د. موزة أحمد راشد العبار
لقد حققت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال العقود الأربعة الماضية معدلات عالية من التنمية الشاملة في المجالات كافة، ما وضعها في مراكز الصدارة في العديد من تقارير المؤسسات الإقليمية والدولية المتخصصة، خاصة في مؤشرات تقارير التنافسية العالمية، التي صنفتها في قوائم أفضل دول العالم تقدماً في مجالات: الاقتصاد والبنية التحتية والتنمية البشرية والسياحة والاتصالات والمعلومات والثقافة، وغيرها من مؤشرات التنمية المستدامة.
ويعكس فوز الإمارات عن جدارة واستحقاق، وبأغلبية ساحقة من الأصوات، بتنظيم معرض إكسبو 2020 في دبي، وباستضافة الدورة الرابعة والعشرين من مؤتمر الطاقة العالمي 2019 في أبوظبي، ما تحظى به الدولة من مكانة في المجتمع الدولي، وما تتمتع به من ثقة واحترام في العالم..
وقد حصدت الإمارات أخيراً المركز الأول عالمياً في مجال: «الترابط المجتمعي وفي مجال القيم والسلوكيات»، والخامس عالمياً في مؤشر التوظيف، والسادس عالمياً في محور ممارسات الأعمال، إضافة لتقدمها الكبير في 19 مؤشراً مختلفاً، لتكون ضمن العشرة الأوائل عالمياً في التنافسية العالمية في التقرير العالمي للتنافسية.
كما حلت دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر «احترام المرأة»، وذلك في نتائج تقرير عالمي جديد مختص بقياس التطور الاجتماعي في مختلف دول العالم، يقوده فريق من الخبراء العالميين. وقد جاء التقرير بتوصية من مجلس الأجندة الدولي التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، ليقيس مدى التطور الاجتماعي في الدول، كونه مقياساً جديداً مكملاً لتقارير التطور الاقتصادي.
وبهذه المناسبة أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن المرأة في الإمارات كريمة ومحترمة ومقدرة، لأن ديننا هو الإسلام، ومؤسس دولتنا هو زايد، ووراء نهضتنا قيم عربية أصيلة، مشيراً سموه إلى أن الإمارات احترمت المرأة، فأصبحت مساهمتها تفوق الرجل في الكثير من القطاعات، لأن المرأة إذا توافرت لها الظروف والبيئة المناسبة، فإن عطاءها يتجاوز كل التوقعات!
والمتعارف عليه أن مكانة المرأة وتقدمها في أي مجتمع يعكس مدى تطور ورقي وتحضر المجتمع الذي تنتمي إليه، وفي دولة الإمارات يواكب تطور مكانة المرأة وتمكينها في المجتمع الطفرة الهائلة في التنمية والإنجازات العملاقة والمكانة الريادية، التي تحتلها الإمارات على المستويين الإقليمي والعالمي.
ويأتي اختيار أبوظبي «مقراً لمكتب اتصال الأمم المتحدة للمرأة» اعترافاً وشهادة دولية بما وصل إليه مستوى تمكين المرأة في دولة الإمارات، حيث إنها كانت من الدول السباقة في مجال تعزيز المساواة بين الجنسين وتقديم كل السبل الكفيلة لتمكين المرأة الإماراتية والمساهمة في دعم قضاياها ومسيرتها التنموية والاجتماعية.
ويعتبر مكتب اتصال الأمم المتحدة المكتب الوحيد في المنطقة العربية، والثالث في العالم كله، ومما لا شك فيه أن جهود «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة العليا لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، يرجع له الفضل في كل ما وصلت له الإماراتية من تقدم وتطور ونهضة نسائية شاملة فاقت التوقعات والتصورات بشهادة المجتمع الدولي.
لقد شهدت «أم الإمارات» كما أشرنا في مقال سابق في يوم( 22 أبريل من عام2007) حفل تكريم «منظمة الأمم المتحدة» في قصر الإمارات في أبوظبي، حيث قدمت «أمة العليم علي السوسوة» نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة إلى سموها شهادة تقدير المنظمة الدولية، فيما قدمت لسموها الدكتورة هيفاء أبو غزالة المديرة الإقليمية العربية شهادة منحها صندوق الأمم المتحدة للمرأة «اليونيفيم»، تقديراً وعرفانا لدور سموها القيادي في دعم قضايا المرأة والأسرة والطفل، وتقديراً لمواقفها في تمكين المرأة الإماراتية من المشاركة السياسية، والذي كان له الدور الأكبر والفاعل في تعزيز مكانة المرأة الإماراتية والارتقاء بها عالمياً، وذلك بفضل ما تحظى به الإماراتية من تمكين واهتمام في كل مؤسسات وقطاع الدولة الاتحادية والمحلية.
وفي جميع المجالات من دون استثناء، الاجتماعية والتربوية والاقتصادية والإعلامية إلخ. وبهذه المناسبة عبرت عدد من القيادات النسائية الإماراتية عن اعتزازهن بافتتاح «مكتب اتصال الأمم المتحدة للمرأة» في مقر «الاتحاد النسائي بأبوظبي»، وأكدن أن اختيار الإمارات لتحتضن هذا المكتب يؤكد أهميتها وما حققته في المساواة بين الجنسين والارتقاء بمستوى المرأة، خاصة أن مكتب الاتصال يعتبر الثالث في العالم؛ والوحيد في المنطقة العربية؛ الذي سيخدم المنطقة العربية جميعها؛ وقالت منى المري المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي نائب رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، إن افتتاح مكتب اتصال للأمم المتحدة في العاصمة أبوظبي يؤكد حرص الإمارات على تمكين المرأة في كل المجالات، وإرسال الرسالة الصحيحة عن دور المرأة في الدولة عالمياً، وإن افتتاح هذا المكتب في أبوظبي خير دليل على مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة والمرأة، خاصة أنه سيخدم المنطقة العربية ككل وليس الإمارات فقط، وهو يشهد للعالم كيف أن الإمارات أصبحت نموذجاً في المنطقة في تمكين المرأة، وأن هذا التمكين وهذا الإنجاز هو نتاج وجهود الخطة الاستراتيجية الوطنية لتطوير المرأة، التي أسستها وقادتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي كانت وما زالت استراتيجية فعالة في تعزيز دور المرأة في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية.
البيان