واصلت القوات العراقية أمس هجومها على الموصل رغم الأفخاخ ونيران القناصة وتفجيرات السيارات المفخخة لتضييق الخناق على المدينة، كما تطارد مجموعة من عناصر «داعش» كانوا وراء هجمات في أنحاء أخرى من العراق.

وأعلنت قوات البيشمركة الكردية عن سيطرتها على بلدة بعشيقة قرب الموصل من تنظيم «داعش». بينما تمكنت القوات العراقية من تطويق ناحية الشورة التي تعد أحد أهم معاقل «داعش» في المنطقة استعداداً لاقتحامها. كما تستعد قوات الفرقة الذهبية، والمعروفة أيضاً بقوات جهاز مكافحة الإرهاب، لاقتحام أسوار الموصل من جهتها الشرقية منطلقة من ناحية برطلة.

وتخوض القوات العراقية المشتركة في اليوم السابع لمعركة الموصل، بإسناد مباشر من مقاتلات التحالف الدولي، معارك شرسة في مناطق مختلفة، حيث بدأ الجيش العراقي بعد أن رفع علمه فوق المباني الحكومية بقضاء الحمدانية شرق الموصل، بخوض حرب شوارع مع «داعش» بهذا القضاء، وذلك لإنهاء تواجده هناك.
وتمكنت قوات الفرقة 16 من الجيش العراقي من اجتياح خطوط «داعش» المنهارة بضربات جوية وصاروخية. ولاتزال المعارك مستمرة في تلك المنطقة القريبة من محيط الموصل الشمالي الغربي.

من جانبه، أفاد مراسل «العربية» في العراق بأن عناصر «داعش» سيطروا على مدينة الرطبة الواقعة في الأنبار.

وتمكن تنظيم «داعش» من السيطرة على حيَي الحارة والميثاق وسط مدينة الرطبة، غربي محافظة الأنبار، أمس، وبات متشددوه ينشرون قناصتهم على مآذن المساجد. وبعد يومين على شن «داعش» هجوماً مباغتاً على مدينة كركوك العراقية في محاولة لتخفيف الضغط عن جبهة الموصل، والرد على تقدم القوات العراقية والبيشمركة، أعاد الإرهابيون الكرة، ولكن هذه المرة عبر استهداف قضاء الرطبة.

وأفادت مصادر سكاي نيوز عربية، بأن الاشتباكات لا تزال مستمرة مع شرطة الأنبار والحشد العشائري.

وشن التنظيم الهجوم على الرطبة من محورين، الأول من منطقة الفيضية شرقاً، والثاني من منطقة وادي مساد غربا. وكان مسؤول أميركي كبير قال إن عدد الإرهابيين الذين هاجموا كركوك بلغ نحو 80، وكلهم تقريبا قتلوا أو أسروا، مشيرا إلى أن معظمهم من المقاتلين الأجانب الذين تلقوا تدريبات خاصة وربما حصلوا على مساعدة من خلايا نائمة داخل المدينة.
وقال مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق لوزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إن الأكراد نجحوا في تحرير بعشيقة من «داعش».

وقال مقاتلو البيشمركة الأكراد للصحفيين في موقع القتال إنهم دخلوا بعشيقة لكن لم يسمح للصحفيين بدخول البلدة التي تبعد 12 كيلومترا شمال شرقي الموصل.

وقال قائد القوات الأميركية في العراق اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند إن معلوماته- برغم محدوديتها- «تظهر أن الرئيس البرزاني على حق وأن هناك نجاحا كبيرا في بعشيقة.»

لكنه أضاف «لم أتلق تقريرا يقول إنه تم تطهير جميع المنازل وقتل كل داعشي وإزالة كل عبوة ناسفة»

وقال تاونسند للصحفيين إن بعشيقة واحدة من القرى خارج الموصل أخلاها التنظيم من السكان وحولها إلى حصن خلال العامين الماضيين.

وأظهر مقطع مصور من بلدة نوران القريبة من بعشيقة المقاتلين الأكراد يستخدمون قذيفة مورتر ثقيلة ومدفعا آليا وأسلحة صغيرة في حين تصاعد دخان فوق المنطقة المحيطة ببعشيقة.

ومع تحرك قوات البشمركة الكردية في أنحاء المنطقة تحركت المركبات المدرعة على طول أحد الطرق وسُمع هدير طائرة هليكوبتر محلقة. وتستخدم البيشمركة الكردية دبابات وقاذفات صواريخ وقناصة.

وشاهد مصور برويترز المقاتلين يدمرون ثلاث سيارات ملغومة على الأقل كانت تستهدفهم. ونقلت محطة (سي.إن.إن ترك) ومنافذ إعلامية أخرى عن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قوله أمس إن المدفعية التركية تساعد البشمركة الكردية.

ونقلت المحطة عن يلدريم قوله «البيشمركة احتشدت لتطهير منطقة بعشيقة من «داعش». طلبوا من قواتنا في قاعدة بعشيقة المساعدة لذلك نساعد الدبابات بمدفعيتنا هناك».

وقال وزير داخلية حكومة إقليم كردستان العراق إن قوات التحالف تقدمت إلى نطاق 5 كيلومترات من الموصل في أقرب النقاط.

وتستعد قوة عراقية قوامها 30 ألف فرد تدعمها قوات خاصة أميركية وغطاء جوي أميركي وفرنسي وبريطاني للتقدم نحو الموصل بعد استعادة السيطرة على الفلوجة والرمادي غرب بغداد والسيطرة على تكريت في وسط العراق. وقال عماد الدليمي رئيس بلدية الرطبة إن الإرهابيين هجموا خلال الليل ودخلوا المدينة عن طريق التنسيق مع خلايا نائمة هناك حيث اشتبك نحو 30 إرهابيا مع مقاتلي العشائر وقوات الأمن قبل اختفائهم.

وقال تاونسند إن التنظيم نفذ ما وصفه بالهجوم المركب في الرطبة تعاملت معه القوات العراقية.وأضاف أن هذا الهجوم كان يهدف «لمحاولة جذب الانتباه بعيدا عن الموصل».

وقال مسؤولون في التحالف إن الهجوم يمضي بشكل جيد لكن السيطرة على الموصل التي يقطنها 1.5 مليون نسمة ستستغرق وقتا طويلا.

وعبر وزير الدفاع الأميركي كارتر عن تفاؤله بشأن حملة استعادة الموصل أثناء زيارة لاربيل أشاد خلالها بمقاتلي البيشمركة الأكراد. وقال لمسعود البرزاني أثناء محادثاتهما «إنني هنا لتهنئتك أنت وقواتك. أشعر بحماس بسبب ما رأيته».

وقال المتحدث باسم البيشمركة البريجادير جنرال هالجورد حكمت للصحفيين إن 25 مقاتلا كرديا قتلوا حتى الآن. وأضاف «هناك الكثير من الجرحى». وأشاد بالدعم الجوي الذي يقدمه التحالف لقواته لكنه قال إن هناك حاجة لمزيد من المساعدة العسكرية بدءا من المركبات المدرعة والمعدات إلى رصد العبوات الناسفة.

وقال «معظم أفراد البيشمركة قتلوا لأنهم كانوا يركبون سيارات عادية وليست مدرعة».

وخلال الاجتماع قال البرزاني إن عملية الموصل بدأت بنجاح وأشار للتقدم الجيد الذي تحقق في الأيام الثلاثة الماضية. وشكر الولايات المتحدة والتحالف لدعمهم.

الاتحاد