كشف السفير كانجي فوجيكي سفير مفوض فوق العادة لليابان لدى الدولة، أن الحكومة اليابانية تواصل جهوداً مستمرة لإنجاز إعفاء المواطنين الإماراتيين من تأشيرات دخول بلاده قريباً، وذلك في إطار توطيد أواصر العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى زيادة الاستثمارات المباشرة والتعاون الثنائي في مجال الأمن، علاوة على إنشاء مجلس أبوظبي – اليابان الاقتصادي، ومجموعة عمل جديدة تركز على الإنتاج الإعلامي والإعلام الرقمي.

وقال في حواره مع «الاتحاد»: «إنني سعيد وفخور بوجودي في دولة الإمارات، بعد أن أكملت عامي الأول سفيراً معتمداً للدولة»، مشيداً بالعلاقات الثنائية التي تجسدت بتصريح رئيس الوزراء الياباني في مبادرة «نحن نحب الإمارات»، والتي عكست عمق العلاقات بين البلدين وقوتها في مختلف المجالات.

وأضاف أن بلاده ودولة الإمارات تتشاركان في العديد من الأهداف العامة مثل: الطاقة والأمن والاقتصاد والسلم، وإعداد الأجيال القادمة من خلال التعليم المتطور المبني على الابتكار، علاوة على الاقتصاد المتنوع المبني على المعرفة، وصولاً إلى ملف التغير المناخي والقضايا البيئية المختلفة.
وأشار إلى أن أحد أهم الملفات المشتركة بين البلدين، هو مكافحة الإرهاب والتعاون في مجال الأمن والسلم والتعاون الدولي، علاوة على نشر نهج التسامح الذي تميزت به مبادرات دولة الإمارات، وآخرها مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهي مبادرة عالمية لمختلف شعوب الأرض، وتحمل قيماً وأهدافاً نبيلة وسامية.

وقال السفير الياباني: «هناك قلق عالمي فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وهناك العديد من الخطوات التي أنجزتها دولة الإمارات في هذا الشأن، وندرك خطورة الإرهاب ليس فقط في الشرق الأوسط، ولكن أيضاً في العالم أجمع، وأن مبادرة الإمارات العالمية للتسامح مهمة في توعية الشعوب الأمر الذي يؤدي إلى مكافحة الفكر المتطرف والعنيف والإرهاب، ومن المهم أن تكون هذه المبادرة عالمية، وتصل إلى العديد من شعوب العالم، ونحن نقدر هذه المساعي من دولة الإمارات لحماية الأجيال القادمة».

وأشار إلى أن أحد أهم المبادرات التي قدمتها الإمارات لمكافحة الفكر المتطرف كانت إنشاء مؤسستي «صواب وهداية»، إذ تحمل كل منهما رسالة ودوراً مهماً للغاية، ولهما إسهامات ملحوظة في هذا الشأن، لافتاً إلى أن كل هذه المبادرات تكتسب أهمية أكبر، حيث إنها تأتي من دولة مسلمة، ما يعزز موقف المجتمعات المسلمة في نشر التسامح والسلام، والاستفادة من هذه المبادرات أيضاً في العالم الإسلامي والمجتمعات الأخرى.

ولفت إلى أن في الماضي لم يكن التعاون بالشكل الكافي، ما أدى إلى صعود هذه التهديدات، والتي أدت إلى الاضطرابات السياسية في العديد من دول العالم، معتبراً أن الانتباه لهذه المخاطر أمر مهم عالمياً وأن اليابان تدرك أهمية التعاون مع الإمارات في هذا الملف المهم.

وأكد أهمية نتائج الحوار الياباني – الإماراتي الذي عقد للمرة الأولى حول ملف الأمن في أبوظبي في ديسمبر العام 2015، وتم خلاله تبادل وجهات النظر فيما يتعلق بالسياسات الأمنية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا.
مجال الفضاء

وأوضح أن العلاقات بين البلدين تشهد تعاوناً وثيقاً في مجال أبحاث الفضاء، في وقت أبرمت اتفاقية تعاون بين هيئة استكشاف الفضاء اليابانية وهيئة الفضاء الإماراتية، وكذلك بين شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة ومركز محمد بن راشد للفضاء لإطلاق رحلة مسبار المريخ من دولة الإمارات.

التعليم والتبادل الثقافي

وعن العلاقات بين البلدين في مجالات التعليم ودراسة الطلاب الإماراتيين في اليابان، قال السفير فوجيكي: «إن الجانبين اتفقا في العام 2013، على زيادة عدد الطلاب الإماراتيين الدارسين في اليابان إلى 500 طالب وطالبة خلال الأعوام الخمسة التالية، حيث كانت البداية بإرسال 69 طالباً في العام 2013، و49 في العام 2014، و140 طالباً في العام 2015، وفي العام الجاري 2016 أرسلت الإمارات 81 من طلابها للدراسة في اليابان».

وأضاف أن بلاده تطمح إلى زيادة عدد الطلاب خلال العام الأكاديمي القادم، مؤكداً أن الطلاب الإماراتيين يدرسون الدورات التدريبية القصيرة، والفرص التدريبية في الجامعات اليابانية التي تملك تعدداً في البرامج، وتوفر دراسات باللغة الإنجليزية.

30٪ زيادة السياح اليابانيين

قال السفير فوجيكي: وفقاً لإحصاءات هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، هناك زيادة في أعداد السياح اليابانيين الذين يزورون أبوظبي بنسبة 30٪ في السنوات الخمس الماضية، حيث قفزت أعدادهم من 8948 سائحاً في العام 2011 ليصل إلى 11 ألفاً و591 زائراً في العام 2015.

300 شركة يابانية في الإمارات

أكد فوجيكي، أن عدد الشركات اليابانية التي تعمل في دولة الإمارات يبلغ 300 شركة، مشيراً إلى أن الاستثمارات المباشرة اليابانية في الإمارات قدرت بـ467 مليون دولار في العام 2014، بينما بلغت الاستثمارات الإماراتية في بلاده 4.3 مليار دولار في العام 2013. ولفت إلى أن في الاجتماع الرابع للمجلس الاقتصادي أبوظبي – اليابان، تمت مناقشة مبادرات عدة لتشجيع المزيد من الاستثمارات، مشيراً إلى أن المجلس يعتزم إنشاء مجموعة عمل جديدة تعنى بالإنتاج الإعلامي. وكشف أن مجموعات العمل المشتركة تهتم بالصناعة والطاقة، والتعليم وتطوير الموارد البشرية، والبنية التحتية.