 41 كيلو غراماً. وسيُنتج المستخدم العادي 50 وات في الساعة.

ويمكن للشبان إنتاج 30 واط، في حين ينتج الشخص الرياضي 100 واط في الساعة، ويمكن استخدام كل 1000 وات ساعة، يتم إنتاجها في المنصة لقيادة سيارة كهربائية في جولة ذهاب وإياب تمتد على مسافة 3 أميال أو أقل، مع تشغيل الأضواء والتدفئة وماسحات الزجاج، أو تشغيل آلة حلاقة 1200 مرة، وتسخين 20 وجبة في المايكروويف، واستخدام مجفف للشعر لـ 15 دقيقة، فيما يوازي توليد 50 وات /‏ساعة في هذه المنصة بما يوازي 20 ساعة عمل لجهاز لوحي ذكي.

ومن ناحية المزايا الصحية، فكل كيلووات ساعة من الطاقة المنتجة يوازي حرق 10.000 سعرة حرارية لدى الإنسان العادي حيث إنه أثبت أن المجتمعات التي تتوفر فيها منصات مماثلة، تشجع الرياضة والحركة بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى ضرورة ممارسة الأشخاص البالغين التدريبات الرياضية لمدة 150 دقيقة في الأسبوع للمحافظة على صحتهم وتفادي الأمراض.

وتشمل المزايا الاجتماعية للمنصة الإسهام في تعزيز صحة أفراد المجتمع، عبر الاستفادة من المنصات وتوفيرها فرصاً للتفاعل العائلي، ضمن نشاطات هادفة توعوية وترشيدية، بما يعزز التواصل والترابط الأسري.

أما المزايا البيئية فتقوم على مبدأ يتمثل بأن قوة المعدات تعكس قوة مستخدمها، حيث تصل قدرتها الإنتاجية إلى 100 وات ساعة، بما يماثل تخفيض 43 غراماً من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الساعة. وقد اعتمدت الأجهزة الرياضية معيار EN16630 الأوروبي لسلامة المعدات الرياضية الخارجية.

تكاليف

وفي ما يخص المزايا الاقتصادية، تعتبر قلة الحركة الجسدية السبب الرئيس للإصابة بالعديد من الأمراض التي تشمل سرطان الثدي والقولون، السكري وأمراض القلب.

وعلى سبيل المثال، فإن 1 من أصل 4 أشخاص بالغين ممن لا يمارسون نشاطات حركية معرضين للإصابة بالأمراض بعمر مقتبل. وتشكل الأمراض عبئاً اقتصادياً في أي بلد، فعلى سبيل المثال، تقدر التكلفة الصحية لقلة الحركة الجسدية في بريطانيا بنحو 8.2 مليارات جنيه استرليني سنوياً.

مناعة

استحدث نادي دبي للسيدات ركناً خاصاً للسيدات لاكتساب السعادة، من خلال توفير عبوات بألوان جذابة تحوي غاز الأكسجين النقي، ويتيح الركن استنشاق الغاز، الذي يسهم في زيادة المناعة ومقاومة الأمراض، ويساعد أيضاً على التخلص من مخلفات التفاعلات الكيميائية التي تحدث في جسم الإنسان.

البيان