قال معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة، إن انخفاض أسعار النفط الحالية يعتبر تحدياً يواجه الدول النفطية إلا أنه لم يؤثر على الاقتصاد الإماراتي بفضل تبني دولة الإمارات العربية المتحدة استراتيجية التنوع الاقتصادي، خلال زيارة إلى طاجيكستان، حيث ترأس معاليه وفداً اقتصادياً رفيع المستوى ضم ممثلين عن القطاعين الحكومي والخاص لبحث وتعزيز العلاقات الثنائية مع جمهورية طاجيكستان ومجالات التعاون خاصة فيما يتعلق بالتجارة والاستثمار والسياحة والطاقة والطاقة الكهرومائية والنقل والزراعة بما يخدم الأهداف والمصالح المشتركة.
ورافق معاليه الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي عضو المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة – رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والدكتور أحمد المطروشي مدير إدارة غرب آسيا بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، وفهد التفاق مدير إدارة الشؤون الاقتصادية والتجارية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، وحميد بن سالم أمين عام اتحاد غرف التجارة والصناعة، وناصر محمد النويس رئيس مجلس إدارة شركة روتانا لإدارة الفنادق، وممثلي صندوق أبوظبي للتنمية وشركة مبادلة للتنمية وشركة فلاي دبي وطيران الاتحاد وموانئ دبي العالمية، وغرفة أبوظبي وغرف التجارة والصناعة بالشارقة وأم القيوين والفجيرة، وعدد من ممثلي الجهات الحكومية والخاصة وكبار رجال الأعمال بالدولة.
واستقبل الرئيس إمام علي رحمن رئيس جمهورية طاجيكستان معالي سهيل بن محمد المزروعي والوفد المرافق له وأعرب عن تطلعه لأن تسهم هذه الزيارة في تعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات. ونقل معالي وزير الطاقة تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وتمنياتهم لقيادة جمهورية طاجيكستان وشعبها الشقيق بالمزيد من الرقي والتقدم.
وأكد معاليه حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تطوير علاقات التعاون بين البلدين الصديقين وتعزيز مجالات التعاون في شتى المجالات بما يعود بالمنفعة والمصلحة المشتركة على كلا البلدين، متمنيا أن تكلل هذه الزيارة بالنجاح بما يسهم في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين والشعبين الصديقين.
وأشاد معاليه بتوجه دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم رؤية الحكومة الطاجيكية في تطوير البنية التحتية بالإضافة إلى التأكيد على دعوة دولة الإمارات إلى جمهورية طاجيكستان للمشاركة في معرض إكسبو 2020 والدور التي ستلعبه الجهات والشركات الطاجيكية المشاركة في المعرض في جذب المزيد من الاستثمارات والسياح إلى جمهورية طاجيكستان وشكر الرئيس الطاجيكي على ما لقيه والوفد المرافق من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال والتنظيم المتميز للزيارة.
من جانبه، رحب الرئيس الطاجيكي بمعاليه والوفد المرافق وتطرق إلى الزيارة التي قام بها إلى دولة الإمارات في مارس الماضي وتم خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين وما لقيه فخامته خلال الزيارة من كرم الضيافة. وتطرق إلى أهمية تطوير العلاقات بين البلدين مؤكداً ضرورة تنمية التعاون التجاري والاستثماري، وأشار إلى أهمية زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات ترضي طموح قيادات البلدين الصديقين.
ودعا الرئيس الطاجيكي إلى ضرورة إنشاء صندوق الاستثمار المشترك ومجلس الأعمال الإماراتي الطاجيكي ومكتب للبنوك الإماراتية التجارية في جمهورية طاجيكستان، مؤكدا مشاركة بلاده في معرض إكسبو 2020.
وتضمنت الزيارة عدداً من اللقاءات مع كبار المسؤولين في جمهورية طاجيكستان، فقد التقى معالي وزير الطاقة والوفد المرافق له حكمة الله زاده نعمة الله – وزير التنمية الاقتصادية لجمهورية طاجيكستان وتم بحث فرص التعاون الاقتصادي والاستثماري وتبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلا عن بحث عدد من المواضيع في مجالات الطيران والبنية التحتية والخدمات اللوجستية والأمن الغذائي والطاقة الكهرومائية. والتقى معاليه نائب وزير الطاقة في طاجيكستان جمشيد شويمزودا وأكدا أهمية تنويع مصادر الاقتصاد خاصة للدول النفطية.
وتم خلال الاجتماع مناقشة المواضيع المتعلقة بالطاقة والطاقة المتجددة والطاقة الكهرومائية وأسبوع أبوظبي للاستدامة وأهمية مشاركة الجانب الطاجيكي فيه خاصة وأنه سيتم انعقاد الاجتماع الوزاري الـ«15» لحوار التعاون الآسيوي في الفترة من 16 إلى 17 يناير 2017 وسيتخلله منتدى اقتصادي وورش عمل تتناول مجالات الطاقة والغذاء والمياه.
ودعا معالي وزير الطاقة خلال الزيارة الجانبين إلى تعزيز التعاون المشترك في قطاعات مختلفة من خلال تبادل الزيارات، حيث سيقوم وفد تخصصي في مجال الطاقة بزيارة طاجيكستان لبحث سبل الاستثمار وأهم الفرص الاستثمارية. وأكد الجانبان خلال اللقاء الذي جمع معاليه مع قوربنيون عبد السلام وزير المالية لجمهورية طاجيكستان أهمية تعديل الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين البلدين والتي تسهم في رفع مستوى التبادل التجاري، واطلعا إلى توقيع مشاريع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم العالقة ومن أبرزها التعديل على اتفاقيتي تجنب الازدواج الضريبي على الدخل وحماية وتشجيع الاستثمار بالإضافة إلى أهمية التوقيع على اتفاقية خدمات النقل الجوي والتي ستلعب دورا رئيسا في تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
والتقى معاليه أيضا قدري قاسم – رئيس لجنة الاستثمار وإدارة أملاك الدولة في جمهورية طاجيكستان ومعالي شوكت بابازاده وزير الصناعة والتكنولوجيا الحديثة، وجرى بحث عدد من المشاريع والفرص الاستثمارية شأنها تعزيز التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين وزيادة حجم التدفقات الاستثمارية، فيما أشاد الجانبان بنتائج الدورة الثانية للجنة المشتركة بين البلدين والتي عقدت خلال أبريل 2016 في دوشنبيه.
وزار الوفد بعض المصانع للاطلاع على آليات العمل فيها وخطوط الإنتاج وتم خلاله مناقشة أوجه التعاون المشترك بهدف تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.. فيما قام الوفد الاقتصادي بعقد زيارات ميدانية شملت كلا من سد «نوراك» الذي يعتبر من أكبر السدود في المنطقة، وقد بني منذ 40 سنة ويتم منه توليد الطاقة الكهرومائية لجمهورية طاجيكستان وبيع الزيادة من هذه الطاقة إلى باكستان وأفغانستان، إضافة إلى زيارة محطة توليد الطاقة في المدينة والمنطقة الاقتصادية الحرة في «دنقره» ومصنع القطن الذي يعد من أكبر المصانع لإنتاج القطن وعدد من الشركات الطاجيكية المتخصصة في مجالات مختلفة.
وتضمنت الزيارة الرسمية إلى جمهورية طاجيكستان كذلك انعقاد المنتدى الاقتصادي الإماراتي الطاجيكي المشترك بحضور ممثلي القطاع الحكومي والخاص في قطاعات الطاقة والطاقة الكهرومائية والتعدين والمناجم والزراعة والنقل والخدمات اللوجستية وتطوير مشاريع الأعمال التجارية المتخصصة.
كما التقى وفد الدولة كلا على حده مع عدد من الشركات والمؤسسات الطاجيكية بهدف دفع التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز التدفقات الاستثمارية المشتركة. يذكر أنه في عام 2015 بلغ مستوى التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين نحو 25 مليون دولار، فيما تسير شركة فلاي دبي 3 رحلات أسبوعية إلى العاصمة الطاجيكستانية دوشنبيه.
وام+ الاتحاد