محمد الجوكر
أسلوب العمل في مجالس إدارات الأندية، يحتاج إلى ثورة حقيقية، لإعادة النظر في سياساتها، فبعد أن كانت منتظمة في فترة زمنية سابقة، أصبحت الآن تسودها المجاملات والمحسوبيات والمصالح الخاصة، وكلها عوامل تؤثر على مصداقية العمل التنظيمي، بحيث تصبح العملية مركزية، وتعتمد على القرارات الإدارية الفردية، دون اللجوء إلى جماعية القرار.
وبالتالي انعكاس هذه الظاهرة الخطيرة على مسيرة الرياضة الإماراتية، خاصة عندما يبدأ »الخراب« من الأساس، وهي الأندية، التي تعتبر القاعدة الحقيقية للرياضة عامة، فالرؤوس التي نشاهدها في الملاعب »مو« رؤوس !! سواء اللاعب الأجنبي أو حتى بعض اللاعبين المواطنين للأسف!
وما دعاني إلى الكتابة، هو هذا الجانب الذي قرأته في قرارات اتحاد الكرة الأخيرة، حيث وافق على المضي قدماً في توصية الجمعية العمومية بالسماح بمشاركة أبناء المواطنات في الموسم المقبل، وهذا الكلام نسمعه من خمس سنوات أو أكثر ولم ينفذ، كما تم إحالة موضوع تقليص عدد الأجانب في دوري الدرجة الأولى إلى لاعب واحد، وتطرق المجلس إلى قصات شعر اللاعبين.
وبناء على اللائحة سيتم تطبيق الأمر بعد شهر، على أن يكون هناك لفت نظر عند العقوبة الأولى، ومن ثم إنذار وغرامة ومن ثم غرامة مضاعفة وإيقاف، والتحذير واجب، بعد أن اجتاحت ملاعب العالم هذه القصات العجيبة، وتشهدها ملاعبنا، فقد وضعت إدارة الاتحاد يدها على الجرح، وهو ضرورة تحرك الأندية، بأن تؤدي دورها التربوي على أكمل وجه، من أجل تطوير أنفسها، قبل تطوير لاعبيها، لكي تستفيد منها المنتخبات الوطنية، بدلاً من ضياعها في »الطوشة«..
وهذه الظاهرة السلبية شعرنا بها، وهي ملفتة للنظر، والقضية تخصنا جميعاً، وللمصلحة العامة، أليست هذه القضية جديرة بالاهتمام والتنبيه، وتوجيه إدارات الأندية إلى مزيد من تحمل مسؤولية إيقاف هذه الظاهرة، وهذه مؤشرات خطيرة، لابد أن نعالجها، وأن يعي المسؤولون في الأندية، أهمية تغيير المفهوم الضيق لديها والانفتاح، بدلاً من (التقوقع) على نفسها، فالعالم يتطور ويتفتح، ويجب أن نعايش ونواكب هذا الانفتاح، بدلاً من الانغلاق الإداري داخل أنديتنا!
وزمان، كنا نشتكي ونلوم رؤساء الاتحادات الرياضية، الذين كانوا يتولون هذه المهمة التطوعية، بشكل شرفي في الدورات السابقة، بينما اليوم التغيير واضح، ونجد أن معظم رؤساء الاتحادات، إن لم يكونوا جميعاً اللهم إلا البعض منهم، نجد تطوراً إيجابياً، بالمتابعة المستمرة والاهتمام نتيجة حبهم للرياضة، هذه أسماء جميلة في الرياضة الإماراتية من الرؤساء (حاجة حلوة) سواء قادة الألعاب الفردية أو الجماعية، يؤدون أدوارهم على أكمل وجه، بينما نجد سلبية من بعض الأعضاء، والعمل في الاتحادات، رغم ما تعانيه من قلة الموارد المالية، سائر بجدية وحماس، ولديها الاستعداد لتحمل المسؤوليات على عكس بعض إدارات الأندية التي أصابها الخمول »سامحها الله«.
وقد لفت انتباهي، موقف اتحاد الكرة لهذا الموضوع الأخلاقي، المتعلق بعاداتنا وقيمنا، ووفق تعاليم ديننا الحنيف، رغم أن لوائح الاتحاد، تنص على ضرورة احترام قدسية الملاعب، ولا تتحول إلى مكان للعادات السيئة الدخلية على مجتمعاتنا، من بعض اللاعبين والرياضيين خاصة نجوم الكرة، الذين للأسف أصبحوا نجوم المجتمعات في كل مكان.
ولم يعد العالم أو الطبيب أو المخترع أو الأديب، يلفت الانتباه لجيل اليوم، »جيل الآيباد والايفون«، فإذا كان »الرأس خرباناً« وهو الأساس، فكيف لبقية الجسم أن تعمل بكفاءة، من هنا تبدأ الخطورة في »الرأس«، التي تحمل العقل، وما أدراك ما العقل، وبالتالي العين الحمرة مطلوبة!!.. والله من وراء القصد.
البيان